د. هبة سعد الدين,
عشر سنوات من الشجب والغضب والهاشتاجات والفشل الذى حققته افلام ديزنى بعد ابتعادها عن اللهجة المصرية!! والشركة لاتلتفت لكل هذا وتلتزم الصمت، وأخيراً فرضت لغة "المال" والمصالح سطوتها ليصدر القرار وتعود افلام ديزنى باللهجة المصرية بعد غياب منذ عام ٢٠١٢.
فإعلان منصة "نيتفلكس" عن استعانتها باللهجة المصرية، وانشاء المنصة الجديدة لديزنى أجبرها على التراجع عن هذا القرار، الذى جاء بعد شراء قناة الجزيرة حقوق بث افلامها شرط دبلجتها بالفصحى!!
تلك الصفقة جعلتها لاتلتفت إلى سنوات النجاحات مع اللهجة المصرية الذى بدأ منذ عام ١٩٧٥ بفيلم "سنو وايت" الذى كان راويه الفنان عبد الوارث عسر ومطربته الدكتورة رتيبة الحفنى!!
ولم تلحظ الشركة فشل الافلام التى تم دبلجتها بالفصحى، والمقارنة الواضحة بين كورتى البعبع وشلبى وروز فى "شركة المرعبين" وماحدث لـ "جامعة المرعبين"!
ولم تستمع إلى المطالبات والهاشتاج الذى تصدر سنوات "ديزنى لازم ترجع مصرى"، والذى بدأه خمسة شباب من الدول العربية ؛ احدهم قطرى!
لم يؤثر على مدى عشر سنوات النجوم الذين تخيلنا معهم السمكة "دورى" الشهيرة بعبلة كامل أو المباراة بين يحيى الفخرانى وأحمد بدير وقد صار كل منهم "لعبة" والتألق لسامى مغاورى مع محمد هنيدى وشركتهم المرعبة ؛ حتى أن التقدير عن كافة النسخ التى أدت شخصية "سكار" فى فيلم "الأسد الملك" ؛ حصل عليه الفنان عبد الرحمن أبو زهره!! كل هذا لم يؤثر.... وحدها لغة "المال" والمصالح التى جاءت بالقرار، وكأن القائمين على الشركة لم يدركوا أن الدبلجة باللهجة المصرية لم تكن مجرد أداء صوتى ؛ بل تفاصيل وملامح للشخصيات جعلتها قريبة من قلب الكبير قبل الصغير ؛ لذلك عشق الجميع شخصيات ديزنى ؛ حتى أن تغيير الممثل كان يسبب الازعاج، فما بالنا بغياب الكلمات والافيهات والتعبيرات والضحكات التى حولت الشخصيات الكارتونية إلى كائنات من "دم ولحم".
ويبدو أن ديزنى تسعى أن تعوض الاخفاقات وسنوات الفشل فى صفقتها الخاسرة ؛فها هى تعلن على صفحتها الديزنية كل يوم عن جديدها بالمصرى، ليأتينا فيلم "اينكاتو"، فالروح السابحة فى الأساطير والباحثة عن التميز تحتاج إلى النغمة المصرية التى تضيف لها، وتتوالى الاخبار عن اعادة دبلجة فيلم "أسطورة ماردة"، والعديد من الافلام القديمة، وكأن الانتصار قدر مصر ضد كل الأيادى الخفية التى حاولت أن تسكت صوتها ؛ فهاهى تعود وتصدح من جديد.