رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


احذر الشخصيات السامة

9-6-2022 | 22:57


د. أمانى ألبرت,

أثارت الدعوى القضائية بين النجم جوني ديب وزوجته آمبر هيرد، مصطلح العلاقة السامة أو الشخصية السامة.

ووسط صخب إعلامي مكثف، شد وجذب، واتهامات متبادلة، اعترف قرصان هوليوود الأشهر أنه لم يُسمح أن يكون له صوت أو حتى أن يكون على حق.

كشفت الجلسات ملامح الشخصية السامة التي تبث سمها كالثعبان داخل مشاعر ونفسية من تعاملهم، فهي كالملصق الموضوع على المواد الكيميائية السامة التي تسبب ضررًا بالغا، لتحصل هذه الشخصية بامتياز على الأكثر إرباكا وصراعاً وعدم راحة لديهم.

بالطبع نقابل في حياتنا شخصيات سامة، ولكن كيف نعرف أن هذه الشخصية أو تلك سامة؟ وكيف يتم التعامل معها؟

مع تصاعد استخدام المصطلح تم إدراج الكلمة عام 2018 في قاموس أكسفورد لتصبح كلمة العام، وتستخدم كلمة "سامة" لوصف شخص ما يسبب الضيق للآخرين من خلال الكلمات والأفعال السلبية، وهو يتلاعب بالآخرين، متمركز حول نفسه، لتحقيق أهدافه واهتماماته فوق الآخرين مع تبرير واضح لسلوكه، ويعاني اضطراب في الشخصية.

هناك العديد من العلامات التي يجب الانتباه إليها والتي قد تشير إلى أنك تتعامل مع شخصية سامة، بداية هذه الشخصية ليس لديها راحة داخلية إطلاقاً تنعكس على تعاملاتها، وتخرج من صراع لآخر لذا فهي تحيط نفسها بهالة من المشكلات، ينزعج كل من يتعامل معها خاصة لو كانوا مضطرين لذلك لوقت قليل، وتحمل هذه الشخصية دائماً لغة تهديدية، تضغط على الآخرين أو تسخر منهم أمام زملائهم، وهذه الشخصيات متحفزة طوال الوقت للتضخيم من أخطاء الآخرين.

 وتشير الدراسات أن السبب الخفي وراء هذا هو شعورهم بالسوء تجاه أنفسهم، فمثل هذه الشخصيات جائعة للتقدير والاحترام فتجبر الآخرين بأفعال ملتوية على تقديم فروض الولاء لها، وعلاقاتهم تنافسية فلا يكونوا سعداء حينما تحدث أشياء جيدة للآخرين حتى لو ابدو غير هذا، ويجبرون ضعفاء النفوس على تجنب التعامل مع من يتفوقون عنهم بل ويسعون للتحكم بهم وعزلهم عن الدخول في علاقات صحية مع الآخرين.

وقد يسعون لتصوير أنفسهم على أنهم مجتهدون بينما يستغلون الآخرين ويستعبدونهم للحصول على ما يريدون دون إشارة لهم أو حتى تجدهم يغشون ويكذبون من أجل تحقيق أهدافهم.

الحل الأفضل هو تجنب التعامل مع مثل هذه الشخصيات فالبعد عنهم راحة، أما إذا اضطر الشخص للتعامل معهم، فهناك طرق يمكن من خلالها تقليل تأثير هذه السلوكيات على السلامة النفسية، أهمها وضع حدود لهؤلاء ومهما كانت نوبات الغضب أو كم العتاب في ردود أفعالهم فلا يجب التأثر بها أو الانجراف لها، كذلك عدم الانصياع للتهديدات التي يطلقونها مهما كانت النتائج، وعدم الانجراف في التفاصيل الدرامية والأحداث المؤسفة التي ينسجونها حول حياتهم ليجذبوا من يريدون الابتعاد عنهم، وأهم شيء الانفصال عن مشاكلهم لتجنب الانغماس في الفوضى التي يعيشونها.