رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


درس «5 يونيو».. وبناء القوة والقدرة

4-6-2022 | 21:21


عبد الرازق توفيق

ربما لا أنظر إلى ما حدث فى 5 يونيو 1967 وبعد مرور 55 عاماً.. على أنه نكسة أو هزيمة.. رغم أنها كانت كذلك فى توقيتها.. لكننى أنظر إليها الآن وفى عام 2022 على أنها الدرس الذى منحنا القوة والقدرة.. وعدم السماح لتكرار ما حدث مرة أخرى بأى حال من الأحوال.. نعم كانت محنة شديدة الوطأة.. لكن الأعظم كيف حولناها إلى «منحة».. جاءت فى شكل أعظم الانتصارات العسكرية المصرية فى أكتوبر 1973.. لكن الدرس لم يتوقف عند بلوغ النصر العظيم.. بل تجلى منذ عام 2014 فى بناء الدولة القوية القادرة المسالمة لا المستسلمة.. التى لا تسمح أن تتعرض للضياع.. تمتلك أدواتها من القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة.. لنتعلم من ملحمة السيسى فى بناء القوة والقدرة بالمفهوم الشامل.. حتى نستطيع أن نشكل حائط الصد وصمام الأمان لحماية الأوطان.

القيادة الحقيقية تكمن فى الحكمة والقدرة على استشراف المستقبل .. وبناء تقديرات المواقف السليمة سياسياً وإستراتيجياً.. وإذا أردت أن تتعلم أصول القيادة التى تحافظ على الأوطان.. وتبنى الدول وتبعدها عن المقامرات .. رغم امتلاك القوة.. فاسأل السيسى.. لديه الإجابة عن كيفية بناء الأوطان.
 
55 عاماً مرت على نكسة 5 يونيو 1967.. فاليوم 5 يونيو 2022.. شتان الفارق بين يونيو 1967، ويونيو 2022.. المسافة والفارق بينهما يصل إلى ما بين السماء والأرض.. فما نراه من قوة وقدرة شاملة ومؤثرة وبناء وتنمية وتقدم فى عهد الجمهورية الجديدة، هو استيعاب تاريخى لما حدث فى ٥ يونيو 1967.. وقرار الدولة المصرية بعدم السماح لما حدث أن يتكرر مرة أخرى بأى حال من الأحوال.

فرغم قسوة ومرارة النكسة فى 1967، وتعرض الدولة المصرية لحالة غير مسبوقة من الانكشاف والأخطاء السياسية وافتقاد النظرة الاستراتيجية وغياب تقديرات الموقف المبنى على العلم والواقع.. إلا أن 5 يونيو 1967 يظل درساً وعبرة خرجت منها مصر رغم قسوة الصدمة والنكبة بدروس وفوائد عديدة.. واستنهضت الروح المصرية من خلال رفض الهزيمة.. والتأكيد على الثأر واستعادة الأرض والكرامة.. وهو ما تجلى فى أعظم صورة سواء فى ردود سريعة فى معركة العش وضربات جوية فى العمق الإسرائيلى باستهداف نقاط حيوية للعدو فى سيناء أو إغراق المدمرة إيلات وحرب الاستنزاف.. إلى ما هو أعظم من ذلك.. انتصار أكتوبر العظيم والساحق فى 6 أكتوبر 1973 بملحمة عسكرية جسدت عظمة الجيش المصرى العظيم الذى تعرض لظلم كبير فيما حدث فى ٥ يونيو 1967بسبب أخطاء سياسية، وعدم القدرة على اتخاذ القرار السياسى الصحيح.. وعدم تحديد الأولويات بشكل صحيح.

نجح الجيش المصرى العظيم فى الثأر واستعادة الكرامة والاعتبار والأرض.. ولقن العدو درساً قاسياً، وامتلك قوة الروح التى تجبر أى عدو على التفكير قبل المساس بالأمن القومى المصري.. فالقدرة على استعادة القوة والقدرة والاستعداد والجاهزية لخوض حرب كبيرة لتحرير الأرض فى ٦ سنوات تشكل فى حد ذاتها معجزة عسكرية، خاصة أن الجيش المصرى دخل الحرب بما هو متاح لديه من أنظمة تسليح ربما كانت ليست الأفضل من جانب التسليح من عدوه، لكن الرهان كان على التخطيط والاستعداد والعلم والروح والدراسة الكاملة والشاملة للعدو.

إن أعظم درس خرجنا به مما حدث فى 5 يونيو 1967 أننا استوعبنا الدرس وبنينا الرؤية والاستراتيجية حتى لا يتكرر ما حدث.. لكننى أتوقف عند أكثر رئيس استوعب درس «5 يونيو» يقيناً هو الرئيس عبدالفتاح السيسى وبشهادة الواقع وما نراه بين أيدينا على الأرض، خاصة أن أهم أولويات الرئيس السيسى هى بناء الدولة الحديثة القوية القادرة.. الدولة المسالمة لا المستسلمة.. لذلك نرى بوضوح ملامح هذا العهد الذى بنى دولة لا تسمح أن تهزها رياح الأزمات أو أن تستباح وتصبح عرضة للخطر والضياع.. متسلحة بمقومات القوة والقدرة والملامح كالتالي:

أولاً: أننا أمام قيادة سياسية تتسم سياساتها وقراراتها وإجراءاتها بالحكمة والعلم والدراسة وتقديرات الموقف السليمة ودراسة وتشخيص متطلبات الحفاظ على الدولة وأمنها القومى وتحديد الأولويات والتهديدات، وعدم الجنوح إلى الانفعالية أو العصبية أو العواطف فى اتخاذ القرارات التى ترتبط بمصر وسلامة الدولة، أو حتى أى قرارات أخري.. فالدولة المصرية على مدار ٨ سنوات تعرضت لاختبارات كثيرة قاسية وتحديات استثنائية وتهديدات أكثر خطورة.. إلا أنها لم تتسرع ولجأت إلى حلول أخرى أنهت هذه التحديات بعيداً عن اللجوء إلى خيارات أخرى تكبد البلاد الكثير من التداعيات.

بمنتهى الموضوعية والأمانة.. الرئيس السيسى يأخذ بأسباب القيادة الحكيمة المستشرفة للمستقبل والمحافظة على أمن هذا الوطن واتخاذ التدابير والإجراءات لحماية الأمن القومى ومقدرات هذا الشعب العظيم من خلال أساليب علمية وتقديرات مواقف سياسية واستراتيجية تعتمد على المعلومات والتحليل لمختلف الأبعاد والزوايا واستشراف للمستقبل والبحث عن وسائل وطرق أخرى للحلول فى إطار عقيدة مصرية وهى العمل على الحلول السلمية وإحلال السلام والتفاوض.. وهو ما نجحت فيه الدولة المصرية وأصبحت الأكثر مصداقية وثقة لدى العالم والمجتمع الدولى رغم امتلاكها للقوة والقدرة والجاهزية وعدم تفريطها فى حقوقها وثرواتها وقرارها الوطنى المستقل.

ثانياً: امتلاك الجيش الوطنى القوى الشريف الذى يمتلك القوة والقدرة على الدفاع عن الأمن القومى لهذا الوطن.. والحقيقة ان قرار الرئيس السيسى بتطوير وتحديث الجيش المصرى وتزويده بكل ما يحتاجه من منظومات تسليح هى الأفضل فى العالم لتنفيذ مهامه بكفاءة واقتدار ويعد أفضل وأقوى جيش فى الشرق الأوسط وأحد أقوى جيوش العالم.. لذلك امتلكت مصر القدرة الفائقة على الردع.. ورغم ذلك فالجيش المصرى رغم قوته وقدرته وامكانياته وجاهزيته، إلا أنه جيش وطنى شريف يحمى ويدافع عن الدولة المصرية وحدودها وثرواتها ومقوماتها وأمنها القومي، ولا يعتدى على أحد فهو نموذج لمقولة «دولة مسالمة لا مستسلمة».. من هنا فإن أى عدو يخشى ويفكر مليون مرة قبل التفكير بالمساس بالأمن القومى المصري.. وأيضا ضمان سلامة القرار السياسى والعسكرى وفق معايير علمية ووطنية ووعى وإدراك غير مسبوق لمتطلبات حماية الأمن القومى المصري.. قوة وقدرة الجيش المصرى العظيم هى صمام الأمان والضمان الحقيقى ورسالة الاطمئنان والثقة فى نفوس المصريين لحماية الدولة المصرية.. وهو ما يبرز أهمية الجيوش الوطنية فى حماية أمنها القومي.. فلا أمن أو استقرار دون الجيش الوطنى الشريف.. بل لا تقدم أو بناء دون القوة والقدرة الوطنية وامتلاك عنصر الروح وامتلاك القدرة الفائقة على الوصول إلى أى تهديدات من شأنها المساس بالأمن القومى قصرت أم بعدت وهو الفكر الذى أرساه الرئيس السيسى شكل الحصن والدرع والقوة لحماية أمن مصر دون الانسياق أو الانجراف أو الاندفاع إلى مغامرات.. ولكن الحكمة هى سيد الموقف.. فالجيش يدافع ويحمى ولا يطمع ولا يعتدى على أحد اتساقاً مع سياسات مصر الدولية بعدم التدخل فى شئون الدول الخارجية.. بالإضافة إلى أنه يشكل عمود الخيمة فى بقاء ووجود الدولة المصرية، وهى حقيقة يدركها الصغير والكبير فى مصر.. من هنا يحظى الجيش المصرى العظيم الذى يتفانى فى خدمة الوطن بمكانة تصل إلى حد التقديس فى نفوس ووجدان الشعب المصرى العظيم.

ولعل إقدام ألمانيا على إعادة جيشها الوطنى ووضع ميزانية تزيد على الـ 100 مليون يورو لهذا الهدف يكشف ويجسد أهمية الجيوش الوطنية فى ظل المتغيرات الحادة والأزمات الدولية الملتهبة.. حماية للدولة وأمنها ووجودها واستقرارها وتمكينها من الدفاع عن وجودها ومصالحها ضد التهديدات والمخاطر.. من هنا تجدر الإشارة إلى أهمية وحتمية بناء الجيوش الوطنية لحماية الدولة ضد الأطماع والأوهام والمغامرات الإقليمية والدولية وضد الاضطرابات فى المنطقة والصراعات المتنامية.

ثالثاً: من أهم دروس 5 يونيو الذى تحرص عليه الدولة المصرية، هو بناء الدولة الحديثة القوية التى تمتلك القدرة الشاملة والمؤثرة والإدراك الصحيح لمفهوم الأمن القومى الشامل الذى لا يقتصر فقط على الجانب العسكرى بل يتعدى ذلك إلًى كل المجالات حتى الوعى الحقيقى لدى الشعب هو من مكونات الأمن القومى والعمل على حماية هذا الوعى لأنه يمثل سلاحًا مهمًا فى حماية الدولة، وأيضا محاولات تزييف الوعى من أهم أدوات أعداء الدولة.

أيضا ترتيب أولويات وثوابت الدولة الوطنية وسبل وآليات الحفاظ على أمنها القومى ونبذ سياسات التوترات والصراعات أو الاستفزاز والابتعاد عن الأطماع أو المغامرات والمقامرات والحرص على احترام القانون والمواثيق الدولية وتملك سياسات السلام والتفاوض.. فالحقيقة أن الجيش المصرى لا يدافع إلا عن الأمن القومى ومصالح الدولة المصرية وما يرتبط بها من منظومة الأمن القومى العربى وارتباطه بالأمن القومى المصري.. كما أن تغيير آليات التعامل مع التهديدات والاستفزازات أصبح مختلفاً، ولدينا وسائل عديدة وبدائل أخرى نستطيع من خلالها درء ودحر هذه التهديدات.

الحقيقة ان دروس 5 يونيو 1967 والتعامل معها وتجنب تكرارها ماثل أمامنا فى الجمهورية الجديدة.. وشعارها إن ما حدث لا يمكن أن يتكرر وما نراه من إنجازات ونجاحات وقوة وقدرة وبناء وتنمية وامتلاك لمقومات الحماية والحفاظ على الأمن القومى هو رؤية متكاملة واستراتيجية شاملة لبناء الدولة التى تقف على أرض شديدة الصلابة.. فما بين ٥ يونيو 1967 و5 يونيو 2022 فارق كبير وعميق.. ؟ دولة تعانى الفوضى السياسية و«لخبطة» فى ترتيب أولوياتها وعدم التعامل الاستراتيجى مع التهديدات هو ما اتسمت به فترة 5 يونيو 1967.. أما 5 يونيو 2022، فنحن أمام دولة تتسلح بكل مقومات القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة من الوقوف على أرض شديدة الصلابة إلى امتلاك القوة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومنظومة علاقات دولية تقوم على الندية والاحترام المتبادل، مع المساهمة بإرساء مبادئ شريفة وهى إعلاء السلام والحلول التفاوضية للصراعات والأزمات، ناهيك من ترتيب عبقرى للأولويات المصرية، وسياسات حكيمة وتقديرات موقف سليمة تعتمد على العلم والوعى والحكمة.. كل ذلك جنب ويجنب مصر باقتدار تكرار سيناريوهات فاسدة مأساوية وقعت فى الماضي.. لذلك علينا أن نطمئن لدولة قوية وقادرة مسالمة لا مستسلمة تملك أدواتها وتقف على أرض صلبة وقيادة وطنية شريفة وحكيمة تستشرف المستقبل وتعمل على بناء الدولة الواثقة والمطمئنة والمسالمة لا المستسلمة.. لذلك فالرئيس السيسى هو الأكثر إدراكاً ووعياً وعملاً وإنجازا ونجاحاً فى تأمين سلامة الدولة المصرية وحمايتها وبناء قوتها وقدرتها.

آداب الحوار الوطنى
 
ليت الجميع يفهمون ويستوعبون رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الحوار الوطني، ويدركون المعنى الحقيقى لرسائله من أن الوطن يتسع للجميع.. أو أن الاختلاف لا يفسد للوطن قضية.. لذلك استرعى انتباهى محور مهم جداً، وهو ما هى «آداب الحوار الوطني» وثوابته.. فأى حوار لابد له من آداب وأصول وقواعد أخلاقية يجب أن يتفق عليها الجميع دون استثناء طالما أننا نتحاور ونتناقش حول مصلحة الوطن الذى ننتمى إليه جميعاً وتهمنا مصلحته قبل أى اعتبار آخر.. لذلك ما هى آداب الحوار الوطنى المفترض وجودها؟
أ

ولاً: أن يدرك الجميع أننا لسنا فى معركة أو «خناقة».. ولكن لدينا هدف واضح، هو بناء هرم أولويات العمل الوطني، ونتسابق من أجل طرح الأفكار والرؤى والمقترحات والأطروحات حتى يستفيد منها الوطن.

ثانياً: على الجميع أن يدرك رسالة الحوار الوطني.. فلسنا فى مؤتمر حزبي، أو مناقشات برلمانية ربما يعلو فيها الصراخ والصوت العالى والتعنيف أغلبية ومعارضة.. فالأمر أسمى من ذلك.. إننا نتحاور جميعاً من أجل التوافق على ما يحقق صالح الوطن.

ثالثاً: أن يمتلك الجميع فضيلة التجرد والموضوعية والسمو فوق الشخصنة والحزبية والاستعراض والمظهرية، أو التجريح والمزايدات والمتاجرات وعدم التنابز والمشاحنات.. لأننا نجتمع على حب الوطن وتحقيق أهدافه ورسم ملامح مستقبله.. ننظر إلى المستقبل، وليس محاولات القفز على أهداف الحوار بمحاولات مظهرية للحساب والمحاسبة تفتقد إلى الموضوعية وعدم إدراك الواقع وغياب الأرقام والبيانات الصحيحة ومحاولات طرح رؤى لا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد.. مجرد خيالات وتنظير.

رابعاً: الاحترام للرأى والرأى الآخر، والرؤية والرؤية الأخري، واحترام ما تتفق وتتوافق عليه الأغلبية والسواد الأعظم من المتحاورين.. فالحوار الوطنى ليس فرصة للاستعراض وتقديم الذات أو محاولة لإهدار الوقت بكلام لا يسمن ولا يغنى من جوع، أيضا عدم محاولة فرض شروط أو إملاءات للحوار وعدم السعى للابتزاز وعدم المحاولة لتحقيق مصالح ضيقة على حساب أهداف الحوار الوطني.

خامساً: ربما يكون هذا الاقتراح مفيداً إذا قدمنا لكل المتحاورين أو الأحزاب والقوى السياسية والوطنية المختلفة اسطوانة أو كتاباً عليه كل ما يتعلق بمشروعات وإنجازات ونجاحات الـ 8 سنوات والتحديات التى واجهت الدولة المصرية والظروف والتهديدات والصعاب والعقبات التى واجهت مصر خلال أدق فتراتها.. وكيف كانت مصر قبل الـ 8 سنوات وماذا أصبحت بالأرقام والبيانات وما هى التضحيات التى قدمت من الشرفاء؟!.. وكذلك لابد أن يعرف المتحاورون وهم يعلمون ماذا عن طبيعة التحديات والتهديدات والمخاطر التى واجهت الدولة المصرية خلال الـ 8 سنوات الماضية وكيف تعاملت معها الدولة المصرية، خاصة أن الدولة المصرية نفذت أكبر خطة للبناء والتنمية والإصلاح تزامناً مع معركة البقاء والوجود.. وفى ظل مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب الأسود الذى تجيش فى عهد الإخوان المجرمين وفى القلب منه سيناء، وكيف نجحت الدولة المصرية فى التعامل مع هذه التهديدات والمخاطر وهى وجودية، بالإضافة إلى كيف تعاملت مع ميراث الماضى والعقود السابقة وما سببته أحداث 25 يناير 2011 من شبه انهيار للدولة المصرية وتحولها إلى اشلاء وشبه دولة وكيف كان الوضع الاقتصادى مع منتصف 2014، وماذا فعلت الدولة المصرية حتى تقف على أرض صلبة وتستطيع مواجهة أعتى الأزمات العالمية وتداعياتها الخطيرة.

أرى هذا الأمر مهماً جداً جداً، حتى نقطع الطريق على المنظرين والمزايدين والمناضلين من أهل الكرتون.. حتى لا يصدعونا بالشعارات الحنجورية الجوفاء والمتاجرات الفارغة.. وبعد أن يطلعوا نسألهم عن رؤاهم، ونوجه لهم السؤال المهم: ماذا تفعل لو كنت مكانى فى ظل هذا الطوفان من العقبات والصعوبات والتحديات والتهديدات والمخاطر.. ورغم ذلك انتصرت ونجحت الدولة المصرية وعبرت كل هذه التحديات والتهديدات ووصلنا إلى لحظة أن نتحاور على أرضية وطنية، ليعلم الجميع أن الدولة المصرية دعت إلى الحوار الوطنى من منطلق قوة وليس أزمة أو ضعفاً أو حاجة، وأنها بعد أن اطمأنت وبنت الدولة القوية القادرة ودرأت التحديات والتهديدات، وجدت الفرصة سانحة للدعوة إلى الحوار الوطني، لكن البعض يصر على الغباء وعدم الفهم والاغتراب النفسى والعقلى وغياب الموضوعية وشهادة الحق.. لذلك أدعو الشرفاء أن تطرح عليهم السؤال بعد أن يطلعوا ويقرأوا ماذا تفعل لو كنت مكانى ويجب أن تكون الاجابات واقعية بعيدة عن الخيالات والأوهام والتنظير.

سادساً: الهدوء واتساع الصدر وانفتاح العقل والقلب وملامسة الواقع وحسن النوايا والضمير الوطنى اليقظ الذى يراعى مصلحة الوطن والشعب.

سابعاً: الابتعاد عن التربص أو الإساءات، والانشغال بالأفكار والمقترحات والرؤى وبما يزيد من فعالية الحوار والخروج منه بنتائج ثمينة تحقق المصلحة الوطنية وترسم ملامح المستقبل، أيضا امتلاك الشجاعة والجزأة والتجرد بعد الاطلاع على النجاحات الكبيرة فى مصر على الثناء والإشادة وإعطاء حق من عمل وضحى وسهر من أجل أن تقف مصر على أرض صلبة قوية قادرة، يتحاور أبناؤها من أجل مصلحتها.. وتوجيه التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين مكنونا من هذه اللحظة الفارقة.

تاسعاً: لا ينشغل الجميع بمكان الحوار أو إيجاد الحجج والذرائع للمزايدات.. فالمهم هو النتائج والمضمون وكيفية سير الحوار والموضوعية فى تقييم إجراءاته وآلياته، بمعنى انك تشيد عندما ترى الصواب والإنجاز، ولا تبخل بتوجيه التحية وقول الحق كما تتفانى فى محاولات التشويه والإساءة.