رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وول ستريت جورنال: أزمة الغذاء العالمية المتعلقة بحرب أوكرانيا تُزيد الجدل داخل إدارة بايدن

8-6-2022 | 11:13


الرئيس الأمريكي جو بايدن

دار الهلال

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ الضوء على اتساع حدة الجدل داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن كيفية التعامل مع أزمة الغذاء العالمية التي تلوح في الأفق بسبب استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، لاسيما مع ضيق الوقت وقلة الخيارات.

وقالت الصحيفة في مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن: انه في قلب هذا الجدل يتمحور النقاش حول مقترح تقديم إعفاء لمدة ستة أشهر من العقوبات المفروضة على صناعة البوتاس في بيلاروسيا على أمل أن يُجبر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على السماح بفتح ممر سكة حديد للحبوب الأوكرانية.

وأوضحت أن المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية لا يُريدون رفع العقوبات ويقولون إن الفكرة تفتقر إلى أي إمكانات حقيقية للعمل والتطبيق، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن لوكاشينكو من غير المرجح أن يوافق على صفقة قد تضر بعلاقاته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقًا لأشخاص مشاركين في المناقشات، بينما يعتقد المسئولون في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أنه على الرغم من تعقيد الفكرة، إلا أنها من بين البدائل الوحيدة القابلة للتطبيق والتي يجب مراعاتها.

مع ذلك، أكد مسئولون أنه لم يتم تقديم أي مقترحات رسمية حتى الآن حيث يواصل صانعو السياسات استكشاف خياراتهم. في الوقت نفسه، تزداد احتمالات أن تواجه أسواق الغذاء الدولية نقصًا خطيرًا هذا العام نتيجة للصراع، الذي أدى إلى احتجاز الكثير من الحبوب المخصصة للتصدير داخل أوكرانيا، التي تزود مع روسيا ما يقرب من ثلث القمح في العالم، وربع الشعير وما يقرب من ثلاثة أرباع زيت عباد الشمس، وفقًا للمعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية. فيما أعلنت الحكومة الأوكرانية عن توقعات بأن يخرج أقل من نصف محصول هذا العام من البلاد.

وأضافت الصحيفة في هذا الشأن/ أن النقاش حول بدائل إخراج مخزونات الحبوب لهذا العام من أوكرانيا داخل أروقة الإدارة الأمريكية يسلط الضوء على المعضلة التي تواجه صانعي السياسات في واشنطن وفي عواصم العالم. ويعتبر مسئولون أن جوهر المشكلة يكمن في كيفية مساعدة أوكرانيا على تصدير انتاجها من الحبوب، مع منع الآخرين في نفس الوقت عن شراء الحبوب التي يُزعم أن روسيا قد استولت عليها.

من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي ردًا على أسئلة:" نحن نستكشف الخيارات مع المجتمع الدولي لإعادة إخراج الصادرات الأوكرانية والتخفيف من آثار العمليات الروسية على انعدام الأمن الغذائي العالمي"، مضيفًا أن روسيا أضرت بالطرق والسكك الحديدية في أوكرانيا. لذا، نحن نحث روسيا على السماح بالمرور الآمن للسفن التجارية من وإلى موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، وهو الأمر الذي يمنعونه حاليًا، حتى يتمكنوا من توصيل الإمدادات الغذائية الحيوية إلى البلدان في جميع أنحاء العالم". ويعمل المسئولون أيضًا على إيجاد حلول لمعالجة المخزونات المتزايدة في أوكرانيا لأن صوامعها ممتلئة وتحتاج إلى إفراغها استعدادًا للحصاد الحالي.

واتهمت كييف روسيا بمصادرة الحبوب الأوكرانية منذ فترة وجيزة بعد العمليات العسكرية في 24 فبراير، وهو ادعاء أيدته وزارة الخارجية الأمريكية، والتي أرسلت برقيات إلى عدة حكومات في الأسابيع الأخيرة تحثها فيها على عدم قبول الحبوب الأوكرانية التي يُزعم أن روسيا قد استولت عليها. فيما قال دبلوماسي أوروبي إن تلك الدول التي تلقت التحذير الأمريكي شملت تركيا وباكستان والهند وإريتريا وإثيوبيا. بينما دعت الخارجية الأوكرانية في بيان نشرته يوم أمس الثلاثاء إلى ضمانات أمنية لاستعادة الشحن من موانئ البلاد، بما في ذلك طلب تزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة لحماية سواحلها وتسيير دوريات في الجزء المعني من البحر الأسود.

أما في واشنطن، فقد تضمنت فكرة بيلاروسيا، التي حظيت بدعم من الأمم المتحدة ودبلوماسيين آخرين، نقل كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية إلى السوق - دون استخدام البحر الأسود - عن طريق إرسالها شمالًا بالسكك الحديدية مباشرة عبر بيلاروسيا المجاورة وإلى مدينة كلايبيدا الساحلية في ليتوانيا، المطلة على بحر البلطيق. ونظرًا لأن أوكرانيا وبيلاروسيا وليتوانيا لديها نفس خطوط السكك الحديدية ذات النطاق الأوسع، فقد يتجنب المسار التأخيرات الكبيرة التي تتجلى عند الشحن عبر بولندا.