الغضب العارم الذي يجتاح الشارع الرياضي المصري ويتصاعد مع حالة البرود والخمود الحسي التي تكتنف قيادات اتحاد الكرة الذين لم يبدوا أسفهم وندمهم على ما ارتكبوه من حماقات وفعلوه من جنايات في حق الشعب المصري وافتقدوا لأي قدر من حمرة الخجل والحس الوطني، تلك القيادات التي ما زالت تقبع في أماكنها وظلت في مواقعها وكأنها تماثيل من الخشب أو الحجر، تأجج مشاعر الغضب وتلهب حالة الهياج التي تسيطر على الشعب بأكمله، وحتى لو قدمت تلك الطغمة غير الطيبة استقالاتها الجماعية وبعد أن أقصت عناصر الجهاز الفني بأكملها الأجنبية والمصرية وقامت بتسريح بعض الرموز الواهنة الخانعة من أشباه الموهوبين في هذا الجيل من اللاعبين فلن يخفت الأوار ولن يصمت الثوار بل ستزداد المطالبة بتصحيح الأوضاع وتصويب المسار.
نطالب مثلا بإقامة مؤتمر علمي كبير يشارك فيه كل خبير وكبير من أصحاب الدرايات وذوي المؤهلات ونتصارح فيه بأسباب الهبوط ودوافع السقوط ويتم الكشف عما جرى من اختراقات وما ارتكبوه من جنايات بحق مصر والكرة المصرية سواء بالداخل قبل الرحلة غير المأمونة إلى مالاوي وما واكبها من أخطاء في الاختيارات وشهدته الاستعدادات من وهن وضعف وتردي أو بعد أن أقمنا هناك وشهدته كل الأعين من تراشقات واختلافات وتجاوزات وشاركت فيه كل العناصر بلا استثناء.
ولذلك فالمطلوب من فريق الجبلاية الذي يدير شئون لعبتنا الشعبية الأولى أن يركز اهتمامه على إعداد المنتخب الوطني بقوة وبتخطيط علمي متدرج مع توفير مناخ مثالي للارتقاء بمستواه.. مطلوب معسكرات ومباريات وتجارب والتوقف عن التصريحات والشعارات والكلمات.
المنتخبات الأفريقية تتقدم بسرعة صاروخية ونحن حتى لسنا محلك سر بل نتقدم للخلف.. التواجد بين الكبار الأفارقة أمر سهل وميسور لكن أن نتفوق عليهم ونعتلي قمتهم أمر يحتاج لحسابات فنية دقيقة لا أعتقد أنها تتوفر في منطقة الجبلاية الرديئة.
نحتاج كشعب بأن تسير الكرة المصرية ولأول مرة وفقا لاستراتيجيات محددة التوقيتات واضحة المعالم تنهضها من كبوتها التي طالت، وتعالجها من أسقامها التي استفحلت وداءاتها التي استشرت.. وإنا لمنتظرون!!