د. زين نصار,
فى البداية أقدم لك عزيزى القارئ تعريفا مبسطا لمؤلف السيفونية، فالسيمفونية مؤلف موسيقى طويل يعزفه الأوركسترا السيمفونى، وتتكون من أربعة أو خمسة أجزاء تسمى حركات.
وقد تطورت مؤلفات السيفونية بشكل أساسي من الافتتاحية الإيطالية التى تتكون من ثلاثة أجزاء (سريع- بطئ – سريع) ثم أضيفت إليها موسيقى رقصة المينويت الفرنسية الأرستقراطية قبل الحركة الأخيرة، وقد استقر شكل السيمفونية بهذا التكوين حوالى عام 1760، وساهم فى وصول السيمفونية إلى ذلك الشكل العديد من المؤلفين الموسيقيين، غير أنها نضجت وأخذت شكلها المعروف حاليا على يد مؤلف الموسيقى النمساوى فرانز جوزيف هايدن (1732 -1809) الذى ألف 104 سيفونيات، وأطلق عليه لقب (أبو السيمفونية).
كما أن معاصره مؤلف الموسيقى النمساوى ولفجانج أماديوس موتسارت (1756- 1791)، ألف 41 سيفونية، ولما جاء مؤلف الموسيقى الألمانى العظيم لودفيج فان بيتهوفن (1770 -1827) قام بتوسيع كل من الصيغة الموسيقية والكتابة الأوركسترالية للسيمفونية، ففى الحركة الأولى التى تبنى فى صيغة السوناتا التى تتكون من ثلاثة أقسام هى (العرض – التفاعل- إعادة العرض) فقد أطال كلا من المقدمة والختام، ووسع بشكل كبير قسم التفاعل، وفى الحركة الثالثة من السيفونية استخدم بيتهوفن موسيقا (الاسكرتسو) ومعناها دعابة بدلا من موسيقى رقصة المينويت، واستبدل أحيانا الحركة الثانية مكان الحركة الثالثة، كما فعل فى سيفونيته التاسعة (الكورالية)، وزاد عدد آلات الأوركسترا.
وفى القرن التاسع عشر، ظهرت السيمفونية التصويرية نتيجة لقيام بعض مؤلفى الموسيقى الأوروبيين باستغلال أفكار أدبية أو درامية أو أعمالا من فن التصوير.
ومن مؤلفى السيمفونيات فى القرن التاسع عشر نذكر (يوهانس برامز- فيليكس مندلسون – فرانز ليست- بيتر إليتش تشايكوفسكى)،
وفى القرن العشرين، عاد المؤلفون الموسيقيون إلى استخدام أوركسترا صغير فى سيفونياتهم كرد فعل للتضخم الذى طرأ على عدد آلات الأوركسترا فى القرن التاسع عشر نذكر منهم (سيرجى بروكوفييف – بول هيندميت – إيجور سترافنسكى – فون وليامز)، أما فى مصر فكان أول من ألف سيمفونية هو رائد التأليف الموسيقى فى مصر يوسف جريس (1899 – 1961) عندما ألف سيمفونيته الأولى (مصر) التى قدمت لأول مرة يوم (19/3/1937) وعزفها أوركسترا الإذاعة المصرية الذى كان قائما آنذاك بقيادة جوزيف هوتيل، وقد حملت حركاتها الأربعة عناوين (ريفية – فى الصحراء- على ضفاف النيل- ختام).
وفى عام 1942 ألف سيمفونيته الثانية، وفى عام 1960 ألف الثالثة، ثم تلاه زميله فى جيل رواد التأليف الموسيقى فى مصر أبوبكر خيرت (1910 -1963) الذى ألف ثلاث سيمفونيات أيضا، السيمفونية الأولى (الثورة) ألفها عام 1954، والسيمفونية الثانية (الشعبية) ألفها عام 1955، والسيفونية الثالثة مصنف (23) وقد ألفها عام 1958، وبعد ذلك جاء الجيل الثانى من مؤلفى الموسيقى المصريين الذين درسوا الموسيقا العربية ومارس أغلبهم العمل فيها كعازفين وقادة فرق موسيقية، وبعد ذلك درسوا علوم الموسيقى الأوروبية على يد الموسيقيين الأجانب الذين كانوا يعيشون فى مصر فى ذلك الوقت، ثم عملوا على تقديم مؤلفات موسيقية مصرية الطابع والشخصية متنوعة للأوركسترا، ومن أهمها مؤلفات السيمفونية، التى نذكر منها :
ثلاث سيمفونيات لعزيز الشوان (1916 – 1993)- سيفونية ريفية لكامل الرمالى (1922-2011)، سيفونية 23 يوليو عام 1960 والسيمفونية العربية عام 1962 لرفعت جرانة (1924- 2017)، السيمفونية الأولى (اليرموك) للدكتور سيد عوض (1926-2000)، والسيمفونية المصرية للوتريات للدكتور طارق على حسن (1937).
وفيما يلى نلقى بعض الأضواء على نماذج من السيمفونيات المصرية:
أولا: السيمفونية الأولى (مصر) ليوسف جريس:
قدمت لأول مرة يوم (19/3/1937) وعزفها أوركسترا الإذاعة المصرية الذى قائما آنذاك بقيادة جوزيف هوتيل، وحملت حركاتها عناوين (ريفية- فى الصحراء – على ضفاف النيل –ختام ).
ثانيا: السيمفونية الأولى (الثورة) فى سلم فا الكبير مصنف (20) لأبوبكر خيرت، وقد أتمها المؤلف فى الثامن من مايو 1954 وجاءت عناوين حركاتها الثلاث على النحو التالى (سريعة فى اعتدال – بطيئة غنائية – ختام روندو).
ثالثا: السيمفونية الثانية (الشعبية) فى سلم صول الصغير، عمل رقم (21) لأبوبكر خيرت، وقد انتهى من تأليفها فى صيف عام 1955، والجدير بالذكر أن فكرة هذه السيفونية قد نشأت عند المؤلف منذ أن كان مع بعض أصدقائه يستمعون ذات ليلة إلى تسجيل لكونشيرتو البيانو الأول فى سلم دو الصغير مصنف (10) الذى ألفه أبوبكر خيرت عام 1944، فلما سئل لماذا لا يحاول تأليف سيمفونية تقوم على ألحان مصرية؟ وقام جدال بين الحاضرين، وكان رأى أكثرهم أن الأحان المصرية ذات طابع غنائى رخو لا يمكن صياغتها فى صيغة السوناتا التى تقوم على التفاعل الدرامى بين لحنين متعارضين يقدمهما المؤلف من خلال ثلاثة أقسام هى (العرض- التفاعل- إعادة العرض)، ولكن أبوبكر خيرت لم يوافقهم فى الرأى، وأصر على إمكان هذه الصياغة، وفى صيف نفس العام بدا هذه المحاولة، وأتم سيمفونيته الشعبية، وقد نجح فى إثبات رأيه، بإمكان صياغة الألحان المصرية فى تأليف سيمفونية وفقا لأساليب البناء الموسيقى العالمية بوجه عام، وفى استخدام آلات الأوركسترا السيمفونى الحديث، بدلا من الآلات الموسيقية العربية المستخدمة فى مصاحبة الأغانى.
وقد جاءت السيمفونية الشعبية فى أربع حركات على النحو التالى :
الحركة الأولى: متوسطة السرعة تحتوى على لحن أساسى يتفرع إلى عدة ألحان أخرى جميعها ذات طابع غنائى، وهى مكتوبة فى صيغة السوناتا، التى تعتمد على لحنين أساسيين يقدمهما المؤلف من خلال ثلاثة أقسام هى (العرض- التفاعل –إعادة العرض).
الحركة الثانية: بطيئة وشجية تعتمد على لحنين استعار المؤلف أولهما من دراسة له كان قد ألفها للبيانو المنفرد، وجاء اللحن الثانى ذو طابع شعبى واضح من تأليفه أيضا، ويقوم فيه المؤلف بتصوير رقصة محلية معروفة برقصة العصا أو التحطيب، وفى الختام يعرض المؤلف اللحن الأول بالأوركسترا كاملا، مع تذييل يقدم فيه اللحنين تحت أضواء جديدة.
الحركة الثالثة: سريعة ورشيقة مكتوبة فى أسلوب الإسكرتسو (ومعناها دعابة)، وهو مبنى أيضا على لحنين، الأول راقص ومتوثب، معروف (بالرقص الإسكندرانى) الذى يرقصه أبناء الإسكندرية فى زفة العريس، تستعرضه آلات النفخ، واللحن الثانى قوى وتعزفه المجموعة الكاملة، ويتصل ختام هذه الحركة مباشرة مع بداية الحركة الرابعة والأخيرة مباشرة من خلال نغمات طويلة تعزفها مجموعة آلات الكورنو.
الحركة الرابعة: ختام سريع وهى مكتوبة فى صيغة الروندو المطولة (التى تعتمد على تقديم لحن أساسى يتكرر عدة مرات وبين كل تكرار وآخر يسمع لحن جديد، وتختتم الصيغة باللحن الأساسى) وقد كتب المؤلف بنفسه برنامجا تصويريا لهذه الحركة دون غيرها، صور خلاله رحلة نهر النيل من المنبع وحتى المصب، يبدأ بنداء قوى تؤدية آلات الكورنو، وتنبئنا دقات الطبول بأننا فى أواسط إفريقيا، حيث ينبع نهر النيل، ويرمز لنهر النيل بلحن متوثب سريع تؤديه الآلات الوترية، ويتكرر دائما خلال هذا الجزء، ثم يعقبه لحن استطرادى يرمز إلى السودان، وهو لحن راقص يمكن التعرف عليه بسهولة، وعندما يصل نهر النيل إلى مصر يسمع لحن يمثل الانتصار ذو طابع عسكرى، يلى ذلك استعراض سريع لعدة ألحان من حركات السيفونية متطابقة مع لحن النيل، ثم يختتم المؤلف السيمفونية بلحن نشيد الانتصار العسكرى بكل آلات الأوركسترا فى قوة ونشاط وحيوية.
رابعا :السيمفونية الثالثة فى سلم دو الكبير لأبوبكر خيرت
بدأ المؤلف كتابة هذه السيمفونية فى شهر نوفمبر 1957، وأتمها فى أواخر أبريل 1958 ، وقد جاءت هذه السيمفونية فى أربع حركات، صاغ المؤلف حركتيها الأولى والرابعة فى صيغة (السوناتا السريعة) وصاغ حركتها الثانية فى صيغة اللحن وتنويعاته (وفيها يقدم المؤلف لحنًا ثم يعيد تقديمه عدة مرات بأشكال مختلفة ،فقد يغير سرعة الأداء أو الميزان الموسيقى أو النسيج الموسيقى أو الطابع العام للألحان وغير ذلك من أساليب التنويع)، والحركة الثالثة صاغها فى نموذج الفالس ذى الطابع الدرامى الحر فى بنائه.
الحركة الأولى: سريعة ونشيطة وتستهل باستعراض اللحن الأول مباشرة دون مقدمة أو تمهيد، ويتألف من ثلاثة أجزاء، الأول على هيئة نداء من الكورنو، والثانى تؤديه الآلات الوترية، والثالث لحن قوى تعزفه آلات النفخ النحاسية، يتبعها الأوركسترا كاملا، ويجئ الموضوع الثانى إثر فقرة انتقالية تمثل الموضوع الأول، وهذا الموضوع الثانى ذو طابع حزين وتؤديه آلة الأوبوا، وتصاحبها الآلات الوترية بالعزف نبرًا، وعندما تعيده مجموعة آلات الفيولينة يصحبه لحن مضاد تؤديه آلات النفخ الخشبية تتبعها المجموعة الأوركسترالية فى قوة إلى أن تصل إلى وقفة عامة، يجئ بعدها قسم التفاعل، ثم يتبعه قسم إعادة العرض، ويجئ بعده تذييل الختام فى حماسة ونشاط.
الحركة الثانية: بطيئة وشجية، وجاءت فى صيغة اللحن وتنويعاته، واللحن هنا فى هذه الحركة مستعار من المسرحية الغنائية (شهر زاد) لسيد درويش.
الحركة الثالثة: فالس ذو طابع درامى (حر الصياغة)
الحركة الرابعة: ختام سريع ،جاء فى صيغة السوناتا السريعة.
خامسا :السيمفونية الريفية لكامل الرمالى جاءت فى أربع حركات على النحو التالى:
الحركة الأولى: مصاغة فى قالب السوناتا، وتعبر هذه الحركة عن رحلة عبر الريف.
الحركة الثانية: بطيئة، وتعبر عن أمسية ريفية.
الحركة الثالثة: سريعة، وهى بعنوان (على ضفاف النيل) وتنتقل مباشرة إلى الحركة الرابعة.
الحركة الرابعة : سريعة ونارية، وتصور عاصفة رملية.
سادسا: السيمفونية العربية فى سلم صول الصغير لرفعت جرانة.
اعتمد المؤلف فى هذه السيفونية على الألحان العربية الأصيلة، كما استخدم إيقاع السماعى الثقيل، وهو إيقاع عربى أصيل فى الحركة الثالثة، وجاءت السيمفونية العربية فى أربع حركات على النحو التالى :
الحركة الأولى: سريعة ومصاغة فى قالب السوناتا
يقدم لحنها الأساسى آلات الفاجوت والآلات الوترية الغليظة الصوت (التشيللو والكونتراباص) وهذا اللحن من ألحاننا الشعبية الشائعة، وسبق استغلاله فى عدد من المؤلفات الموسيقية العربية، وبعد أن يقدم لنا الفاجوت والتشيللو والكونتراباص اللحن الشعبى المعروف (عطشان يا صبايا دلونى على السبيل) وبعدها يسمع اللحن من آلات الأوركسترا المختلفة، يلى ذلك فقرة انتقالية قصيرة يعقبها اللحن الأساسى الثانى، وهو أيضا من ألحاننا الشعبية، التى تداعب به الأم طفلها الرضيع وهو لحن (خد البزة واسكت خد البزة ونام ) وتؤديه آلة الكورنو، وبعدها يعرض المؤلف ألحانه الأساسية مستغلا الإمكانيات الأوركسترالية الضخمة التى بين يديه ليعطى الألوان الأوركسترالية البراقة، وتختتم الحركة كالمعتاد بقسم إعادة العرض.
الحركة الثانية: معتدلة البطء
واعتمد المؤلف فى هذه الحركة على اللحن الشعبى المعروف (آه يا زين) ويعرضه بأسلوب بوليفونى حديث.
الحركة الثالثة: سكيرتسو يفيض بالحيوية
ويعرض خلاله المؤلف اللحن الشائع (على دلعونة)، ويستغل المؤلف فى هذه الحركة إيقاع السماعى الثقيل.
الحركة الرابعة: تستهل بمقدمة بطيئة وغنائية الطابع
يسمع خلالها اللحن الشائع (حول يا غنام) يلى ذلك القسم الأساسى من الحركة ولحنه هو نفسه لحن المقدمة، أما اللحن الثانى فيقدم من آلة الكورنو الإنجليزى، وهو يعتمد على لحن أذان الصلاة عند المسلمين (الله أكبر) ويستعرضه المؤلف من المجموعات الأوركسترالية المختلفة، يلى ذلك قسم التفاعل، يتبعه قسم إعادة العرض للمادة اللحنية الأساسية، وتختتم الحركة فى رقة ونعومة.
سابعا: سيمفونية (23 يوليو) لرفعت جرانة
ألف رفعت جرانة سيمفونيته الأولى فى سلم دو الصغير والمعروفة باسم (سيمفونية 23 يوليو) فى فبراير 1960، وقدمت حركتها الأولى فى أولى حفلات مهرجان 23 يوليو الموسيقى الأول فى شهر يوليو 1963.
وسيفونية 23 يوليو لرفعت جرانة هى سيفونية تصويرية، برغم تمسك مؤلفها بالأسلوب الكلاسيكى فى تأليفها، فقد جاءت حركتها الأولى فى صيغة السوناتا، والحركة الثانية غنائية الطابع، والحركة الثالثة سكيرتسو، والحركة الرابعة والأخيرة مكتوبة فى صيغة السوناتا.
ويعبر جرانة فى هذه السيمفونية عما أحس به تجاه الأحداث الكبرى التى مرت بها مصر عند قيام ثورة 23 يوليو 1952
الحركة الأولى: سريعة ومكتوبة فى صيغة السوناتا
ويقدم لحنها الأول الأوركسترا كاملا، وبعد فقرة انتقالية يسمع اللحن الثانى، وتؤديه آلة الكورنو الإنجليزى، ثم تكرره آلة الكورنو الفرنسى، ويعاد اللحن الأول مرة أخرى، وتتوالى أجزاء الحركة طبقا للبناء الموسيقى لصيغة السوناتا التى تعتمد ثلاثة أقسام هى (العرض- التفاعل- إعادة العرض)، وتختتم الحركة فى السلم الموسيقى الأساسى للسيمفونية وهو سلم دو الصغير.
الحركة الثانية: ذات طابع غنائى وتعبر عن خروج قوات الاحتلال البريطانية من مصر، بعد توقيع اتفاقية الجلاء بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية فى (18/6 / 1954) وخروج آخر جندى بريطانى من مصر فى (18/6/1956)
الحركة الثالثة: جاءت فى أسلوب الاسكيرتسو (ومعناها دعابة) والذى يغلب عليه المرح والسعادة، فالحركة تصور فرحة الشعب المصرى بحصوله على حريته.
الحركة الرابعة والأخيرة: تصور القضاء النهائى على الاستعمار وانتصار الشعب، وهذه الحركة مكتوبة فى صيغة الروندو، التى تعتمد على لحن أساسى يتكرر عدة مرات، وبين كل تكرار وآخر يسمع لحن جديد، وتختتم الصيغة باللحن الأساسى.
ثامنا: السيمفونية الأولى (اليرموك) للدكتور سيد عوض
تتميز هذه السيمفونية بطابعها التصويرى والتسجيلى، حيث تعبر وتسجل بالموسيقى أحداث إحدى المعارك الفاصلة فى تاريخ الحروب بين العرب والروم، ففى عام 636 م استطاعت الجيوش بقيادة خالد بن الوليد، أن تحقق انتصارا حاسما وساحقا على جيوش الروم، بعد معركة ضارية على ضفاف نهر اليرموك ، وكان لانتصار خالد بن الوليد آثاره الكبيرة، ومن أهم نتائجه أن أصبحت بلاد الشام، قاعدة للدول العربية، وقد استغرق تأليف سيمفونية اليرموك من الدكتور سيد عوض عدة سنوات، حيث سجل بالموسيقى أحداث المعركة التاريخية والحاسمة بين العرب والروم التى اعتمدت بشكل أساسى على السيوف والحراب والدروع، وبالدرجة الأولى على البسالة، حيث نجحت الجيوش العربية فى عبور نهر اليرموك واحتلال منطقة السهول على ضفتيه.
ولقد سجل الدكتور سيد عوض كل تلك الأحداث التاريخية خلال حركات السيمفونية، ومما لاشك فيه أن التعبير بالموسيقى عن الأحداث الكبرى فى تاريخ أمتنا العربية تعتبر من الأعمال الجديرة بالتشجيع والاستماع إليها، وقد جاءت هذه السيمفونية كالمعتاد فى أربع حركات تتتابع على النحو التالى:
الحركة الأولى: سريعة، وهى تؤرخ لليومين الأولين من المعركة، ومرحلة الإعداد للحرب بإجراء المناورات والمناوشات والمبارزات الشخصية
الحركة الثانية: بطيئة، وتسجل أحداث اليوم الثالث من المعركة، وما دار فيه من أعمال الكر والفر بين الجانبين، حيث لم تصل المعركة –بعد- إلى مرحلة الحسم.
الحركة الثالثة: متوسطة السرعة، وتصور أحداث اليوم الرابع للمعركة وازدياد الأمل فى انتصار جيوش المسلمين، كما تصور أيضا النصر الكبير الذى أحرزه فرسان العرب فى المبارزات الشخصية.
الحركة الرابعة: سريعة وتصور أحداث اليومين الخامس والسادس للمعركة، حيث بلغ القتال ذروته بعد أن اشتد وطيس المعركة وتأكد فوز جيوش المسلمين، وانتصارهم انتصارا ساحقا على الروم.
ويعبر الدكتور سيد عوض من خلال هذه السيمفونية عن سير المعارك وصليل السيوف، وارتطام الدروع، فى تكوين أوركسترالى براق، ولقد زادت التعديلات التى أدخلها المؤلف على أسلوب الكتابة للأوركسترا من القدرة التعبيرية والوصفية لهذه السيمفونية.
المراجع :
1- أحمد المصرى :تعليقات على حفلات أوركسترا القاهرة السيمفونى ، أيام(25/1/1964 – 14/11/1986 – 16/6/1989)
2- د. بثينة فريد ، د. زين نصار: القومية وأعلام الموسيقى فى أوروبا ومصر، القاهرة مكتبة مدبولى ، 1998
3- د. زين نصار: الموسيقى المصرية المتطورة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة المكتبة الثقافية،رقم (465 )، 1990
4- د. زين نصار: عالم الموسيقى، القاهرة، الهيئة المصرية العامة فى الكتاب، ط (2)، 2008
5- د. زين نصار: ما الموسيقى، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة (ما) ،2018
6- محمد رشاد بدران: تعليق على حفل أوركسترا القاهرة السيمفونى يوم(4/1/1964).