يعتبر كتاب "المرأة في أدب العقاد" لأحمد سيد أحمد رصدا دقيقا لمسيرة المرأة عبر مراحل تطور دورها بالمجتمع المصري، ويكشف كيف ساهمت في حركة المجتمع ونهضته على أصعدة مختلفة.
والكتاب الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة يتناول دور الحركة النسائية في مصر، وكيف تأثرت بعوامل مُختلفة، من أهمها اتصال مصر بأوروبا، وما تبع ذلك من نهضة حضارية وتعليمية، كما ساعد على نمو النهضة النسوية اتصال شعوب العالم بعد الحربين العالميتين ووثاقة اتصال مصر بهذه الشعوب.
ويقول المؤلف: تناولت في الفصل الأول مصادر آراء العقاد في المرأة، وهي ثلاثة مصادر: (المصادر الثقافية من إسلامية أو عربية أو أوروبية، ومصادر البيئة والميول النفسية، ومصادر التجارب والعلاقات النسائية)، وفي الفصل الثاني عرضتُ رأي العقاد في طبيعة المرأة وخصائصها الجسمية والنفسية، فتناولت فيه – مع المقارنة والموازنة والتحليل والمناقشة – الحديث عن تكوينها الجسمي.
وأوضحت أهم خصائصها النفسية من ضعف العزيمة، والعناد، والاحتجاز الجنسي، والرحمة، والرياء، والتناقض، والجاذبية ووسائلها من جمال وتجمُّل ودلال، وتحدثتُ عن حب المرأة بين التنقُّل والاستغراق، والغيرة وضعف الذكاء والخيال.
وفي الفصل الثالث فصلت موقف العقاد من المرأة بين الأسرة والمجتمع، فتحدثتُ عن دورها في الأسرة أماً وزوجة وبنتاً، وتحدثتُ عن حقوقها العامة في المجتمع، وحقها في التعليم والعمل والسفور والسياسة والمساواة.
وفي الفصل الرابع وقفت لأتبيّن أهو عدو لها أم صديق؟ فناقشت دعوى عدائه للمرأة، وحاولت أن أكشف السر في عدم زواجه.
ويشير الكتاب إلى أن الحركة النسائية ارتبطت بتراث خصب نتيجة الصراع المستمر حولها في مجال الأدب والتاريخ والاجتماع والفلسفات القومية، وغدت تمثل جانباً من حضارة عصرنا الحديث، وقد مرت قضية تحرير المرأة المصرية بمراحل يمكن تقسيمها – على وجه التقريب – إلى مرحلة التمهيد، التي تبدأ بقدوم الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 وتأثيرها في المجتمع المصري، ومرحلة الميلاد، وتشمل عصر النهضة في عهدي محمد علي والخديوي إسماعيل، ومرحلة الصراع، وتمتد عبر النصف الأول من القرن العشرين، ثم مرحلة بلوغ الأهداف، وتبدأ بقيام ثورة يوليو سنة 1952.