رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


زيلينسكي: القتال في أوكرانيا "موجه ضد أوروبا بأكملها"

16-6-2022 | 19:12


زيلينسكي

دار الهلال

 قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم /الخميس/ إن القتال في أوكرانيا يعد قتالا ضد أوروبا بأكملها، وأعرب عن توقعه الحصول على المزيد من الإمدادات من الأسلحة الثقيلة وأنظمة الصواريخ الحديثة، وأكد أن هذه الإمدادات تعني الحفاظ على حياة الأوكرانيين ومنع احتمال تدمير المدن الأوكرانية.

وأضاف الرئيس الأوكراني -خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في العاصمة الأوكرانية (كييف)- أنه تم خلال الاجتماع مناقشة المتطلبات اللازمة من أجل تعزيز القدرات الدفاعية، وأيضا اتخاذ نهج منسق من أجل دعم أوكرانيا من الناحية الاقتصادية، بالإضافة إلى إعادة الأعمار عقب الحرب واتخاذ إجراءات مشتركة من أجل تجنب أزمة غذائية.

وتابع زيلينسكي أن الغالبية العظمى من الشعب الأوكراني يتوقع تحرير جميع الأراضي، مشيدا بجهود جميع الأطراف الرامية من أجل إرساء السلام إلا أن العائق الوحيد لهذا أن روسيا لا تعتزم اتخاذ إجراءات حقيقية تقود إلى محادثات تهدف إلى إرساء السلام، وأشار إلى أنه تمت أيضا مناقشة العقوبات الجديدة ضد روسيا من جانب الاتحاد الأوروبي التي تعد ضرورية من أجل استعادة السلام، مشيرا أنه يجب الموافقة على حزمة العقوبات السابعة.

بدوره، أدان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي -خلال المؤتمر الصحفي- القصف الذي تتعرض له أوكرانيا، مشيرا إلى أن زيارة اليوم تؤكد على دعم الدول الأوروبية لأوكرانيا.

وقال دراجي إن الرسالة المهمة التي تتلخص من هذه الزيارة أن إيطاليا ترغب بانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يدرك أن الطريق من مرشح إلى عضو يعد طويلا ويتطلب إجراء المزيد من الإصلاحات في المجتمع الأوكراني.

وأضاف دراجي أنه يأمل في مساعدة أوكرانيا من أجل إعادة بناء مستقبلها، كما أعرب عن رغبته في توقف ما وصفه بـ"الأعمال الوحشية" وإرساء السلام، وأكد أنه يمكن تجنب وقوع أزمة غذائية من خلال فتح ممرات إنسانية.

بدوره، أعرب الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس -خلال المؤتمر الصحفي- عن سعادته لمشاركة القادة الأوروبيين في زيارتهم المهمة إلى العاصمة الأوكرانية (كييف)، معربا عن دعمهم الكامل للشعب الأوكراني.

وقال الرئيس الروماني إنه يجب وقف العملية العسكرية الروسية التي وصفها بـ"غير المبررة" على أوكرانيا، مشيرا إلى أنه تمت ملامسة المأساة الإنسانية التي لا يمكن تصورها والدمارالرهيب خلال الزيارة التي تمت اليوم بالقرب من كييف.

وناشد يوهانيس مجددا على ضرورة محاسبة جميع الروس المشاركين في العملية العسكرية وتحميلهم المسئولية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وأكد يوهانيس أنه خلال الاجتماع اليوم مع الرئيس الأوكراني تمت مناقشة الطرق الملموسة من أجل تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه سيتم الاستمرار في التوصل إلى حلول وطرق لمساعدة أوكرانيا في المقاومة وصد روسيا، وأوضح أنه تم أيضا مناقشة الحاجة إلى إرساء السلام وجهود إعادة الإعمار، بالإضافة إلى إعادة بناء مستقبل البلاد، مشيرا إلى أن دعم رومانيا لأوكرانيا تضاعف منذ اليوم الأول للعملية العسكرية.
وقال إن أكثر من 23ر1 مليون أوكراني عبروا الحدود مع رومانيا معظمهم من النساء والأطفال، مشيرا إلى أنه تم تقديم تسهيلات لهم.

وأضاف أنه يجب المضي قدما في الاستعدادت اللازمة من أجل إعادة إعمار أوكرانيا، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق أن الاتحاد الأوروبي يلعب دورا مهما في هذه الجهود كما أن هناك الحاجة إلى توفير الأدوات الفعالة من أجل هذا الغرض.

وبدوره، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -خلال المؤتمر الصحفي- عن شكره لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني لاستقبالهم اليوم في البلاد، كما أعرب عن دعمه لزيلينسكي.

وقال ماكرون إنه منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية، فإن أوروبا اختارت الوقوف إلى جانب أوكرانيا، وأضاف أنه سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة تسليم أسلحة إلى أوكرانيا من أجل مساعدتها في مواجهة روسيا، معربا عن رغبته في التحدث عن جرائم الحرب التي تم ارتكابها في أوكرانيا والتي شاهدها العالم.

وتابع أن فرنسا قامت بإرسال فريق خاص بشكل سريع إلى أوكرانيا في محاولة لجمع أدلة تثبت ارتكاب جرائم حرب من أجل تحقيق العدالة، وأكد أن أوكرانيا تعد جزءا من العائلة الأوروبية وأن الدعم الأوروبي لأوكرانيا واضح للغاية، مشيرا إلى أن الحرب الحالية ستقوم بتغيير التاريخ الأوروبي يجب أن نكون في جانب أوكرانيا.

ولفت إلى أن أوروبا ستظل بجانب أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا حتى يتحقق النصر الذي سيشهد السلام في أوكرانيا، مشيرا إلى أن أزمة الغذاء العالمية الحالية كانت نتيجة مباشرة للحرب التي شنتها روسيا،

وطالب ماكرون روسيا إلى قبول قيام الأمم المتحدة بتنظيم تصدير الحبوب، الأمر الذي يتطلب رفع الحصار الروسي وتوفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا للسماح بخروج هذه الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

وأوضح أن فرنسا وإيطاليا وألمانيا ورومانيا تدعم ترشيح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، قائلا "نحن الأربعة نؤيد وضع الترشح الفوري للعضوية.. هذا الوضع سيكون مصحوبا بخريطة طريق".

فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتس -خلال المؤتمر الصحفي- إن بلاده تؤيد اتخاذ قرار إيجابي بشأن ترشيح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أوكرانيا تنتمي إلى العائلة الأوروبية.

وأضاف شولتس أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستناقش خلال الأيام القليلة المقبلة وضع أوكرانيا مرشح للانضمام للاتحاد، وأكد أن الدعم الموجه لأوكرانيا من خلال تقديم الأسلحة وسيتواصل طالما أن أوكرانيا بحاجة إليه، مشيرا إلى أنه يتم في الوقت الحالي تدريب الجيش الأوكراني على أحدث الأسلحة، وأنه وافقت على تقديم صاروخ إيريس - تي الذي يمكنه الدفاع عن مدينة بأكملها ضد الهجمات الجوية.

وفي واشنطن، كرر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، اليوم /الخميس/ أن الولايات المتحدة لن تضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا لإنهاء العملية العسكرية الروسية المستمرة منذ أشهر، قائلا إن القيام بذلك لن يتماشى مع القانون الدولي.

وقال المسئول الأمريكي -خلال مشاركته في فعالية استضافها مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن حسبما أوردت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية- إن الهدف من سياسة الولايات المتحدة هو تعزيز أوكرانيا من خلال تبادل الأسلحة والاستخبارات حتى تتمكن الدولة في نهاية المطاف من التفاوض مع روسيا بشأن إنهاء الحرب من أقوى وجهة نظر ممكنة.

وأضاف "لقد ركزنا على ما يمكننا القيام به اليوم، وغدًا، الأسبوع المقبل لتقوية أيدي الأوكرانيين إلى أقصى حد ممكن أولاً في ساحة المعركة ثم في نهاية المطاف على طاولة المفاوضات. نعتقد أن هذا يجب أن ينتهي من خلال الدبلوماسية ".

وتابع "لن نضغط عليهم لتقديم تنازلات إقليمية، نعتقد أن هذا يتعارض مع القانون الدولي وهو مجرد خطأ صريح، لكننا سندعمهم ونتشاور معهم وهم يفكرون في الطريقة التي يريدون بها الاقتراب من نتيجة تفاوضية مع الروس".

وعكست تعليقات سوليفان صدى كلمات الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقال رأي لصحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر تعهد فيه بعدم الضغط على الحكومة الأوكرانية "في السر أو العلن" لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا، ومع ذلك، فقد طرح البعض علنًا فكرة تنازل أوكرانيا عن الأراضي لروسيا لإنهاء الحرب الروسية، مثل وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر.

وأعلن بايدن أمس /الأربعاء/ عن حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة مليار دولار لأوكرانيا تشمل مدفعية وأسلحة دفاع ساحلي وذخيرة.

وفي لندن، أبرمت المملكة المتحدة صفقة لإرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا في محاولة للمساعدة في قلب مجرى الحرب الدائرة حالياً بينها وبين روسيا.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس -في تقرير نشرته صحيفة "إكسبريس" البريطانية- إن بريطانيا اشترت وتجدد أكثر من 20 سلاح طويل المدى من شركة أسلحة بلجيكية وستقوم بإرسالها إلى أوكرانيا. وتعد الاسلحة ثقيلة من عيار 155 ملم.

وأضاف الوزير البريطاني -متحدثًا بعد اجتماع لوزراء دفاع الناتو في بروكسل- "إننا ننشر أكثر من 155 سلاح ذاتي الدفع اشتريناها في السوق العالمية، وقمنا بتجديدها ولديهم مدى أطول بكثير".

يأتي ذلك بعد يوم من إعلان وزير الدفاع أن المملكة المتحدة ستسلم قريبًا أنظمة صاروخية متعددة إلى أوكرانيا التي دعت الدول الغربية إلى إرسال أسلحة للمساعدة في صد الغزو الروسي، وقال والاس للصحفيين في أوسلو "أعتقد أنه وشيك، تسليمهم والذخيرة يجب أن تسير جنبا إلى جنب."

ووجهت كييف نداءات متكررة لمزيد من الأسلحة الثقيلة بينما تكافح قواتها للدفاع عن منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني جانا ماليار يوم أمس /الأربعاء/ إن بلادها لم تتلق سوى حوالي 10 في المائة من الأسلحة التي تحتاجها.

فيما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أمس الأول /الثلاثاء/ إن قوات بلاده تكبدت خسائر فادحة، حيث تقاتل القوات الروسية في مدينة سيفيرودونتسك الشرقية ومنطقة خاركيف.

وأضاف إن أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة حديثة مضادة للصواريخ الآن، مضيفا أنه لا يمكن أن يكون هناك مبرر للحلفاء الغربيين لتأجيل تسليم الأسلحة.

وفي موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن صواريخ (ستينجر وجافلين) التي قام الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا تباع بالفعل في السوق السوداء. 

وقال لافروف -في مقابلة صحفية مع قناة "إن تي في" الروسية اليوم على هامش منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي- "بطبيعة الحال، لا يضر إلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث بالفعل مع الأسلحة الموجودة في أوكرانيا، فصواريخ (ستينجر وجافلين) تُباع بالفعل في السوق السوداء، حيث ظهرت في ألبانيا وكوسوفو"، وأضاف "الحديث عن عمليات البيع هذه يتم علانية، حيث تباع هذه الصواريخ بخصومات".

ونقلت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قوله إن كييف وقّعت بنفسها على أنها لا تريد مفاوضات مع روسيا، وتأكيده أنه يأمل أن يفهم العسكريون الغربيون مخاطر إرسال الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا.

وذكرت القناة أن لافروف قال -في تصريحات على هامش منتدى بطرسبرج الاقتصادي الدولي- إنه "إذا رشح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا إلى عضويته فسيكون بذلك مستعدا لغض الطرف عن جميع معاييره التي كانت موجودة دائما للمرشحين ومستعدا لذلك الاسترشاد بالاعتبارات الجيوسياسية فقط"، وأشار إلى أن هناك محاولات لجعل مولدوفا أوكرانيا ثانية، وأوضح أن حكومة كيشينيوف تتوسل وتهدد بأنه إذا لم تقدم روسيا تنازلات بشأن الغاز، فإن مولدوفا ستسرع مسارها نحو الاتحاد الأوروبي. 

وأضاف وزير الخارجية الروسي، أن نهج المستهلك من جانب القيادة الحالية في مولدوفا يعتبر مؤشرا خطيرا للغاية بسبب التلويح بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. 

يُذكر أن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إريك مامر، كان قد أكد أن المفوضية ستناقش غدا /الجمعة/ منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، تمهيدا لإعداد موقف لقمة الاتحاد الأوروبي يومي 23 و24 يونيو الجاري.

وفي موسكو أيضا، اتهم قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية بالقوات المسلحة الروسية إيجور كيريلوف، العلماء الأوكرانيين بالمشاركة في المشروع الأميركي "بي-268" لإنشاء فيروسات جديدة يمكن أن تنقلها حشرة البعوض من نوع الزاعجة "آيديس".

وقال القائد الروسي -في بيان صحفي اليوم- "إن الهدف المعلن للمشروع هو دراسة الفيروسات، التي يمكن أن تصيب حشرة البعوض الزاعجة"، مشيرا إلى أنه وفقًا لاختصاصات الدراسة طوّر معهد في كييف المستحضر الفيروسي وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة لإجراء أبحاث بيولوجية جوية ميدانية.

وأضاف "إن اهتمام الأميركيين بالبعوض من هذا النوع، الناقل لأنواع العدوى بحمّى الضنك وفيروس زيكا والحمّى الصفراء، ليس من قبيل الصدفة"، وتابع "خلال التفشي الكبير الأخير للحمى الصفراء في إفريقيا في عام 2013، تم تسجيل 170 ألف حالة إصابة حادة بالمرض، منها 60 ألف حالة وفاة"، موضحا أن جامعة "تاراس شيفتشينكو" الحكومية في كييف وجامعة ولاية "كولورادو" الأميركية شاركتا في تنفيذ مشروع "بي-268" الأميركي.

يٌذكر أن وزارة الدفاع الروسية كشفت في وقت سابق أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 200 مليون دولار لتشغيل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، التي شاركت في تنفيذ البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي.

وفي جنيف، قالت المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، إن الصورة الكاملة للدمار الذي لحق بمدينة ماريوبول الأوكرانية لم تتضح بعد، وأكدت أن مكتبها لا يستطيع الوصول إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بما في ذلك الوصول الى ماريوبول نفسها لكن فريقها يراقب الوضع ويوثقه من خلال التحدث مباشرة مع الأشخاص الذين غادروا المدينة والتواصل عن بعد مع الأشخاص الذين بقوا في المدينة وجمع وتحليل المعلومات المتاحة للجمهور وباستخدام صور القمر الصناعي.

وأضافت المفوضة الأممية -في بيان حول الوضع في مدينة ماريوبول الأوكرانية اليوم أمام الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان المنعقد في جنيف- أن المفوضية تحققت حتى الان من 1348 حالة وفاة مدنية مباشرة في ماريوبول بينها 70 طفلا، وأن هذه االوفيات نتجت عن الأعمال العسكرية أثناء القتال في الشوارع، وأكدت أنه تم العثور على الجثث في مقابر مرتجلة فردية أو جماعية في الساحات والشوارع والحدائق والمنازل والشقق غير الخاضعة للرقابة.