سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة إن العلاقات المصرية-البولندية تمتد عبر 100 عام من الزمان، وهي علاقات قوية، وراسخة، لكنها كانت تفتقر إلى التفعيل خلال الفترة الماضية.
وأشار سلامة - في مقاله بعنوان "100 عام علاقات" - إلى أنه بالأمس كانت زيارة الرئيس البولندي لمصر، في أول زيارة رسمية له إلى القاهرة، كما أنها أول زيارة لرئيس بولندي منذ أكثر من 30 عاما، حيث كانت آخر زيارة هي للرئيس البولندي الراحل ليخ فاونسا، وكانت آخر زيارة لرئيس مصري إلى بولندا هي للرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
وأوضح سلامة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رحب بالرئيس البولندي في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان أمس في قصر الاتحادية، وتطرقت المباحثات إلى كيفية تعميق العلاقات بين الشعبين في كل المجالات.
ونوه بأن الفائدة المباشرة للقاء أمس ظهرت بسرعة في عودة الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة والعاصمة البولندية وارسو، حيث قررت شركة الطيران البولندية تسيير خمس رحلات أسبوعيا إلى القاهرة.
وأكد أن إعادة الرحلات المباشرة بين مصر وبولندا خطوة مهمة لدعم العلاقات الاقتصادية، والسياحية، لأن بولندا هي خامس دولة مصدرة للسياحة إلى مصر، ومن المتوقع ازدياد أعداد السائحين من بولندا خلال المرحلة المقبلة في ظل عودة رحلات الطيران المباشرة.
وأضاف الكاتب عبدالمحسن سلامة أن اللقاء شهد العديد من توقيع الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية، والزراعية، والشبابية، والتعاون الأكاديمي، والدبلوماسي.
ولفت إلى أن بولندا تلعب دورا مهما الآن في الاتحاد الأوروبي، وحدودها مع أوكرانيا تستقبل أعدادا هائلة من الأوكرانيين الفارين من الحرب، حيث عبر أكثر من 3.5 مليون مواطن أوكراني الحدود، بينما استقر فيها 2 مليون لاجيء أوكراني.
وألمح سلامة إلى أن مصر هي الأخرى تعاني من مشكلة اللاجئين، حيث يعيش بها أكثر من 6 ملايين لاجيء نتيجة الأحداث العاصفة التي مرت بالمنطقة أخيرا، وبالتالي فهي تقف حائط صد ضد مزيد من الهجرة غير الشرعية للزحف على أوروبا.
وشدد على أن مصر وبولندا تستطيعان القيام بدور مشترك، ومهم على الساحة الدولية من أجل إحلال السلام في المناطق الساخنة من العالم، سواء في الأزمة الروسية-الأوكرانية، أو في أزمات منطقتي الشرق الأوسط، وإفريقيا.
ونبه سلامة إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد إعادة الحيوية إلى العلاقات المصرية-البولندية في جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين على مختلف الأصعدة.
وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إن الواقع القائم على الأرض في ساحات المعارك المشتعلة على الأراضي الأوكرانية حاليا، يؤكد غيبة الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتورطة في الحرب، لوقف القتال وانتهاء المعارك والركون إلى الحل السياسي والطرق الدبلوماسية لحل الصراع.
وأوضح بركات - في مقاله بعنوان "صراع الديناصورات والقوى العظمى «1»" - أنه على العكس من ذلك، هناك من الشواهد الطافية على السطح، ما يؤكد غياب السعي الجاد من الطرفين الأوكراني والروسي، للتوصل إلى حل وسط توافقي يمكن أن يكون مقبولا من كل منهما لوقف القتال وإنهاء الحرب.
وأضاف أنه في ظل عدم المرونة البادية من الطرفين، يصبح من الصعب التنبؤ بموعد قريب أو متوقع لإنهاء الحرب، أو هذا على الأقل ما تشير إليه المواقف المعلنة من الجانبين، والتي تؤكد إصرار كل منهما على موقفه، وعدم الاستعداد للتنازل عنها حتى الآن.
وتابع أنه وفي ذلك الإطار، لا يجب النظر على الإطلاق إلى ما جرى ويجري على الأراضي الأوكرانية، على أنه مجرد حرب محدودة بين أوكرانيا وجارتها الكبيرة روسيا.
وأكد الكاتب محمد بركات أنه من هنا تأتي أهمية وخطورة ما يجري الآن، باعتباره في الحقيقة والواقع أحد فصول الصراع الدامي بين القوى العالمية العظمي، لتحديد شكل وطبيعة المعايير الحاكمة للنظام الدولي، ولمن ستكون الهيمنة والسيطرة على مقاليد الأمور في عالم اليوم والغد.
ووصف بركات الصراع بأنه صراع الديناصورات والقوى العظمى على الأراضي الأوكرانية.