أعربت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، عن سعادتها بإعلان مدينة الخارجة أول مدينة مصرية صديقة للبيئة والمناخ، سواء في الممارسات أو المشروعات التنموية اليى تقام عليها وطبيعة المكان والذي أدى إلى عدم وجود أي نوع من أنواع التلوث والانبعاثات، موجهة الشكر للقائمين على عمليات التقييم وفرع جهاز شئون البيئة بالمحافظة.
وذكرت وزارة البيئة، في اليوم الأحد، أن الوزيرة أعلنت ومحافظ الوادي الجديد محمد الزملوط، مدينة الخارجة أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة 2022، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "لا نملك سوى أرض واحدة"، وذلك خلال جولة وزيرة البيئة التفقدية لعدد من المشروعات التنموية بمحافظة الوادي الجديد.
وقالت وزيرة البيئة إن العوامل التي على أساسها تم اختيار مدينة الخارجة مدينة خضراء وصديقة للبيئة تمت من خلال إيفاد لجنة من وزارة البيئة للوقوف على الحالة البيئية للمدينة ودراسة مقومات إعلانها كأول مدينة صديقة للبيئة في مصر، وتم دراسة البيانات التي أعدتها المحافظة وتنفيذ زيارات ميدانية لمختلف المواقع للتأكد من عدم وجود أي مصادر للتلوث أو ممارسات خاطئة ذات تأثير على البيئة.
وأضافت أن عملية التقييم التي تمت لإعلان مدينة الخارجة صديقة للبيئة والمناخ راعت الاحتياجات الأساسية للإنسان من استخدامات مياه الشرب والصرف الصحي والطاقة وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، مشيرة إلى أن طبيعة المكان واستخدام المواد الطبيعية في عمليات البناء ساهمت في عدم وجود تلوث بالمدينة، إضافة إلى أن عمليات التنمية والمشروعات داخل المحافظة تقوم على الحفاظ على البيئة.
وأكدت أن الدراسة والزيارات الميدانية أوضحت أن هناك مجموعة من العوامل والمميزات التي أهلت المدينة لإعلانها كمدينة صديقة للبيئة والمناخ منها عدم وجود أيه مصادر للتلوث الصناعي لعدم وجود مصانع سوى تعليب التمر، وارتفاع متوسط نصيب الفرد من المساحات الخضراء 9.5 نخلة/ فرد، ومن المحاصيل الحقلية 520 م2 فرد، ومن الأشجار المنتجة 18 م2 / فرد، كما يبلغ نصيب الفرد في الأرض 500 م2 / فرد، وتعتمد المدينة على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة (الطاقة الشمسية - الغاز الطبيعي) والموفرة للطاقة في الجهات الحكومية وإنارة الشوارع ودور العبادة وفي استخراج المياه من آبار الري والمنازل، كما لا تتعدى نسب الضوضاء في المدينة على مدار اليوم الحدود المسموح بها في اللائحة التنفيذية لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994.
وتابعت وزيرة البيئة أن مدينة الخارجة تحتوي على كافة خدمات الصرف الصحي ومعالجته، كما أن هناك تشجيع للأنشطة الزراعية المستدامة والمنتجات البيئية مثل عيش الغراب والحرير، وهناك أيضاً توجه للتخلص من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، كما يوجد محطات لرصد نوعية الهواء تابعة لمديرية الشئون الصحية ومعامل حديثة لمراقبة نوعية المياه تابعة لوزارة الموارد المائية والري وأجهزة رصد الضوضاء تابعة لإدارة شئون البيئة بالمحافظة تتوافق نتائجهم مع الحدود المسموح بها والمذكورة في القوانين والتشريعات البيئية.
وأشارت إلى أن محافظة الوادي الجديد تعد نموذجا مثاليا للسياحة البيئية وبها مقومات ذلك من حيث الفنادق والمنشآت، البنية التحتية، نوعية البيئة والموارد الطبيعية المميزة، كما يوجد حارات ومساحات متخصصة للدراجات الهوائية، بالإضافة الى تشجيع وسائل النقل الجماعي، لافتة إلى أن مدينة الخارجة تعد قصة نجاح يمكن عرضها خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، آملة تكرار هذه التجربة فى مدن ومحافظات أخرى.
وأكدت وزيرة البيئة أن هذا اليوم يشهد مرحلة من التاريخ مختلفة من الجمهورية الجديدة، هدف القيادة السياسية فيها البيئة والمناخ، حيث تمر هذه المرحلة بوتيرة سريعة من التنمية، في ظل جانب آخر يمر فيه العالم بأزمات اقتصادية وتراجع في الطاقات الجديدة والمتجددة والعودة لاستخدام الوقود الأحفوري وهو ضد التعهدات ومصلحة كوكب الأرض، ولكن الإرادة السياسية مستمرة في إدارة الملف البيئي بشكل جيد.
ونوهت فؤاد بإطلاق حوار وطني للمناخ منذ عدة أشهر والذي ضم كافة مختلف الفئات والمحافظات بالجمهورية، مؤكدة خصوصية هذه المحافظة عن باقي محافظات الجمهورية "حيث نعلنها اليوم أول مدينة في جمهورية مصر العربية صديقة للبيئة والمناخ".
من ناحية أخرى، قامت وزيرة البيئة بتسليم جوائز للفائزين فى مسابقة "صحتنا من صحة كوكبنا" من محافظة الوادي الجديد للمراحل الثانية والثالثة والرابعة والخامسة حيث تمثلت جوائز المسابقة في دراجات هوائية تم توزيعها على الفائزين، ويأتي ذلك في إطار استعداد مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف الـ27 للتغيرات المناخية، والحث على استخدام وسائل النقل المستدام وتخفيف انبعاثات الكربون، حيث تقوم الوزارة بتنفيذ المسابقة بالتعاون مع شركة سانوفي مصر المتخصصة في مجال صناعة الأدوية للمساهمة في البرامج والمبادرات التوعوية التي أطلقتها وزارة البيئة والمشاركة في المبادرة الرئاسية "إتحضر للأخضر" والتي تهدف إلى رفع الوعي البيئي لدى كافة فئات المجتمع وتنفيذ أنشطة توعوية لحماية البيئة والحفاظ عليها.
وتفقدت وزيرة البيئة ومحافظ الوادي الجديد عددا من المشروعات البيئية ذات العائد الاقتصادي بالمحافظة في إطار إعلان مدينة الخارجة أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ، وضمن احتفالات مصر بيوم البيئة العالمي 2022 بحضور نواب البرلمان والشيوخ وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة.
وأوضحت فؤاد أن هذه المشروعات تعد مثالا واقعيا للتأكيد على أن حماية البيئة والتنمية وجهان لا تعارض بينهما بل بينهما تكامل في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة والتي تمثل مجالات متنوعة تعكس مبادرات المحافظة للتنمية الصديقة للبيئة كتجربة زراعة أسطح المباني ومركز التكوين المهني ومصنع الملابس، وأخيراً مصنع المخلفات الصلبة والصوب الزراعية.
وأكدت فؤاد على أن بناء منظومة متكاملة بالمحافظة يجب أن نراعي في عمليات التنمية والمشاريع بها أن تكون صديقة للبيئة ولا تضر بالمنظومة التى قامت عليها المحافظة وهو الاعتماد بشكل مباشر على الطبيعة.
وبدأت وزيرة البيئة ومحافظ الوادي الجديد جولتهما بتفقد تجربة زراعة أسطح المباني ضمن جهود المحافظة للتوسع في الرقعة المستزرعة وزيادة المسطحات الخضراء، حيث أشارت إلى أنه تم إطلاق مبادرة " زراعة أسطح المباني" بالمحافظة للمساعدة في خفض درجات الحرارة وتلطيف الجو.
وأضافت فؤاد أن مبادرة زراعة أسطح المدارس والتي انطلقت من مدرسة السلام الإعدادية القديمة التابعة لإدارة الخارجة التعليمية تعد نموذجا فعليا يمكن من خلاله تعريف الأطفال على كيفية الحفاظ على البيئة كجزء من حياتهم، مضيفة أن ذلك يعد تمهيدا لتعميمها على جميع مدارس المحافظة، حيث تبلغ المساحة المنزرعة نحو 10*60 م، وتضم مجموعة من النباتات الطبية والعطرية والجارونيا والزعتر ، كما تم استغلال جزء من فناء المدرسة لإنشاء صوب زراعية وحديقة نباتات وأشجار مثمرة لتدريب الطلاب على عملية الزراعة.
وأشارت إلى أن فكرة زراعة الأسطح تأتي حلا لمشكلة بعض المناطق بالمحافظة والتي بها رمال يصعب معها الزراعة، حيث توفر تلك الفكرة اكتفاءا ذاتيا من الغذاء وتوفر فرص عمل للسيدات وتعليم الأطفال والنشء أهمية الزراعة والمحافظة على البيئة.
وتابعا وزيرة البيئة ومحافظ الوادي الجديد جولتهما بزيارة مركز التكوين المهني ومصنع الملابس كنموذج للمبادرة التي أطلقتها المحافظة (مدينة خالية من البلاستيك) بهدف الحد من استهلاك البلاستيك والتوسع في استخدام المنتجات صديقة البيئة، بالتعاون مع مؤسسة نبض الحياة للتنمية المجتمعية.
كما قاما بتفقد أول وحدة إنتاجية للصناعات الورقية بالمحافظة الخاصة بإنتاج الأكواب والأكياس وبعض المستلزمات بديلا عن الصناعات البلاستيكية تحت شعار " صنع في الوادي الجديد" حيث أشارت وزيرة البيئة إلى أن المشروع يأتي على مرحلتين، المرحلة الأولى تشمل ماكينة إنتاج الأكواب الورقية بتكلفة نصف مليون جنية، حيث تقوم الماكينة بإنتاج 80 كوب/الدقيقة وتوفر 34 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ، كما تستهدف المرحلة الثانية ماكينة إنتاج الأكياس الورقية بديلا عن استخدام الأكياس البلاستيك داخل مراكز البيع في المحافظة وتنتج 100 كيس / الدقيقة، وتوفر 56 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب من كلا الجنسين، وتمتاز الماكينة أنها لا تسبب أي ضوضاء أو تلوث للبيئة، وتقوم بكافة مراحل الإنتاج، ويتم ضبطها والتحكم بها إلكترونيا من خلال الحاسب الآلي.
وشملت الجولة كذلك تفقد أول خط إنتاج لتصنيع الحقائب والأكياس صديقة البيئة بمصنع الملابس، بالإضافة لتصنيع الأزياء والملابس صديقة للبيئة من خام ( القطن، الكتان، الخيش) والتي تخلو من البلاستيك والبوليستر ومن أي مواد كيمائية ضارة كالأصباغ، وهي الجهود التي تأتي للحفاظ علي سلامة البيئة وإعلان مدينة خالية من البلاستيك.
واختتما جولتهما بالمشروعات التي تعكس مبادرات المحافظة البيئية بزيارة مصنع المخلفات الصلبة والصوب الزراعية حيث أكدت الوزيرة على أن المشروع يعد نموذجا حقيقيا للتخلص الأمن من المخلفات العضوية وتحقيق قيم مضافة وفقا للاستراتيجيات الاقتصادية والاقتصاد الدوار تماشيا مع رؤية الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
وأضافت وزيرة البيئة أننا بصدد مشروع يعد واحدا من الحلول لمشكلة التغيرات المناخية بتقليل الانبعاثات الغازية الضارة وخاصة في الوقت الذي يسعى العالم أجمع للتصدي للتغيرات المناخية وفق خطط وطنية تعمل مصر على استعراضها خلال مؤتمر المناخ cop27 الذي تستضيفه نوفمبر القادم.
وأعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بهذا المشروع حيث تقوم مؤسسة نبض الحياة للتنمية المجتمعية كمشاركة في حماية البيئة على مساحة فدان وبتكلفة مليون جنية تقريبا، ويتم فرز المخلفات الصلبة واستخراج المخلفات العضوية منها، ثم تبدأ عملية تغذية الدود عليها لاستخراج السماد العضوي، ثم تجفيف الديدان وتحويلها إلى إضافات أعلاف أو بروتين لإنتاج الأعلاف البديلة، بالإضافة إلى قيام بعض الزراعات الاقتصادية أو البديلة مثل ( المورينجا، الجوجوبا، الزعتر) في الصوب الزراعية الملحقة حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع 20 طنا شهريا من المخلفات العضوية، بصافي إنتاج 5 - 7 طن سماد عضوي، بالإضافة إلى الكتلة الحيوية من البروتين المستخدم في الأعلاف البديلة.