مشروع البتلو وتجميع الألبان.. ماذا حققت الدولة من تقدم في مجال الثروة الحيوانية؟
قال الدكتور حسام سلام، عضو لجنة الدعم الفني والمتابعة الميدانية بقطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن مجمع الإنتاج الحيواني الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بمدينة السادات بالمنوفية مقام على مساحة ألف فدان تقريبا وبه 6 مزارع فرعية بطاقة إنتاجية 5 آلاف رأس حلاب مضافا إليه طاقة إنتاجية 3 آلاف رأس تسمين.
وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن المستهدف من إنتاجه من خلال هذا المجمع ما يقارب من 150 طن لبن سائل يومي بالإضافة إلى 150 طن لحوم حمراء لكل دورة إنتاجية، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ المجمع على أعلى مستويات من التقنيات الحديثة فهو ملحق به وحدة محلب آلي مكون من 48 نقطة بغرض إسراع عمليات الحلب الآلي بشكل أكثر أمانا ودقة.
وأشار إلى أنه من خلال المحلب يتم إيصال الألبان بشكل مباشر إلى تانكات تبريد تعمل على تخفيض درجة حرارة اللبن من 37 درجة مئوية إلى 4 درجات مئوية في وقت قصير، مما يعمل على زيادة جودة اللبن المنتج ويحسن من خواصه الطبيعية والفزيائية، مضيفا أنه ملحق بالمجمع عربات نقل مجهزة لنقل الألبان لأماكن التوزيع والتصنيع بشكل لا يشهد أي تدخل بشري.
وأضاف سلام أنه يوجد داخل المجمع وحدة ترقيم وتسجيل وتحسين وراثي بالإضافة إلى منطقة بيطرية على أعلى مستوى من التقنيات، وكذلك وحدات تلقيح صناعي وتسجيل بيانات، مشيرا إلى أن كل الحيوانات الموجودة يتم عمل سجلات خاصة بها للرعاية أو التطعيمات المختلفة وسجلات أنساب وسجلات ولادات وإنتاج مما يساعد بشكل كبير في معرفة الحيوانات الأكثر إنتاجية والأفضل وزيادة الإنتاجية منها أو أخذ سلالات جيل ثاني وثالث منها.
ولفت إلى أن هناك مشروعات أخرى افتتحت أمس عبر الفيديو كونفرانس في عدة محافظات كلها تعمل بشكل مباشر على دعم الثروة الحيوانية وزيادة الإنتاج والعائد والمردود لدى صغار المربين والمزارع النظامية، موضحا أن قطاع الثورة الحيوانية والداجنة شهد اهتماما كبيرا بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي.
وأشار إلى أن هذا بدأ تقريبا منذ عام 2017، حيث تبنت وزارة الزراعة عمليات التطوير وتم إطلاق المشروع القومي لإحياء البتلو وما أسفر عنه من زيادة في نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، حيث كانت قبل إطلاق المشروع كانت لا تتجاوز 40%، وبعد إطلاقه تجاوزت نسبة الـ60% في الوقت الحالي.
وتابع: المشروع بدأ في 2017 بتخصيص مالي قدره 100 مليون جنيه وزادت المخصصات مع مرور السنوات ليصل ما تم صرفه فعليا حتى آخر جلسات المشروع القومي لإحياء البتلو في الوقت الحالي وصل لنحو 41 ألف مستفيد بإجمالي عدد رؤوس تجاو 460 ألف رأس بإجمالي تمويل يقترب من 7 مليارات جنيه.
وأكد أن نسبة الاسترداد في المشروع بلغت 100% وهذا ناتج عن المتابعات الدورية والدعم الفني المقدم على مدار الساعة للمشروع منذ بدء الفكرة لوأد أي مشكلة قبل ظهورها، فالمواطن يتقدم لأقرب إدارة زراعية أو فرع للبنك الزراعي أو الأهلي ويتقدم بالطلب ويتم عمل معاينة للمكان وبعد ذلك استكمال باقي الأوراق وعمل الدراسات الائتمانية تمهيدا للموافقة والحصول على التخصيص بعد موافقة مجلس إدارة المشروع.
وقال إن مشروع البتلو ينقسم إلى شقين بتلو محلي وبتلو مستورد، المحلي يتم التمويل له بمبلغ 10 آلاف جنيه للشراء، و5 آلاف للتغذية، أما المستورد يخصص له مبلغ 15 ألف جنيه للشراء و5 آلاف جنيها للتغذية، مضيفا أنه في الآونة الأخيرة تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية تمت موافقة مجلس إدارة المشروع على ضم عدد من 3 لـ15 رأس حلاب ضمن تمويلات المشروع بدون الحصول على ترخيص تشغيل ومن خلال معاينة ثلاثية وتبلغ قيمة التمويل للرأس الواحدة 50 ألف جنيه وفترة السداد من 3 لـ5 سنوات.
وأكد أن كل مشروعات الثروة الحيوانية يتم إدراجها وتمويلها ضمن مبادرة البنك المركزي للمشروعات الصغيرة بفائدة متناقصة 5%، مشيرا إلى أنه تم إطلاق المشروع القومي للتأصيل الوراثي وتحسين السلالات عالية الإنتاجية من الألبان واللحوم وكانت توجيهات الرئيس لتحسين الوضع المعيشي للمرأة المعيلة وشباب الخريجين وصغار الفلاحين.
ولفت إلى أن معظم السلالات التي كانت موجود من قبل هي الأبقار المحلية والتي تعطي إنتاجية من 5 لـ7 كيلو إنتاج يومي، فجاءت توجيهات الرئيس بتوفير السلالات عالية الإنتاج وهذا يتم من خلال السلالات الأجنبية عالية الإنتاجية والتي تحتاج رعاية أعلى وهي تناسب المزارع النظامية والحديثة، أما صغار المربين يكون الأمر أكثر تكلفة عليهم لذلك يتناسب معهم قطعان الخلطان والتي تكون عبارة عن تهجينات بين السلالات المحلية وعالية الإنتاجية.
وأشار إلى أن تلك السلالات تعطي إنتاجية للألبان من 20 لـ35 كيلو من اللبن يوميا، بينما السلالات عالية الإنتاجية تعطي إنتاجية من 40 لـ50 كيلو يوميا، موضحا أنه من ضمن الخطوات الجيدة في هذا الأمر هو تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100% من ألبان الشرب السائلة ولدينا فائض تصديري في هيئة منتجات ألبان من الجبن وغيرها.
وأكد أنه تم إطلاق مشروع مراكز تجميع الألبان في أغسطس 2020 بموجب قرار يتيح لوزارة الزراعة المراقبة ومتابعة المراكز لحصولها على تراخيص التشغيل، والحصر المبدئي للمشروع في 2020 أسفر عن وجود 820 مركزا لتجميع الألبان في 14 محافظة على مستوى الجمهورية، والمرحلة الأولى استهدفت تطوير 205 مراكز وفعليا تم الانتهاء من تطويرهم.
وأشار إلى أن ما تم تطويره من المراكز ساهم في زيادة الناتج اليومي من ألبان الشرب السائلة بكمية تتجاوز الـ2500 طن لبن يوميا، وتجاوز الإنتاج السنوي 7.5 مليون طن وهذا يحقق الاكتفاء الذاتي وفائض للتصدير، موضحا أنه مستهدف استكمال التطوير كما تم إنشاء 10 مراكز لتجميع الألبان نموذجية كمراكز تدريبية وتعليمية لخدمة العديد من المحافظات منها في سوهاج وآخر في منفلوط بمحافظة أسيوط وآخر في الطور وكفر الشيخ والبحيرة والغربية.