رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«إحنا آسفين يا بوتين»

5-6-2022 | 14:30


عمرو سهل,

لم يعد أمام خصوم الرئيس الروسي بوتين إلا أن يرددوا العبارة السينمائية الشهيرة "إحنا آسفين يا بوتين" ففي تطور إنساني عجيب أعلن ماكرون أنه من غير المفيد إذلال روسيا ولا أعرف من أين أتى بهذا التوجه وعلى أي أمارة رأى أن روسيا سلكت يوما طريق الذل طوال تاريخها.

وبعد أن استفاقت إنسانية ماكرون بدأت إنسانية وعقل بايدن في إرسال بعض الإشارات بأن عقله ما زال يعمل على الرغم من مصافحة الهواء والزهايمر التي يشيعها أعداؤه عنه فقد بعث برسالة لا تخفى عن أي لبيب إلى قيادة أوكرانيا بأنها هي المنوط بها وحدها اتخاذ قرار بالتنازل عن بعض أراضيها لإنهاء الحرب ويبدو أن بايدن أراد أن يفوز "زيلنيسكي" وحده باللعنات في التاريخ ويبدو أنه سيظهر في مشهد سلام قريبا يوقع وثيقة الاستسلام بشجاعة .

ويمكن أن نتلقى مثل هذه التصريحات وهذه الإشارات في إطارين اثنين، الأول أن ماكرون وبايدن من النوع "الحويط" بلغة أهل الشارع بمعنى أن الاثنين يكسبان مزيدا من الوقت بإرسال رسائل مغلوطة للجانب الروسي ليدخل في حالة استرخاء عسكري إلى حين استكمال قوافل السلاح إلى أشاوس أوكرانيا استعدادا لتحرير الأراضي التي استولي عليها الروس

أما الإطار الثاني فهو أن هذه التصريحات ما هي إلا سلسلة من "نفض الأيدي" عن زمرة زيلنيسكي القابعة في كييف وخلع الاحتضان الدولي لمعركته وأوهامه بأنه من الممكن أن يهزم روسيا عسكريا.

ويبدو أن سيناريو "نفض اليد" هو الأقرب حيث قال رئيس وزراء المجر مؤخرا وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي أن زيلنيسكي يعاني اضطرابا عقليا .. مسكين يا زيلنيسكي بقى آخرة الصمود والجهاد عبر زووم إن يقال عنك  "مهفوف".. إلا أن مجاهدي زيلنيسكي وحواريه لم يلتزموا الصمت تجاه ازدراء بطل كييف الصامد حتى آخر مواطن من شعبه حيث انبرى وزير خارجيته مهاجما ماكرون الانهزامي وأنه هو من سيتجرع الذل وأنه ينبطح أمام بوتين ولم يتحمل أيضا مستشار زيلنيسكي أن يرى العالم ينهار فقرر أن يخرج من صومعته والحل بين يديه ويلمع في عينيه فذهب إلى رأي لم يعرفه الأولون ولم يسمع به الآخرون وهو أنه للحفاظ على الأمن والسلام العالمي لابد من نزع سلاح روسيا.. مستشار زيلنيسكى الذي لا يستطيع أن ينزع حذاءه حتى يتمكن من الفرار ساعة "الزنقة" يريد نزع سلاح روسيا... يا مثبت العقل والدين يا رب.

على صعيد آخر اختفى محللو العار من بتوع التقدم الروسي بطيء.. بوتين حواجبه وقعت لمرض نادر.. وزير الدفاع الروسي معتقل بيقشر بصل علشان اختلف مع بوتين.. وغير ذلك من شائعات تسكين التهاب الكرامة المزمن الذي أصاب الغرب ولا ينامون الليل تحت تأثير تداعياته.

وهكذا يبدو المشهد اليوم، بوتين يحبس زيلينيسكي وزمرته في قفص ويقف حلفاؤه خارجه يتابعون ويتمنون له الصمود وأنهم سيضعون له تمثالا كبيرا في حال أصابه مكروه وسيدون على شاهد قبره "عاش عبيطا وقبر مزبولا" من الزبالة لا مؤاخذة.. إن السخرية من تداعي محاولة نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية تثبيت نفسه وهو في حالة احتضار هو نوع من لحظات الانتشاء التي طال انتظارها فنحن نعيش لحظة مفصلية في التاريخ حيث نشهد مراسم تسليم وتسلم قيادة العالم وانتهاء سطوة القطب الأوحد الذي إن قال فعل وإن وعد أوفى بالطبع لا نعرف إن كنا سننتقل للأفضل لكن سننتقل بكل تأكيد للأعدل والأكثر إنصافا ومن لا يبصر انتهاء العصر الأمريكي فلينظر إلى مدللتها إسرائيل التي عملت خلال السنوات الأخيرة على الهرولة للتطبيع مع دول الخليج والتخلي عن وساطة الأمريكان الذين وإن كانوا اليوم جزءا من المشهد فلن يكونوا كذلك غدا وبعد غد وليس مستبعدا أبدا أن يحل الروس مخاوف كل من إسرائيل والعرب من إيران بحكم ما لدى روسيا من شراكة مع إيران على أرض سوريا لمواجهة مخطط الغرب.

كل ما كان ممنوعا في ما قبل 24 فبراير- موعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا- سيكون متاحا سهلا وكل تقارب سيكون واردا بعد اختفاء وتراجع نفوذ أمريكا منبع الكراهية والعنصرية وراعية سفك الدماء حول العالم.. لكن السؤال المحير والصعب.. هل يمكن توفير وظيفة لزيلنيسكي بعد انتهاء الحرب؟ أم أن الأموال التي جمعت كمساعدات ومقويات وفيتامينات له ستكفيه حتى الممات؟.. الإجابة عند الماريونت الأوكراني زيلنيسكي وشركاه.