كنوز «دار الهلال»| يونس شلبي: المنتجون قيّدوني.. وتخلّيت عن النمطية في «الأرملة العذراء»
يوافق اليوم الإثنين، الذكرى الـ81 على ميلاد الفنان يونس شلبي والذى يعد من أبرز نجوم الكوميديا على الساحة الفنية، في فترة السبعينات، والثمانينات، والذي رحل عن عالمنا في عام 2004 بعد صراع مع المرض، وترك وراءه مسيرة فنية حافلة بالأعمال الناحة، فمن يغفل عن "منصور عبد المعطي" ابن الناظر في "مدرسة المشاغبين"، و"عاطف السكري" في العيال كبرت"، وغيرهم.
ونُقدّم لكم من أرشيف «دار الهلال» حوار قديم للفنان يونس شلبي يعود لعام 1987.
لماذا بعد دخول قفص الزوجية قررت دخول مجال الانتاج؟
بعد دخول عش الزوجية شعرت بالاستقرار، ولذلك قررت استغلال هذه الفترة لمراجعـة حساباتي عن جديد فيما يتعلق بالنصوص والأدوار التي تعرض علي خصوصًا، وأنني وجدت بأن المنتجين يحاولون أن يقيدوني بأدوار مشابهة لتلك الأدوار التي لعبتها في مدرسة المشاغبين، والعيال كبرت، الولد الطيب، وهي أدوار وجدت بأنها لا تناسب طبیعتی في الفترة الأخيرة.
لدرجة أنني رفضت أكثر من ١٤ عملًا سينمائيًا بسبب كونها تحمل طابعًا متشابهًا، لذلك قررت الدخول في مجال الإنتاج، لأنه سيعطيني الفرصة، لتقديم أعمال جيدة، حيث أنه من الصعب على الفنان الذي يحترم نفسه التعامل مع المنتجين الموجودين حاليًا على الساحة الفنية، فهؤلاء ليس لهم هم سوى التفكير في الكسـب السريع، حتى ولو كان ذلك علـى حساب جودة العمل الفني ولعلك لاحظت بنفسك، بأن معظم الافـلام المصرية التي أنتجت في الفترة الأخيرة باتت تتسم بالسطحية، والضعف.
ولعلني لا أخفي عليك سرًا إذا ما قلت بأن يونس شلبي سيء الحظ، ولا أتذكر بأن الصدفة خدمتني، للالتقاء بنوعيات من هؤلاء تعطي للفن احترامًا، وتقديرًا إلا فيما ندر، وليس أمامي والحال هكذا إلا الدخول في مجال الإنتاج، لأنني اعتقد بأنه من خلال ذلك فقط يمكن أن يقدم الفنان أعمالًا جيدة ، وبالفعل أنتجت فیلم "سفاح کرموز"، وكان أملـي أن يتيح لي هذا الفيلم فرصة إظهـار أبعاد متطورة لشخصيتي الفنية، وأتمنى انني قد وفقت في تحقيق ذلك.
ويضيف يونس قائلًا:
لقد لعبت أدوارًا متشابهة في أكثر من فيلم وأنا أعتقد بأن ذلك لا يخدم عمليـة تطور الفنان، فضلًا عن أنه نوع من عدم احترام تفكير الجمهور.. لكـن عذري الوحيد إنني فعلت ذلك عندما كنت في أول طريق حياتي الفنية وفيها يقبل الفنان كل ما يعرض عليه لأنه بحاجة الى تحقيق قدر من الشهرة والانتشار.
يونس شلبي بدأ بدور فني بسيط من مدرسة المشاغبين.. وانتهى بأدوار لعب فيها أدوارًا كبيرة.. فهل يحدثنا عن مراحل تدرجه الفني ؟
الميل إلى الفن بدأ معي، وأنا في المرحلة الإعدادية، ويمكن القول بأن مرحلة الدراسة الجامعية شكلـت بدايات ممارستي للفن بصورة فعلية حيث انضممت إلى فرقة مسرح الكلية، وتخصصت في أداء الأدوار الكوميدية، وربما تحققت أمنيتي في أن أكون واحدًا من أفراد الأسرة الفنية في مصر، حينما أتيحت لي فرصة المشاركة في مسرحية مدرسة المشاغبين من خلال دور منصور الذي قمت به
وبعده انفتح الطريق أمامي واسعًا، وأصبحـت تنهال علي العروض من كل جانب، والواقع وكما أشرت لك في بداية الحديث، فقد قبلت معظم هـذه العروض، لأنني كنت في وضع يتطلب، مني أن أفعل ذلك، ولكن بعد أن حققت لي إسمًا، وشهرة وجدت أنه ومن مصلحتي أن أدقق في الأعمال المعروضة علي، قبل الموافقة على المشاركة فيها.
أجمع على إرتقاء أدائك في فيلم "الأرملة العذراء" فبماذا تفسر ذلك؟
الأرملـة العذراء فيلم أتاح لي ممارسة تجارب فنية جديدة بالنسبة لي، فيه خرجت عن النمط التقليدي الذي اشتهرت به، حيث قدمت نفسي، للجمهور كفنان يهمه كثيرا تبني قضايا الناس البسطاء، وللحق فإن هـذه قضايا، هي حقيقة يونس شلبي، وسأحرص في المستقبل بقدر ما تسمح به الظروف، على أن أسخر فني لخدمة الجماهير.
قدمت للتلفزيون العديد من الأدوار ولكنك ابتعدت عنه.. فما هي الأسباب؟
النص هو المسؤول عن ابتعادي عن التلفزيون فأكثر المشاريع الفنية التلفزيونية التي عرضت علي، لا تخرج عن إطار دائرة الإتجار بالفن، وأنا أرفض ذلك بشدة، وأود أن أشير بالمناسبة إلى أننى قد أقـوم بتقديم بعض الأعمال التلفزيونية في شهر رمضان المقبل، وسأحرص على أن تكون هذه الأعمال فيها الكثير من الإحترام لعقلية المشاهد
ونسأله.. ويلاحظ أيضًا تقلص نشاطك المسرحي؟
كما قلت لك .. فإنني قررت أن لا إقبل أي نص يعرض علي، وبما أن النصوص الجيدة تعتبر نادرة، لذا فإن الفنان الملتزم الذي يحترم نفسه، وجمهوره، لا بد وأن يقل ظهوره ليس على خشبة المسرح فحسب، إنما على شاشتي التلفزيون، والسينما.
وللعلم، فإن الكثير من المنتجين يعرضون علي من وقت إلى آخر إعادة تمثيل النصوص القديمة الجيدة، وأنا أرفض ذلك، لأنني أريد نصوصًا حديثة تعكس واقع الفترة التي نعيشها.
يقال بأنك دخلت تجربة الغناء.. فهل لك أن تلقي لنا مزيدًا من الضوء على هذه التجربة ؟
أنا سعيد بهذه التجربة، ولدي الآن شريطان "بوجي وطمطم" و"الديك الشركسي"، ورغم أن اشتراكي في مسلسل بوجي وطمطم اقتصر على الصوت، إلا أنني كفنان حققـت من خلال ذلك رصيدًا إضافيًا من الشهرة إلى درجة أن الناس أصبحت تناديني بإسم "بوجي"، ولو عرض علي فكرة الغناء للأطفال مرة أخرىن فإنني لن أتردد أبدًا.
أخيرًا .. ما هي طموحاتك؟
أطمح أن أوفق في تقديم أعمـال جيدة، وأتمنى من الله أن يرزقنـي بطفل يسعدني في حياتي