ميرفت تلاوي تروي لـ«الهلال اليوم» أسرار حربها لحرم الرئيس وإجبارها عائلتها ترك الصعيد
ميرفت تلاوي تكشف علاقتها بمرسي وجماعة الإخوان
هذا سبب حصولي على وسام «الشمس المشرقة» من إمبراطور اليابان
أصعب فترة في حياتي العملية
هذا ما قدمته للمرأة المصرية والعربية.. ورسالتي للرؤساء العرب
تعد السفيرة ميرفت تلاوي، من الرموز الوطنية والدولية، حيث ذاع صيتها على مدار حقبة من الزمن، حتى حصلت في عام المرأة على وسام “الشمس المشرقة” تكريما لها من دولة اليابان.
وميرفت تلاوي، صعيدية تحدت تقاليد المجتمع، حتى أصبحت أول سيدة من السلك الدبلوماسي المصري تنال لقب ودرجة سفير ممتاز.
وتولت خلال حياتها المهنية، عدة مهام ساعدتها لتكون الداعم الرئيسي للمرأة، من أبرز هذه الأعمال أو المهام رئاسة المجلس القومي للمرأة.
وأكدت ميرفت تلاوي – خلال حوارها مع الـ«الهلال اليوم» – أنها كانت الفترة الأصعب لأنها حلت بديلة لسوزان مبارك، وكانت الصعوبة من ناحيتين، الأولى أنها تتعرض للمهاجمة لأن المجلس كان مرتبط باسم سوزان مبارك، والثانية أن العمل جاء خلال فترة في حكم جماعة الإخوان، مؤكدة أنها حاربت كل هذا من أجل عيون المرأة المصرية، وأيضا ساندت المرأة العربية من خلال عملها مديرة منظمة المرأة العربية الحالية.
وإليكم نص الحوار..
-السفيرة ميرفت تلاوي من الرموز الوطنية والدولية وكُرمت كثيرا.. ماذا عن تكريمك الأخير من إمبراطور اليابان وماذا يمثل لك؟
وسام “الشمس المشرقة” كان نتاجا لـ 20 عاما من العمل الدؤوب في اليابان، وطوال فترة عملي هناك كانت العلاقات بين مصر واليابان في قمتها، حيث تم استغلال التكنولوجيا اليابانية في بناء كوبري السلام، ويعتبر أول جسر معلق فوق قناة السويس ويبعد عن سطح البحر 70 مترا، ويريط بين آسيا وأفريقيا، وتم الاستفادة في هذه الفترة بالكثير من الإنشاءات والمباني المتطورة.
ووسام “الشمس المشرقة" أنشأه الإمبراطور "ميجي" عام 1875 ليكون بذلك أول وسام وطني تمنحه الحكومة اليابانية باسم الإمبراطور الياباني، ويمثل الوسام أشعة تنبعث من الشمس المشرقة التي ترمز إلى اليابان.
- كيف تحدت الصعيدية ميرفت تلاوي تقاليد المجتمع حتى أصبحت أول سفيرة لمصر ومن أهم الشخصيات النسائية في مصر والوطن العربي؟
ولدت في صعيد مصر في بيئة محافظة والتحقت بمدارس الراهبات، وكنت متفوقة في دراستي، عندما وصلت للثانوية العامة ونجحت فيها بمجموع كبير لم تكن عائلتي تؤيد فكرة استمراري في الدراسة والالتحاق بالجامعة، حيث يتنافى ذلك مع عاداتهم وتقاليدهم، ورفضوا دخولي للجامعة ومكثت في المنزل لمدة عام آخر.
كنت مصرة على الاستمرار؛ فالتحقت مرة أخرى بالثانوية العامة لأن دخول الجامعة يشترط الحصول على شهادة الثانوية العامة في العام ذاته، ونجحت وتكرر الرفض من عائلتي مرة ثانية وثالثة على التوالي، ولكن تزامنت الظروف مع عدم تفوق إخواني الذكور في دراستهم، ما جعل عائلتي توافق على التحاقي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وتسبب ذلك في نقل مقر الأسرة بالكامل إلى القاهرة حتى يستقروا بجانبي.
- كيف كانت مسيرتك المهنية بوزارة الشئون الاجتماعية؟
جاءت فترة عملي كوزيرة للشئون الاجتماعية صعبة للغاية، وكانت في مرحلة دقيقة، حيث كنت أعمل سفيرة مصر في اليابان وتم استدعائي لتولي الوزارة، وكانت تعد من أهم الوزارات لأنها صمام الأمن القومي، وتتحمل جميع أعباء البعد الاجتماعي، وكان لديّ فكر متطور أرغب في تنفيذه مثل تطوير وتنمية أموال التأمينات.
واقترحت شراء أحد شبكات أجهزة المحمول والتي حققت بعد ذلك أرباحا هائلة، كان من الممكن أن تدخل هذه الأرباح لأصحاب المعاشات، كما اقترحت شراء مصنعا للحديد، وأيضا حقق فيما بعد أرباحا طائلة، ودافعت عن أموال التأمينات والمعاشات طوال تواجدي في الوزارة وحافظت عليها، ورفضت المساس بها لأنها أموال خاصة، وأنشأت مشروعات للفقراء والمرأة المعيلة وغيرها من النماذج الإيجابية، ولم أكن أسمح لأحد بالتدخل في عملي طوال فترة الوزارة.
-أبرز ما قدمتيه للمرأة المصرية خلال رئاستك للمجلس القومي للمرأة
أهم شيء إضافة مواد تخص المرأة بالدستور المصري، وربط المرأة بأكثر من 20 مادة بالدستور، وخرج الدستور منصفاً للمرأة، وواجهت صعوبة شديدة لإضافة هذه المواد حتى مع الأشخاص الليبراليين، وكان هذا صدمة لي، واستطعنا في المجلس اقتراح لإصدار قانون لمكافحة العنف، كما تم استخراج عدد كبير من بطاقات الرقم القومي للسيدات الفقيرات بالقرى.
كما استطعنا من خلال القانون إدخال 90 سيدة لمجلس النواب الحالي؛ وهو أمر لم يحدث من قبل، بالإضافة إلى مواجهة جماعة الإخوان، في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، واستخراج وثيقة مكافحة العنف ضد المرأة بالأمم المتحدة ضد رغبة الجماعة والقرضاوي، حيث أن عددا من ممثلي الدول المشاركة في اجتماعات لجنة وضع المرأة سألوني هل أمثل المجتمع المدني؟.. وضحكت لأني كنت أمثل الدولة التي لم تكن ترغب في استخراج هذه الوثيقة.
والحقيقة أنني عملت خلال رئاستي للمجلس في فترة صعبة جدا، وكنت أول رئيس للمجلس بعد ثورة 25 يناير، وجئت مكان سوزان مبارك، وكانت الصعوبة من ناحيتين، الأولى أنني أتعرض للمهاجمة لأن المجلس كان مرتبط باسم سوزان مبارك، والثانية أن العمل جاء خلال تولي الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة الإخوان الحكم، وواجهت كل ادعاءاتهم واستطعت أن أنجو بالمجلس من أيديهم والإبقاء عليه، ثم جاءت مرحلة ثورة 30 يونيو، والتي شاركت فيها سيدات مصر وانضممت إلى صفوفهن وشاركت بالنزول في ميدات التحرير.
- ما تقييمك لأداء المجلس برئيسته الحالية؟
الحقيقة أداء المجلس في الفترة الحالية يسير بخطى جيدة، وخاصة أن رئيسته من الشباب الطموح المتحمس السيدة مايا مرسي، التي لاقت دعما من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إيمانا منه بأهمية وضرورة مشاركة المرأة.
- كيف ترى ميرفت تلاوي حال المرأة المصرية بعد الثورتين؟
حال المرأة بعد الثورتين مرتبط بحال الدولة، وهناك تدهور في كل شيء بسبب إهدار الوقت دون عمل ودون إنتاج، وتدهور الأخلاق وأصبحنا نثور على كل شيء، ولكن في التشريعات فالوضع سيصبح أفضل وبدأنا بإدخال 90 سيدة لمجلس النواب، وذلك أمر إيجابي، بالإضافة إلى تأكيد الرئيس السيسي على دور المرأة وأهميتها في المشاركة في البناء والتنمية.
-ماذا قدمت ميرفت تلاوي للمرأة العربية كونها مديرة للمنظمة؟
تتبنى منظمة المرأة العربية عدة برامج تستهدف دعم اللاجئات والنازحات من خلال رصد وتوثيق أوضاعهن، وومناقشة قضاياهن على المستويين الإقليمي والدولي، ومن خلال الدراسات والبحوث والندوات والمؤتمرات العلمية، وعقد المزيد من الدورات؛ لتعزيز قدرات المرأة في مجال صنع وبناء السلام، والتي تستهدف كذلك المسئولين الحكوميين العرب لتعزيز قدراتهم على صياغة خطط تنفيذية للقرار 1325.
كما وضعت برنامجا لمتابعة وتقييم أهداف التنمية المستدامة؛ لضمان إدراج عادل لاحتياجات المرأة خاصة مع الاهتمام المتزايد بأجندة التنمية المستدامة التي أقرها العالم في الربع الأخير من عام 2015.
وإيماناً من منظمة المرأة العربية بالأهمية المحورية لقطاع الشباب، والذي يشكل حجر الزاوية للثروة البشرية في العالم والمنطقة العربية، تبنت المنظمة برنامجا للشباب تضمن مجموعة من الأنشطة التي تستهدف الاستثمار في الشباب لتحقيق تغيير إيجابي في الثقافة المجتمعية الخاصة بالمرأة.
كما حرصت منظمة المرأة العربية كل الحرص على التصدي لظاهرة العنف، والوقوف على أسبابها ومحاولة إيجاد مختلف الحلول لمعالجتها، من خلال تبنيها لبرنامج "حماية المرأة من العنف” الذي يستهدف التأسيس لعمل عربي مشترك لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة بكل صورها، حيث وضعت منظمة المرأة العربية، "الاستراتيجية العربية لحماية المرأة من العنف ".
-رسالتك للرؤساء العرب تجاه المرأة
رسالتي للرؤساء العرب تحقيق التضامن العربي من خلال المرأة العربية؛ وذلك لتنسيق المواقف العربية المشتركة في المحافل الدولية، وتبادل الخبرات والتعاون المشترك في مجال النهوض بالمرأة.. والمزيد من إدماج قضايا المرأة العربية ضمن خطط واستراتيجيات التنمية الشاملة.. وضرورة تنمية إمكانيات المرأة العربية وبناء قدراتها.
- رسالتك إلى كل امرأة عربية من خلال تجربتك الشخصية ومسيرتك المهنية الناجحة
رسالتي إلى كل امرأة عربية “أنتِ شريك أساسي في حماية الأوطان، ويقع عليكي عبئ كبير في هذا الأمر، وتنشئة أجيال جديدة تؤمن بالعروبة والتضامن العربي.. وأن تستغل المرأة العربية الأدوار الجديدة لها؛ بمساهمتها في قضايا الأمن القومي لأن المرأة حاملة السلام بطبعها، وهي أيضاً المصدر الأساسي لدعمه والنهوض به.. وأن تثق في قدراتها وإمكانياتها، ودعوتها المستمرة لتعزيز الثقافة العربية المشتركة وإبراز هويتها العربية.