رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإسلام والإخاء الإنساني

3-6-2022 | 15:34


أ.د أحمد كريمة,

حدد الإسلام علاقة الشعوب والأمم ببعضها، علاقة تقوم على الالتقاء على الحق وليس على قرابة أو جنس أو بيئة أو لون، فالأصل أن يتعارف الناس ويلتقوا لا أن يتفرقوا ويختلفوا، والالتقاء بسلم وسلام وأمان هو الأصل الذي خلق الله - تعالى – الناس عليه، وأن التفرق والاختلاف انحراف عن ذلك الأصل .

لقد أقام الإسلام مبدأ  "الإخاء الإنساني" على الرحم المشتركة ـ أصل التناسل والتكاثر ـ آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ ، قال الله – عز وجل ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء)، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، وهذه الرحم المشتركة ضاربة في أعماق الزمان متخطية حدود المكان، متأصلة في النداءين الرباني والنبوي ( يا أيها الناس، يا بني آدم)

وقد أرسى الإسلام دعائم راسخة للإخاء الإنساني منها:

أ) عدم رمي البشرية بخطيئة متوارثة تلصق بالأجيال دون مسوّغ، فالوحي الإلهي يقرر (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {38} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {39}- سورة النجم)

ب) لم يجعل الإسلام طائفة من البشر مستعلية على غيرها تدعى لنفسها السيادة والأفضلية، فالميزان للأفضلية ليس لعنصر من العناصر تدعى سلالة من السلالات، بل ليس لعربي فضل على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).

ج) المساواة بين البشر أمام قانون السماء، بصرف النظر عن المعتقد والجنسية واللون والنوع، فالعدل المطلق في شتي مناحي الحياة هو الأساس القويم لمهمات الأنبياء والرسل – عليهم السلام – في هذه الحياة (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )

فهذه الدعائم وما ماثلها وشابهها وناظرها تؤصل وترسخ الإخاء الإنساني عبر الإعصار والأمصار، بصورة عملية أخاذة .