رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«المؤتمر الطبي الإفريقي» يوصي باستراتيجية قارية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي

7-6-2022 | 22:29


جانب من الحضور

دار الهلال

أوصى المؤتمر الطبي الإفريقي الأول في ختام فاعلياته، اليوم الثلاثاء، بصياغة استراتيجية قارية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي على مستوى القارة الإفريقية، تعتمد في بلورتها وتنفيذها على العقول الإفريقية، وتأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي تنفرد بها القارة السمراء، وعلى نحو يساهم إسهامًا مباشرًا وملموسًا في زيادة استفادة الشعوب الإفريقية من الخدمات الصحية وتحسين استجابة الأنظمة الصحية لاحتياجات الفرد والمجتمعات المحلية، فضلً عن الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وكفاءتها، وتمكين المرضى، ومنحهم إمكانية الاطلاع على معلومات الرعاية الصحية الخاصة بهم.

وطالب المؤتمر في توصياته بإطلاق قاعدة بيانات إلكترونية موحدة تربط بين كافة الدول الإفريقية لتيسير التعاون القاري في المجال الصحي على مستوى الخبراء والشركات، وتأسيس شراكات لتنفيذ وتقييم التعاون القاري، مع إيلاء الاعتبار الواجب لمعالجة وإدارة أية مخاطر محتملة لتضارب المصالح.

وأطلق المؤتمر الطبي الإفريقي الأول في ختام فعالياته أيضا مبادرة "صحة إفريقيا.. من توريد العلاج إلى الشفاء" التي تستهدف توسيع القدرات الإفريقية البشرية والمادية لإنتاج اللقاحات وأدوات ومعدات ومستلزمات العلاج بحلول عام 2030، فضلاً عن تعزيز الموقف التفاوضي للدول الإفريقية في استيراد الدواء ومستلزمات العلاج التي لا يتم إنتاجها في القارة بما يضمن عمليات شراء ذات كفاءة استراتيجية.

وشدد المؤتمر في توصياته التي أعلنها وزير الصحة الأسبق رئيس المؤتمر الطبي الإفريقي الأول الدكتور عادل عدوي، على أهمية القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي  "بي" والذي يعاني منه 82 مليون في إفريقيا وكذاك فيروس "سي" الذي يعاني منه قرابة 10 ملايين شخص بالتعاون مع الهيئات الدولية والاتحاد الإفريقي عن طريق البدء فورا في تطبيق التطعيم ضد فيروس "بي" مع الولادة

وتوفير العلاج الفعال للحالات التي تعاني من تليف بالكبد نتيجة للإصابة بالفيروس وبسعر مناسب إضافة إلى الاستفادة من التجربة المصرية في مكافحة فيروس "سي" عن طريق نقل الخبرات والكوادر المدربة وكذلك أدوات التشخيص والعلاج الفعال المنتج في مصر.

وأوصي المؤتمر بتعزيز التعاون في مجال صحة الأم والطفل عن طريق تبادل الخبرات بين دول شمال وجنوب القارة وغربها وتضم النواة الأولى نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا والمغرب وكذلك تبادل خبرات أطباء الأطفال ومساندة إطلاق الأبحاث العلمية في هذا المجال لاسيما مكافحة السمنة وضمان حق التعليم للفتيات.

ودعا في توصياته إلى تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية للعاملين بالقطاعات الصحية الإفريقية في الموضوعات المرتبطة بتصميم وتطبيق السياسات الصحية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خلال العامين المقبلين.. كما طالب بإصدار كتيب بعدة لغات في عام 2024 بأهم المواد التعليمية التي تم تدريسها في هذا الصدد لتعميم الاستفادة على كافة أبناء القارة.

وأشارت التوصيات إلى الاتفاق على مضاعفة الجهود الرامية إلى توطين الصناعات الدوائية في القارة واللقاحات والمستلزمات الطبية الأخرى، وتكثيف التعاون القاري منذ المراحل المبكرة للإنتاج والتوريد.

وطالبت توصيات المؤتمر بعمل  دراسة، خلال العامين المقبلين عن إمكانية إطلاق نظام موحد لإدارة المنشآت الصحية في القارة تأخذ بعين الاعتبار كافة المتطلبات الخاصة بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية استناداً إلى الخبرات التي اكتسبتها الهيئات المصرية للشراء الموحد.

ونوهت التوصيات بالاتفاق على حزمة من الإجراءات لتكثيف التعاون بين الجهات الصحية الإفريقية المختلفة، من بينها إجراء بحوث مشتركة مبنية على الاحتياجات والأولويات المجتمعية مع الاستفادة بالتكنولوجيات الجديدة، وتبادل وعرض الملفات الطبية، وتبادل السياحة العلاجية، وعلى نحو يساهم في إثراء الخبرات الوطنية لدول القارة.

وأشادت التوصيات أيضا بالطرح الذي أعٌلن خلال المؤتمر باعتزام القوافل الطبية المصرية العاملة في إفريقيا التواجد في مناطق نائية جغرافياً وتنفيذ جراحات متوسطة وكبيرة ومعالجة حالات مرضية جديدة.

وأكدت التوصيات أهمية تشجيع الجهات البحثية المعنية على دراسة مقترح تسجيل وتسعير الأدوية بشكل موحد في إطار آليات العمل التابعة لمنظمة الاتحاد الإفريقي، وعلى بلورة تصور لتشجيع التفاعل بين الحكومات الأفريقية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص، وإدماج الجانب الصحي في جميع السياسات لإيجاد حلول للتحديات الصحية.

وأوصى المؤتمر الإفريقي الأول بالبدء في تفعيل التعاون في مجال إصلاح وتجديد نظم التعليم الطبي وتطوير المناهج الطبية ونظم الامتحانات وكذلك توحيد طرق التقييم لتراخيص الأطباء والاعتراف المتبادل بها بين الدول الإفريقية على أن تكون البداية بين مصر ونيجيريا.

وعبر وزير الصحة الأسبق ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الإفريقي الأول الدكتور عادل عدوي، عن تقدير المشاركين البالغ لاستضافة مصر هذا المؤتمر ومبادرتها في وضع التصور الخاص به، مثنياً بشكل خاص على حفاوة استقبال الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وحرفية تنظيمها لفعاليات الملتقى.

وشهدت فعاليات اليوم الختامي من المؤتمر المُقام تحت شعار "بوابتك نحو الابتكار والتجارة" والذي عقد تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة واسعة من قبل أكثر من 800 ممثل للهيئات الطبية بمصر وإفريقيا مناقشة التحديات التي تواجه الدول الإفريقية في القطاع الصحي الذي لم يتعاف حتى الآن من تبعات جائحة كورونا ومن بعض الأمراض الاستوائية والمعدية، وسبل توطيد التعاون بين دول القارة لإتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية والأدوية واللقاحات لشعوب القارة.