رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«طوبى للغرباء»

12-6-2022 | 11:47


وفاء أنور,

حانت اللحظة التي قاومتها نفسك، وحاربتها بكل ضراوة حتى لا تقدم عليها ! انتظر فأنا أعرفها جيدًا إنها اللحظة التي ألقت بك في دوامة الصراع النفسي دون رحمة حين قام عقلك بتصدير آلاف الأسئلة إليك، ليدخلك إلى عالم متغير تجد نفسك تذوب فيه ما بين إقدام، وإحجام، وقد تبقى هكذا زمنًا طويلًا!

تسير للأمام خطوة ؛ فتأمرك نفسك بالرجوع مئات الخطوات، وكلما هممت باختيارك لأفضل قرارتك عادت إليك نفسك؛ لتخبرك إن ما سوف تقدم عليه سيكون هو قرارك الكارثي الأوحد، وبأنك إن أقدمت عليه سوف تخسر علاقاتك، ثم تتركك في ظلامك تائهًا حائرًا .

ستنصحك كثيرًا بضرورة التسامح في أشياء لا تسامح فيها متناسية معاناتك التي كادت أن تدمرك، وفجأة يأتي صوت ضميرك ليعلنها بوضوح قائلًا : توقف هنا، وكفى، يحذرك من اتباعك لهوى نفسك سيمتلكك ويحركك لما فيه الخير لك، وأمام دعوته ستسقط كل حصون الضلال، وقلاع التجاوز، والتساهل.

نحن في عالم ينال منا بل، ويلتهمنا نحن البسطاء الطيبون رقيقي الشعور؛ قد تكون إحدى مشكلات العولمة ذات الملامح الباهتة، والغير مقننة سببًا رئيسيًا في تردي الأخلاق في مجتمعاتنا، البعض يفهم التواصل مع الآخرين بمفهوم الانفتاح اللامحدود؛ كمن عاش في منزل من زجاج، ثم أقنع نفسه بأنه قد حجب، ولم يعد يراه أحد، فتمادى في اللهو، والدعوة إلى السفور من خلف الشاشات .

إن عدم الالتزام بالحدود في العديد من العلاقات الاجتماعية هو بمثابة السرقة التي تحدث تحت تهديد السلاح، فالسطو هنا يعد سطوًا على رقينا، قيمنا دعائم عقيدتنا، وعاداتنا ! كفانا قتلًا لأنفسنا من أجل تحقيق رغبات غيرنا من هؤلاء الذين يحتالون علينا بمكرهم السيء مستغلين طيب أصلنا، وحسن خلقنا .

إن كنت ما زلت تتمسك بحسن خلقك كن مستعدًا لتلقي التهديد المستمر من هؤلاء الأشخاص ذوي الوجوه التي سقط عنها حياؤها، ولك يامن حملت رسالة الخير، وكرهت الشر، وأتباعه أقول لك : حين تجد نفسك قد أصبحت غريبًا وسط عالمك لا تحزن، وتذكر هذا القول الكريم : "طوبى للغرباء".