رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الحب أكثر سمكًا من النسيان» ضمن مختارات الشعر العالمي بمجلة «نزوى» العمانية

2-6-2022 | 16:28


مجلة نزوى

همتىمصطفى

صدرت في سلسلة كتاب مجلة «نزوى» العمانية الفصلية مختارات من الشعر العالمي تحت عنوان «الحب أكثر سمكا من النسيان»، من تقديم وترجمة ناصر الكندي. 

وترجم الكندي تلك المختارات من نصوصها الأصلية التي وجدها على شبكة الإنترنت، ومن مصادر ومراجع متفرقة لدواوين الشعراء، مع الاستعانة أحيانا بشروحات أو ترجمات وسيطة في حال غموض المعنى في النص الأصلي. 

ومن ضمن هذه المختارات قصائد لشعراء لم يعرفها القراء بالشعر، بل بالرواية، مثل البرازيلي ماشادو دي أسيس، والإنجليزية إميلي برونتي، والفرنسي أناتول فرانس، والأوروجواني ماريو بينديتي، والكولومبي ألفارو موتيس، ومن نيكاراجوا جيوكندا بيلي، محاولاً كشف الجانب الشعري في نتاجهم الأدبي وأن الرواية متكئة بالضرورة على عصا الشعر السحرية. 

وسيلاحظ القارئ غياب رابط موضوعي بين القصائد المختارة، ويقول الكندي: "أظن أن هذا التوجه قد ينقذ الشعر من التجنيس أو التأطير، فالشعر لا يتحدد بموضوع معين، بل ينبض ويتفجر من خلال آلته السحرية في التقاط الدهشة من العادي، وبذلك الوميض الذي يبرق في لحظة خاطفة وفي أي موضوع. 
والرابط في هذه المختارات، هو القدرة على الاغتراب أمام قانون الحياة الصارم، في نصوص تنتمي إلى محيط الشعر الهائل، إيمانا (كما يقول الكندي) بأن فعل الترجمة الشعرية ليس فعلا فرديا فقط، بل هو فعل جماعي يتم إثراء الشعر فيه عبر نوافذ أخرى أكثر عذوبة وسلاسة. 

وتضم المختارات 71 قصيدة لـ 71 شاعرا وشاعرة من الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان والأرجنتين وتشيلي أوروجواي وكولومبيا وأيرلندا والبرتغال وبريطانيا، وفرنسا وإسبانيا، وأستراليا، والمكسيك والنمسا وجواتيمالا ونيكاراجوا، والبرازيل وفنزويلا والنرويج وكوبا، وكوستاريكا وألمانيا. 

وانطلق الكندي في اختيارها من إيمانه بأن للشعر كثافة لا تقارن بالنثر، فالكلمة فيه ليست مجرد وعاء للمعنى، بل هي غاية لها إيقاعها وقصديتها، بحيث أن تغييرها يفقدها شاعريتها، وكذلك الإيمان بأن الشعر هو خطاب متجاوز للوجود العابر إلى عالم أكثر رحابة، وكما هو خطاب مليء بالصلوات والهشاشة، فهو أيضا صوت له جرس ونغم، يستعين بالتكرار والقافية، لكي يقاوم احتضار الكلمات في اللغة اليومية، وهو فعل مقاومة لاحتضار اللحظات الفارقة وحفظها في وعاء لغوي أبدي.