رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فتنة الملحدين

17-6-2022 | 21:26


عبد الرازق توفيق

3 منطلقات تجعلنى أعيد الحديث والكتابة فى هذا الموضوع، أولاً: أستشعر خطورة الإساءة والتشكيك فى الدين، أو التعرض للرموز الدينية، ثانيا: لا أصادر على حرية الرأى والتعبير لكن الإساءة للأديان وإنكارها ليس حرية رأى وتعبير، خاصة فى ظل تصاعد وتيرتها، وكل إنسان حر فى اختياره ومعتقداته، لكنه ليس حراً فى الإشعال والفتنة أو الإساءة والتشكيك بجهل وبدون علم ولأهداف معروفة، ثالثا: لأن الدولة ليست مع الإساءة أو التشكيك فى الأديان بل مع التجديد مع الحفاظ على الثوابت ودون المساس بها، واحترام حرية الاختيار والعقيدة لكن دون الإساءة أو تغذية الفتنة.

الإخوان والملحدون والمأجورون، هم أدوات فى أيادى قوى الشر وأجهزة مخابراتها، لكن لا يجب أن نقف مكتوفى الأيدى، بل لابد من رؤية ومشروع للمواجهة الفكرية وتعليم وتربية أطفالنا وشبابنا على جوهر الدين وتعاليمه وسماحته ورحمته وأخلاق نبيه، فلسنا من دين هؤلاء المجرمين، ولكننا مع صحيح الإسلام الذى تربى عليه المصريون.

من إرهاب وإساءة الإخوان للإسلام والأوطان وصولاً إلى تكريم المأجورين وعلى رأسهم «توكل كرمان».. «زيدان» يريد «نوبل»، فيكيل الإساءة والنكران للحق الواضح والثابت والإساءة للدين.

 والأسوانى طمعان فى «نوبل»، فاختار طريق خيانة الوطن تماشياً مع قاعدة الغرب «من يهدم الدين والوطن يحصد المغانم والمكاسب، ويجنى الثمار، ويكافأ وتجزل له العطايا، جوائز وهبات».

لا أدرى ما هذا الذى يحدث، وما هى الحملة المشبوهة التى تواجه دين الإسلام، فلم نكد ننتهى من إجرام الإخوان وتآمرهم على الدين واستخدامهم من قبل قوى الشر الدولية التى تستهدف الإسلام بالتشويه وتصدير ورسم صورة مسيئة عنه لدى شعوب العالم، لتقدم لنا جماعات وكيانات وتنظيمات ترفع اسم الإسلام وتمارس الإرهاب والتشدد والتطرف والعنف والقتل وسفك الدماء والبربرية والإسلام برىء من هذه الممارسات والجماعات المأجورة والمرتبطة بأعداء الإسلام تحمل الإسلام كثيراً من الإساءات والتشويه والممارسات الخاطئة التى قدمته للعالم فى أسوأ صورة، بشكل ممنهج ومقصود لفصل الإسلام عن قوة هذه الأمة.

لم يكن الإخوان المجرمون وكل الجماعات التى ولدت من رحم الجماعة والتنظيم الإرهابى إلا أدوات فى أيدى أجهزة المخابرات التابعة لقوى الشر لترسم الصورة التى تريدها عن الإسلام، وهذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة تحظى بالرعاية والاهتمام والدعم وتوفير الملاذات الآمنة وتخصيص المنابر الإعلامية التى تروج للأكاذيب والشائعات وتتمتع بحماية، فالإخوان يتجولون فى حجرات ومكاتب البيت الأبيض، ويدخلون غرف نوم أعضاء الكونجرس الأمريكى ويحظون بمتاع الحياة فى بريطانيا.. ويتواجدون ويقودون المراكز الإسلامية فى أوروبا، ولهم الحق فى التظاهرات والاحتجاجات والإساءات ضد أوطانهم. إذن فالجماعات الإرهابية على هوى ومزاج الغرب الذى لا يريد الإسلام، بمعانيه وتعاليمه وتفرده فى قلوب وعقول المسلمين.

الإخوان كانوا ومازالوا أهم مصادر تشويه الإسلام، والإساءة إليه وأظهروه بالشكل الذى نراه فى أوروبا والغرب وشعوب العالم، ولدى الشباب الذى واجه الصدمة بعد انكشاف حقيقة الإخوان المجرمين، وأنهم ليسوا أهل دين أو إسلام، وسقطت جميع أقنعة الوسطية والتسامح التى تاجروا بها بعد إجرامهم وإرهابهم وخيانتهم وعمالتهم وتشددهم وتطرفهم.

لكن هناك وجهاً آخر للعداء للإسلام والأوطان، فوجدنا نماذج غريبة وشاذة حاولت استغلال حالة الصدمة والارتباك لدى الشباب فهناك من باع وطنه من أجل الفوز بجائزة نوبل، ويعانى من أمراض الحقد والكراهية تجاه مصر، فعلاء الأسوانى ليس ببعيد عن المشهد، رواياته السطحية والتافهة والتى لا ترقى لنقول عليها وعنها أنها أدب أو روايات لكنها فى نفس الوقت تحظى بالاهتمام والترجمة فى تل أبيب، علاء الأسوانى عرف ان الطريق إلى جائزة نوبل إذا لم يكن مقنعاً وجديراً بها فإن تقديم التنازلات والاستعداد لتنفيذ أى شىء يطلب منه هو الحل، عرف بعض المرضى والخونة ان خيانة الوطن أو الإساءة إليه هو الثمن والطريق إلى الجائزة، لذلك فهناك من فاز بها بالفعل مثل توكل كرمان وعلاء الأسوانى يتفانى ويجتهد ويبذل كل ما فى وسعه حتى خيانة الوطن والإساءة إليه لتحقيق أهدافه.

لكن لا أدرى ما هى أهداف الأساتذة يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإلهام شاهين وفاطمة ناعوت، وخالد منتصر وأحمد عبده ماهر وغيرهم من هذه الموجات العنيفة ليس فى الإساءة للدين أو التشويه لكن الغريب هو حالة الإنكار التى تجاوزت السنة النبوية لتصل إلى القرآن الكريم المقدس الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه الذى تعهد المولى عز وجل بحفظه وحمايته، «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» وقوله سبحانه وتعالى «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون»، وفى أية أخرى، «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون».

الحقيقة إن الأمور وصلت إلى درجة لا يمكن السكوت عليها وتنبىء بكوارث وخطر داهم من الممكن أن تجد سلوكيات مضادة من ضعاف النفوس أو البسطاء الذين يتم تحريضهم من المتجاوزين فى حق الدين، بمعنى ان هناك لغة أخرى ربما تستخدم غير الحوار والرد وهى مرفوضة تماما ولكن لماذا يصر هؤلاء وهناك من يسمهم بالملحدين والمحرفين حتى أن تعبير «القرآنيين» بعد ما قاله يوسف زيدان وإنكاره لواقعة «الفيل» وإنكاره لسورة الفيل كما جاءت فى القرآن، ونفيه تماما لما حدث وذكره القرآن الكريم مستنداً لعقل مريض، عقل بشر إلى أن الفيل لا يستطيع قطع المسافة من اليمن إلى مكة، وبالتالى فإن الأمر أصبح لعباً بالنار وتجرؤًا على الدين «وشوية مجانين ومخربين للعقول والنفوس والضمائر»، فقد بلغ الأمر ذروة الخطر.

يقولون إن هذه الهجمة ممنهجة ومرتبة ومدعومة من الخارج، أو نفس القوى التى ترعى الإخوان المجرمين لتحقيق نفس الأهداف من تشكيك الناس فى دينهم والمساس بعقيدتهم وإحداث نوع من الفوضى والارتباك أو الترويج لدين جديد يصاغ على هوى الصهاينة والماسونية، وقوى الشر فى العالم التى تحرك أذنابها فى الدول الإسلامية والعربية من أجل تخريبها وتدميرها ثم ينال هؤلاء الثمن الجوائز، والمناصب فى أكبر الشركات العالمية، ناهيك عن الحماية والضيافة والجنسية، مقابل بيع الأوطان والخيانة لله والدين.

يقولون إن الأستاذ يوسف زيدان بآرائه وأحاديثه الخزعبلية متشوق ومشتاق وتنازل عن كل ملامح الشرف والمبادئ والانتماء والولاء، وجمعها فى «كيس أسود» وألقاها فى سلات القمامة من أجل الفوز بجائزة نوبل لهذا يغازل ويتقرب ويتفنن فى الإساءة والتشكيك فى الإسلام وثوابته.

لم يسلم الإسلام من الملحدين والمرتزقة والخونة والخوارج والعملاء الذين يقبضون الثمن من الإساءة لنبيه سيد الخلق والبشر صلى الله عليه وسلم، أو التشكيك فى السنة النبوية ثم ذهب الموضوع والمخطط المتدرج بعيداً للتشكيك فى القرآن نفسه فى المعراج، فى واقعة «الفيل» فى الصيام، حتى فى الصلاة ولا أدرى إلى أين نذهب.

للأسف الشديد مؤسساتنا الدينية فى حالة استسلام غريب تكتفى فقط بالهجوم على هؤلاء أو الرد عليهم، لكن الأهم من هؤلاء المتنطعين الذين يهاجمون ويسيئون ويشككون فى الدين أن يكون لدينا مشروع متكامل لحماية أبنائنا وشبابنا وشعبنا من خطر الملحدين وأفكارهم ومغازلتهم لقوى الصهيونية والماسونية، ولا أدرى كيف لإنسان أن يدخل فى حالة معاداة مع الله وما هذا الفجور والبجاحة، هل هو المقابل أم الشهرة أم المناصب والجوائز والرعاية.

المؤسسات الدينية فى اعتقادى تقف عاجزة، متمسكة بالتقليدية والانعزالية والانغلاق مكتوفة الأيدى أمام هذه الحملات التى تستهدف الإسلام وإخراجه من المعادلة فإما أن يكون إسلام على مقاس الإخوان، أو إسلام على مقاس إبراهيم عيسى ويوسف زيدان وناعوت وشاهين ومنتصر.

لابد من تحرك ومشروع متكامل وفاعل وعصرى تتبناه المؤسسات الدينية يستهدف كل الفئات والقطاعات من الأطفال والشباب والرجال والنساء خاصة الأطفال والشباب لبناء وعى حقيقى ورسم صورة تقوم على العلم وأهل الذكر وجوهر وتعاليم الإسلام من احترام ووسطية واعتدال ورحمة وعمل وعلم وشرح وتفسير وملاءمة ومقاربة مع العصر دون المساس بالثوابت التى أصبحت فى مرمى استهداف الملحدين الآن.

لا أدرى لماذا الإعلام يقف مكتوف الأيدى، تجاه هذه الحملة لكن سواء كان إعلاما تقليديا أو جديدا لا يخلو من الإساءة للدين والتشكيك فيه، فقد انطلقت هذه الحملات من قنوات فضائية ووسائل تواصل اجتماعى دون محاسبة أو مراجعة.

أيضا البرامج الدينية مازالت لم تستوعب التطور فى العصر مازالت المذيعة (المحنطة) أو المذيع (المحنط) الذى يردد الأسئلة مثل (البغبغان) ومازال العالم أو الإمام يتمسك فى الشكل والمضمون بالتقليدية والنمطية، يا سيدى عندما أرادوا اختراق مصر ببعض (المشايخ) الذين صنعتهم أجهزة المخابرات ألبسوهم أحدث خطوط الموضة، حالقى اللحى يرتدون أفخر الثياب ويعيشون حياة الرفاهية، ويركبون أحدث السيارات، ويذهبون إلى مجتمعات المشاهير والنجوم، ونجحوا فى خداع الناس ولكننا لم ننجح فى تسويق الحق والصواب وتقديم الصورة الصحيحة والوسطية عن الإسلام فمازال المضمون الذى تتناوله البرامج الدينية النموذج المجمد الذى لم يبارح مكانه منذ عقود طويلة، قاموا (بصناعة المشايخ) ودسوها فى المجتمع، ونحن غير قادرين على إعداد وتأهيل وتدريب أئمة ومشايخ بشكل عصرى يقولون الحق والصحيح والصواب، ويدرسون كافة العلوم السلوكية والإعلامية والنفسية والاقتصادية فى الاقتصاد إلى جانب التعمق والتبحر فى علوم الدين، عاوزين الإمام والشيخ العصرى المحترم الذى يجذب الناس بحلو مظهره وحديثه وعلمه.

الأمر المهم أيضا، أين الدراما من المسلسلات الدينية التى تراجع من قبل مؤسساتنا الدينية وتقدم الإسلام الحقيقى فلا توجد مسلسلات تاريخية أو دينية، لذلك أين الدراما من تاريخ مصر وأين هى من الحملات المسعورة التى تواجه الدين.

أين المدارس والجامعات وأين المساجد، حتى العبادة أصبحت مجرد أداء واجب دون الاهتمام بالفكر والمسابقات والمناظرات وإذا وجدنا أن المناظرات مع هؤلاء معدومى القيمة من الملحدين والخارجين والمرتبطين بمشروعات شيطانية خبيثة لصالح الخارج تحقق أهدافها فى فضح هؤلاء وتبيان جهلهم وحقدهم وعمالتهم وقد أتحفظ على هذه المناظرات لكن أتركها للمسئولين أو للتشاور.

الحقيقة الثانية: إن الدولة مظلومة لأنها متهمة من قبل البعض بأنها تسكت وتصمت أمام هؤلاء، أو أنها توافق على ما يقولون وهذا قسماً بالله غير صحيح، لكن من يقول هذا إننا نعانى من حالة تبوير وجفاف وندرة فى رجال الدين الذين يستوعبون أننا فى حاجة إلى تغيير آلياتنا وأنماطنا فى مخاطبة الناس والإدراك أن  الناس لديهم مشكلة جاءت على مدار أربعة أو خمسة عقود كاملة هو الدين المظهرى والتشدق بالشعارات، ولا يوجد تطبيق على أرض الواقع، فما معنى أنك تصلى أو تغلى الدماء فى عروقك عندما تسمع إساءة للدين وفى نفس الوقت ترتشى وتقصر وتتخاذل فى عملك، وتحتاج إلى ألف شخص لمراقبتك حتى تعمل بشكل جيد أو تكون أميناً على المال العام.

ما قاله يوسف زيدان وقبله آخرون لن يتوقف، بل سوف يتصاعد ويكثر، وإذا استمر تخاذلنا وتقصيرنا وغياب رؤيتنا ومشروعنا للمواجهة، فسوف تزداد وتيرة التشكيك والإلحاد والإساءة.