مصر واليمن .. عقود من التعاون والدعم المستمر بين البلدين الشقيقين
تربط مصر واليمن علاقات ثنائية قديمة تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي، حيث ظل البلدان على مر العقود الماضية على روابط قوية وتعاون وثيق ودعم وتنسيق ثنائي لتعزيز أوجه التعاون، كما كانت مصر داعما أساسيا لليمن في ظل الظروف والأزمات التي مر بها على مدار تلك السنوات.
واليوم يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية، والذي كان قد وصل العاصمة القاهرة قادما من البحرين أمس الجمعة، برفقة 5 من نوابه، ضمن جولة خارجية بدأها بالكويت والبحرين ومصر بهدف تنسيق الجهود العربية ومواجهة التهديدات الحوثية للأمن القومي العربي.
تاريخ العلاقات المصرية اليمنية
تتميز علاقة اليمن ومصر بالقدم حيث تعود أول اتفاقية موقعة بين البلدين إلى عام 1945 م حيث وقعت اتفاقية معاهدة الصداقة والمودة، وكان إعلان الجمهورية في البلدين نقطة تحول في العلاقات حيث ازدادت رسوخاً وتطوراً بعد تحول مصر إلى النظام الجمهوري عام 1953 م وكذلك في اليمن عام 1962 م.
ففي 10 نوفمبر 1962 م تم التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك والتي بموجبها شاركت مصر في الدفاع عن اليمن عقب ثورة سبتمبر اليمنية والتي اختلطت فيها دماء المصريين باليمنيين، فعقب الثورة مباشرة دعمت مصر اليمن اقتصاديا وثقافياً وتربوياً بشكل ملموس وبما تسمح به امكانياتها حيث تم التوقيع في 8 يناير 1963 م على اتفاقية تجارية.
وبموجب هذه الاتفاقية استوردت اليمن بعض المنتجات المصرية كالملابس والموارد الغذائية والمواد لمصنعة إضافة إلى مساعداتها الثقافية والتربوية المتعددة والمتمثلة بإيفاد لمدرسين وتوفير الكتب والمناهج والمنح الدراسية وكذا الدورات التدريبية في الجامعات والمعاهد المصرية المتخصصة، بجانب توقيع اتفاقية أخرى للتعاون الفني والمهني والثقافي وذلك فـي 8 يناير 1963 م.
واستمرت العلاقات بين البلدين في التطور وتعزيز مجالات وأوجه التعاون على مر العقود، منها مجالات الاستثمار والنفط والعدل والأزهر الشريف والثقافة والزراعة والتربية والإعلام والصحة والنقل والتعليم وغير ذلك، حيث وصل عدد الاتفاقيات والبروتوكولات والمحاضر والبرامج التنفيذية الموقعة بين البلدين (157) اتفاقية.
وساهمت مصر بدور فعال في دعم ومساندة النظام الجمهوري في اليمن، حيث قدمت مصر وبحسب إمكانياتها المساعدات لصنعاء وذلك بموجب الاتفاقيات والمحاضر الموقعة بينهما ومن هذه المساعدات إمداد وزارة التربية و التعليم بعدد من المدرسين في مختلف المراحل التعليمية، وكذلك تقديم عدد من الخبراء العاملين في الجهات الحكومية مع تمويل جزء من رواتب بعضهم، وتزويد وزارة التربية والتعليم بكميات من الكتب الدراسية والمختبرات.
كما تم أيضا بناء ( 3 ) مدارس في كل من صنعاء وتعز وإب، وبناء مستشفى ناصر بمدينة إب، وإيفاد عدد من البعثات الطبية للعمل في المستشفيات اليمنية، كما قدمت مصر لليمن قدمت أيضاً 4 قروض سلعية طويلة الأمد لصنعاء وخاصة في الأعوام الأولى من الثورة وذلك خلال الفترة ( 1963 – 1968م) بمبلغ إجمالي قدره 11 مليون جنيه مصري.
العلاقات المصرية اليمينة في عهد السيسي
ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية عملت مصر على تقديم أوجه الدعم لليمن في أزمته، حيث استهدفت الدولة المصرية الحفاظ على وحدة وتماسك اليمن والتأكيد على أهمية أمنه واستقراره وكذلك الالتزام بالمبادرة الخليجية، حيث أكدت الخارجية المصرية ضرورة الالتزام بالحل السياسى على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، الموقف المصرى يلتزم بضرورة العودة للشرعية وأسس الحوار لتحقيق مصالح المجتمع اليمنى وتحقيق الاستقرار السياسى.
واستقبلت القاهرة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادى عدة مرات كان آخرها فى 13/8/2018 حيث استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحث الجانبان التعاون المشترك بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لتفادي تأثرها سلبًا بالأوضاع الجارية في اليمن، كما تناول اللقاء أيضًا عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تقديم الدعم للجانب اليمنى بما يمكّنه من تجاوز الأزمة التي يمر بها.
ولم تترك مصر اليمن فى أزمته التى يمر بها، فلم يقتصر الدور المصرى فى القضية اليمينة على الدعم السياسي والاقتصادي بل شمل تقديم الدعم الإنسانى فمنذ بداية الأزمة لم تترك القيادة السياسية فى مصر دولة اليمن الشقيق تمر بها لوحدها بل شاركتها ماديًا ومعنويًا وتبدى ذلك من خلال إرسال المساعدات الإنسانية.
ففي يوليو 2020 بتوجيهات من الرئيس السيسي أصدر الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى أوامره للإدارات التخصصية بإعداد وتجهيز شحنة مساعدات من المستلزمات الطبية والمطهرات، وذلك للوقوف بجانب الشعب اليمنى الشقيق فى محنته ومجابهة انتشار فيروس كورونا والأوبئة الأخرى المنتشرة باليمن، حيث تم نقل المساعدات عبر طائرة نقل عسكرية ليتم تسليمها للحكومة الشرعية اليمنية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية بالرياض.
كما أرسلت مصر الشحنة الأولي من المساعدات الإنسانية المصرية الموجهة إلي الشعب اليمني الشقيق في 5/4/2018 تضامنًا مع الشعب اليمنى الشقيق، وتنفيذًا لتوجيهات رئيس والتي يتم إرسالها علي شحنتين مكونة من 10 أطنان من الأدوية والأمصال والمستلزمات الطبية، وكذلك في أغسطس 2015 أرسلت مصر طائرة محملة بمستلزمات طبية ومواد غذائية هديةً من شعب مصر للشعب اليمني الشقيق، فضلاً عن إيفاد عدد من الأطباء المصريين إلى اليمن للمساهمة في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأشقاء في اليمن.