رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الشعب‭..‬ والأزمة‭ ‬العالمية

18-6-2022 | 23:04


عبد الرازق توفيق

عبد الرازق توفيق

إذا‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن،‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أوضاع‭ ‬دولية‭ ‬معقدة‭..‬ فماذا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المواطن،‭ ‬أليس‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الانتباه،‭ ‬ألا‭ ‬تستوجب‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬سلوكياته‭ ‬وأنماطه‭ ‬الاستهلاكية‭.‬

العالم‭ ‬يتسابق‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجاته‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬التى‭ ‬خلفتها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‭..‬ بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬تنتاب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خشية‭ ‬النقص‭ ‬أو‭ ‬العجز‭ ‬فى‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.‬

تعامل‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التوسع‭ ‬الزراعى‭ ‬الرأسى‭ ‬والأفقى‭..‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬حقق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬والاكتفاء‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المحاصيل‭ ‬وزيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬محاصيل‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬القمح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أتاح‭ ‬للمصريين‭ ‬توافر‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬والخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬التصدير‭ ‬للخارج‭ ‬والذى‭ ‬حقق‭ ‬طفرات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬التصدير‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭..‬ وسوف‭ ‬يرتفع‭ ‬معدل‭ ‬التصدير‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭..‬ هناك‭ ‬رؤية‭ ‬تستهدف‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬والألبان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬المزارع‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬وتشجيع‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬واستيراد‭ ‬الماشية‭ ‬من‭ ‬السلالات‭ ‬عالية‭ ‬الإنتاج‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬اللحوم‭ ‬والألبان،‭ ‬أو‭ ‬تطبيق‭ ‬أحدث‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬العلم‭ ‬فى‭ ‬تحويل‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬سلالات‭ ‬عالية‭ ‬الإنتاج‭ ‬والألبان،‭ ‬والاهتمام‭ ‬باستيراد‭ ‬مليون‭ ‬رأس‭ ‬ماشية‭ ‬من‭ ‬السلالات‭ ‬عالية‭ ‬الإنتاج،‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشروع‭ ‬القومى‭ ‬للبتلو‭ ‬الذى‭ ‬يحظى‭ ‬باستثمارات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الاكتفاء‭ ‬من‭ ‬الدواجن‭ ‬والبيض‭ ‬والسكر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.‬

الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أيضا‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬شعبها‭..‬ من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالزراعة‭ ‬وهى‭ ‬المشروع‭ ‬القومى‭ ‬لصوامع‭ ‬الغلال‭ ‬والحبوب‭ ‬وكذلك‭ ‬المستودعات‭ ‬والمخازن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للمواد‭ ‬البترولية‭ ‬وزيوت‭ ‬الطعام‭ ‬والبوتاجاز‭ ‬والحقيقة‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬والرؤية‭ ‬الاستباقية‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬7‬ سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬جعلت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬وطأة‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬ولا‭ ‬تدخر‭ ‬مصر‭ ‬جهداً‭ ‬فى‭ ‬التوسع‭ ‬الزراعى‭ ‬لكن‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬المحدودة‭ ‬تشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭.‬

هذه‭ ‬المقدمة‭ ‬باختصار‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وسباقها‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬حتى‭ ‬تؤمن‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭ ‬والحساسية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬والأسعار‭ ‬وتكاليف‭ ‬الشحن،‭ ‬وارتفاع‭ ‬فاتورة‭ ‬المخاطر‭ ‬لأن‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬شكلت‭ ‬عبئاً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬التجارة‭ ‬والنقل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬البترول‭ ‬والطاقة‭ ‬عموماً‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬البترول‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دولاراً‭ ‬وهو‭ ‬قابل‭ ‬للزيادة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬استمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أضعاف،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الكبير‭ ‬هل‭ ‬يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬العادى‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭..‬ هل‭ ‬يعى‭ ‬أن‭ ‬مبدأ‭ ‬الاتاحة‭ ‬والعرض‭ ‬وتواجد‭ ‬السلع‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تحرك‭ ‬أسعارها‭ ‬وارتفاعها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬خارج‭  ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬أى‭ ‬حكومات‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تتحمل‭ ‬الجانب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬التكلفة‭ ‬والأسعار‭ ‬للسلع‭ ‬والخدمات‭.‬

هل‭ ‬يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬صعوبة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬تعدادها‭ ‬السكانى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬104‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭..‬ وفى‭ ‬ظل‭ ‬أوضاع‭ ‬وأزمات‭ ‬عالمية‭ ‬وتحديات‭ ‬داخلية‭.. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬خطورة‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬المنفلت،‭ ‬وهل‭ ‬توصل‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬ثابتة‭ ‬وقناعة‭ ‬كاملة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يعادل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬حتى‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬بالتحسن‭ ‬وعوائد‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬هل‭ ‬يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬زيادة‭ ‬سكانية‭ ‬سنوياً‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬جديد،‭ ‬وبحسبة‭ ‬المواليد‭ ‬والوفيات‭ ‬يصبح‭ ‬لديها‭ ‬مليونا‭ ‬طفل‭ ‬سنوياً‭..‬ فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬ومرافق‭ ‬وتعليم‭ ‬وصحة‭ ‬وفرص‭ ‬عمل‭..‬ فكم‭ ‬يتكلف‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لمليونى‭ ‬مواطن‭ ‬سنوياً‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬تكافؤ‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والنمو‭ ‬السكانى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭..‬ وهل‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لا‭ ‬يخص‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬يتحمل‭ ‬مسئوليته،‭ ‬وأنه‭ ‬رهن‭ ‬إرادته،‭ ‬ووعيه‭ ‬بخطورة‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬وأنه‭ ‬حتى‭ ‬يشعر‭ ‬بالتحسن‭ ‬والمردود‭ ‬الاقتصادى‭ ‬للتنمية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬3‭ ‬أضعاف‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬وأزماتها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬وماذا‭ ‬كانت‭ ‬تفعل‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬الماضية،‭ ‬أين‭ ‬كانت‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬الدولة‭ ‬طيلة‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬ماضية،‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تتصد‭ ‬للمشاكل‭ ‬والظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬تعديات‭ ‬وعشوائيات‭ ‬وضرورة‭ ‬توفير‭ ‬البدائل‭ ‬أمام‭ ‬المواطن،‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬وزيادة‭ ‬الموارد‭ ‬خلال‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان،‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ..‬لو‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬فعلت‭ ‬أو‭ ‬أنجزت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬الماضية‭ ‬20٪‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬وينفذ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات‭..‬ كانت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬ومكانة‭ ‬أخرى‭.‬

نعود‭ ‬إلى‭ ‬موضوعنا‭ ‬الرئيسى‭ ‬والأساسى‭..‬ الدول‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن،‭ ‬ومصر‭ ‬تبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬استثنائية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬نفسه‭..‬ هل‭ ‬يتصرف‭ ‬بنفس‭ ‬سلوكيات‭ ‬وأنماط‭ ‬الاستهلاك‭ ‬فى‭ ‬الأوقات‭ ‬الطبيعية‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بها‭ ‬أخطاء‭ ‬وكوارث‭ ‬أم‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬يستوجب‭ ‬سلوكيات‭ ‬وأنماط‭ ‬استهلاك‭ ‬مختلفة؟‭ ‬أعتقد‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نغير‭ ‬نفس‭ ‬الأنماط‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وحالات‭ ‬البذخ‭ ‬والإهدار‭..‬ هل‭ ‬تعرفون‭ ‬لماذا،‭ ‬لأن‭ ‬المواطن‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬احتياجاته‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬سلوكه‭ ‬ونمطه‭ ‬الاستهلاكى‭ ‬إلى‭ ‬متطلبات‭ ‬الأزمة،‭ ‬هو‭ ‬يذهب‭ ‬ليجد‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬دون‭ ‬نقص‭ ‬أو‭ ‬عجز،‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬جرس‭ ‬إنذار،‭ ‬أو‭ ‬إيقاظ‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطن،‭ ‬ليشارك‭ ‬فى‭ ‬المسئولية‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬له‭ ‬رسالة‭ ‬الأزمة‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ..‬مازلنا‭ ‬نتمسك‭ ‬بعاداتنا‭ ‬الغذائية‭ ‬وأنماط‭ ‬سلوكياتنا‭ ..‬السفرة‭ ‬عامرة‭ ‬بأنواع‭ ‬المأكولات‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فى‭ ‬بند‭ ‬النشويات‭ ‬تجد‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬البيوت،‭ ‬الأرز‭ ‬والمكرونة‭ ‬الباشميل،‭ ‬والبطاطس‭ ‬أو «‬الشيبسي» ‬والخبز،‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬واحدة‭ ‬وفى‭ ‬وجبة‭ ‬واحدة‭ ..‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز،‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تقسيم‭ ‬الرغيف‭ ‬إلى‭ ‬أرباع‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يهدر‭ ‬باقى‭ ‬الرغيف‭ ‬الكامل‭ ‬أو‭ ‬يأخذ‭ ‬منه‭ ‬الابن‭ ‬وجه‭ ‬الرغيف‭ ‬ويلقى‭ ‬بظهره،‭ ‬أيضا‭ ‬أحياناً‭ ‬تجد‭ ‬الإسراف‭ ‬فى‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭..‬ ونحن‭ ‬أكثر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬استهلاكاً‭ ‬للخبز،‭ ‬فالمواطن‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬يستهلك‭ ‬70‭ ‬كيلو‭ ‬سنوياً‭ ‬وفى‭ ‬مصر‭ ‬200‭ ‬كيلو‭ ‬سنوياً‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬أكثر،‭ ‬ونشترى‭ ‬كيلو‭ ‬اللحم،‭ ‬ونلقى‭ (‬بنصفه‭) ..‬وهذه‭ ‬سلوكيات‭ ‬وأنماط‭ ‬استهلاك‭ ‬لا‭ ‬تتسق‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬العالمى‭ ‬المأزوم‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الترشيد‭ ‬وتغيير‭ ‬أنماط‭ ‬السلوك‭ ‬الاستهلاكى،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أمور‭ ‬حياتنا،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ (‬المترو‭ ‬إلى‭ ‬جوارنا‭) ‬ونصر‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬السيارة‭..‬ وفى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬يستخدمون‭ (‬الدراجة‭‬،‬ وهذا‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬مبالغة‭ ‬فوزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الألمانى‭ ‬ينصح‭ ‬شعبه‭ ‬باستخدام‭ ‬الدراجات‭ ‬لوجود‭ ‬أزمة‭ ‬فى‭ ‬المواد‭ ‬البترولية‭ ‬والطاقة،‭ ‬وألمانيا‭ ‬أهم‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬كيفما‭ ‬شاء‭..‬ ولكن‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كيس‭ ‬دقيق‭ ‬وزجاجة‭ ‬زيت،‭ ‬ورئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬يخبر‭ ‬شعبه‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬مساعدة‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬المواطنين،‭ ‬الأزمات‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬والطاقة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬ورغم‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدخول‭..‬ إلا‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭..‬ وأن‭ ‬دخله‭ ‬أو‭ ‬راتبه‭ ‬يضيع‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬وهذا‭ ‬جوهر‭ ‬حديث‭ ‬مواطن‭ ‬فرنسى‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭.‬

ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لتغيير‭ ‬الثقافات‭ ‬والأنماط‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬فى‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬نشترى‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬مرتفع‭ ‬الدخل،‭ ‬يشترى‭ ‬بالحباية‭ ‬أو‭ ‬الوحدة،‭ ‬ولديه‭ ‬وجبة‭ ‬محددة‭ ‬ومحدودة‭ ‬ولا‭ ‬يميل‭ ‬للبذخ‭ ‬أو‭ ‬الهدر‭ ‬والإهدار‭.‬

تخيل‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬خرج‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬دعم‭ ‬مواطنيها‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطانى‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬هناك‭ ‬عجز‭ ‬فى‭ ‬الوقود‭ ‬والطاقة‭ ‬ورغيف‭ ‬الخبز‭ ‬والسلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬سأترك‭ ‬الإجابة‭ ‬للقارئ‭..‬

ورغم‭ ‬نجاح‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬ودعم‭ ‬شعبها‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاته‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬الإعلام‭ ‬المعادي،‭ ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭ ‬نقسو‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭..‬ ونجلد‭ ‬ذواتنا‭ ‬ونحن‭ ‬نسير‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭..‬ لكن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬تجربتنا‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬عمرها‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬فعلنا‭ ‬وأنجزنا‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬وبما‭ ‬يفوق‭ ‬التوقعات‭ ‬ولم‭ ‬نفتأ‭ ‬لنصطدم‭ ‬بأزمات‭ ‬عالمية‭ ‬قاسية‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يفتعل‭ ‬لنا‭ ‬الأزمات‭ ‬ويصنعها‭ ‬حتى‭ ‬يحاول‭ ‬إيقافنا،‭ ‬كنا‭ ‬ومازلنا‭ ‬نمضى‭ ‬بمعدلات‭ ‬جيدة‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬سؤال‭ ‬مهم‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬طبقاً‭ ‬لمعايير‭ ‬وإنجازات‭ ‬ومعدلات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأزمات‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬فى‭ ‬قفزاتها‭ ‬وطفراتها‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬ويعى‭ ‬ويشهد‭ ‬المواطن،‭ ‬ويقول‭ ‬كلمة‭ ‬الحق،‭ ‬ويتعامل‭ ‬بالحق‭ ‬والمنطق‭ ‬والعقل‭ ‬والواقع،‭ ‬إن‭ ‬الأزمات‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ومنها‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬بسبب‭ ‬فشل‭ ‬أو‭ ‬تقصير‭ ‬أو‭ ‬تراخ‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬سياسات،‭ ‬ولكن‭ ‬العالم‭ ‬فوجئ‭ ‬بهذه‭ ‬التداعيات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التى‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬الجميع‭.‬

هنا‭ ‬لا‭ ‬أحمل‭ ‬المواطن‭ ‬المسئولية‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬حديثى‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬ولكن‭ ‬أريده‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬جدية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬أصبحت‭ ‬أمراً‭ ‬ليس‭ ‬يسيراً‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمرحلة‭ ‬المحفوفة‭ ‬بالمخاطر‭ ‬أو‭ ‬ارتفاع‭ ‬التكاليف‭ ‬والترشيد‭ ‬والتوفير‭ ‬ليس‭ ‬عيباً‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬وفضيلة‭ ‬دينية‭ ‬واقتصادية‭.‬
الغريب‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬برامج «‬الطبخ» ‬والمطبخ‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬لم‭ ‬تلتفت‭ ‬لهذه‭ ‬القضية،‭ ‬ومازالت‭ ‬تتعامل‭ ‬بنفس‭ ‬الأريحية‭ ‬والرفاهية،‭ ‬ولا‭ ‬تبذل‭ ‬جهداً‭ ‬فى‭ ‬تبصير‭ ‬وتنوير‭ ‬وتوعية‭ ‬المواطن،‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬الترشيد‭ ‬وعدم‭ ‬الإسراف‭ ‬أو‭ ‬إيجاد‭ ‬البدائل‭ ‬الغذائية‭ ‬الأقل‭ ‬سعراً،‭ ‬والأكثر‭ ‬فائدة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كيفية‭ ‬إعداد‭ ‬وجبة‭ ‬شاملة‭ ‬متكاملة‭ ‬العناصر‭ ‬الغذائية‭ ‬وبتكلفة‭ ‬مناسبة‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬مكوناتها‭.. ‬ولماذا‭ ‬يتوقف‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سلبياتنا‭ ‬وإسرافنا‭ ‬وأنماطنا‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الخاطئة‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬المصرية‭.‬

الوعى‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬تعريف‭ ‬المواطن‭ ‬بالتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬أو‭ ‬التصدى‭ ‬للشائعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬الواقع‭ ‬المضيء‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬لفت‭ ‬نظر‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الصواب‭ ‬والفضائل،‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬فى‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى‭ ‬الذى‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬أى‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬حتمية‭ ‬الترشيد‭ ‬والتوفير‭ ‬وعدم‭ ‬الإسراف‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الشيطان‭ ‬إن‭ ‬المبذرين‭ ‬كانوا‭ ‬إخوان‭ ‬الشياطين‭ ..‬وضرورة‭ ‬التعقل‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والغذائية‭ ‬ومواردنا‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نرهق‭ ‬كاهل‭ ‬الدولة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬شريك‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬تحمل‭ ‬المسئولية‭.‬

المطاعم‭ ‬والفنادق‭ ‬والكافيتريات،‭ ‬والأفراح‭ ‬الفاخرة‭ ‬التى‭ ‬تنفق‭ ‬عليها‭ ‬الملايين،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نفكر‭ ‬فى‭ ‬استغلال‭ ‬الفائض‭ ‬وتحسينه‭ ‬وتجويده‭ ‬وندعم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬والمواطن‭ ‬المقتدر‭ ‬الذى‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬المطاعم‭ ‬والفنادق‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬أهمية‭ ‬التوفير‭ ‬والترشيد‭ ‬وعدم‭ ‬الإسراف،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يعنيه‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بفلوسه،‭ ‬ولكنها‭ ‬قضية‭ ‬تهم‭ ‬الجميع‭.‬

نحن‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬ووعى‭ ‬جديد‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬أساليب‭ ‬الانفاق‭ ‬والاستهلاك‭ ‬وتغيير‭ ‬سلوكياتنا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ..‬لكن‭ ‬لنجعلها‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭.‬

لماذا‭ ‬الإصرار؟

من‭ ‬الواضح‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬مشروع‭ ‬شيطانى‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬أخلاقيات‭ ‬وثوابت‭ ‬مجتمعاتنا‭..‬ من‭ ‬خلال‭ ‬تصدير‭ ‬سلوكيات‭ ‬وثقافات‭ ‬غريبة‭ ‬وشاذة‭..‬ فلا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬المثلية‭ ‬أو‭ ‬المصطلح‭ ‬غير‭ (‬المجمل‭) ‬وهو‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسى‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬جريمة‭ ‬حرمتها‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬وتنافى‭ ‬طبيعة‭ ‬وفطرة‭ ‬البشر‭..‬ وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭(‬ كرتون‭ ‬الأطفال،‬ ولعل‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬شركة‭ (‬ديزني‭) ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترويج‭ ‬أو‭ ‬تضمين‭ ‬كرتون‭ ‬الأطفال‭ ‬لقطات‭ ‬ومشاهد‭ ‬تجسد‭ (‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭).. ‬لذلك‭ ‬فهى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬وثقافات‭ ‬مستوردة‭ ‬تدعو‭ ‬للإلحاد‭ ‬والإساءة‭ ‬للأديان‭ ‬وهدم‭ ‬ثوابتها‭ ‬وقيمها،‭ ‬وضرب‭ ‬منظومات‭ ‬الأخلاق‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬حتى‭ ‬يسهل‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬قيادة‭ ‬الشعوب‭ ‬المستهدفة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مخططاتها‭ ‬وأطماعها‭.‬

انتشار‭ ‬هوجة‭ ‬وحروب‭ ‬المثلية‭ ‬والشذوذ‭ ‬الجنسى‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تجلب‭ ‬سوى‭ ‬الأمراض‭ ‬والتشوهات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والسلوكية‭ ‬وارتكاب‭ ‬الانحرافات‭..‬ وهى‭ ‬محور‭ ‬للحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬مخدرات‭ ‬وإلحاد‭ ‬وهدم‭ ‬الثوابت‭ ‬والإساءة‭ ‬والتشكيك‭ ‬فى‭ ‬الأديان‭ ..‬والإساءة‭ ‬للرموز‭ ‬الدينية،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نقف‭ ‬مكتوفى‭ ‬الأيدى‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الغزو‭ ‬أو‭ ‬الهجمات‭ ‬والحروب‭ ‬القذرة‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬ضربنا‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬نظامية،‭ ‬فتدمير‭ ‬العقول‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬وهدم‭ ‬الثوابت‭ ‬ونشر‭ ‬الإلحاد‭ ‬والمخدرات‭ ‬والإدمان‭ ‬تدمير‭ ‬للأمم‭ ‬واستهداف‭ ‬شبابها‭ ‬عماد‭ ‬قوتها‭ ‬وتقدمها‭.. ‬هى‭ ‬حروب‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬جديد،‭ ‬تستلزم‭ ‬وجود‭ ‬أسلحة‭ ‬مضادة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬متطور‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬وامتلاك‭ ‬‮«‬الحصانة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترسيخ‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والدينية‭ ‬والتمسك‭ ‬بتعاليم‭ ‬الأديان‭ ‬الصحيحة‭ ‬والفضائل‭ ‬وتعظيم‭ ‬الشعور‭ ‬بالرجولة‭ ‬والأنوثة‭..‬ حتى‭ ‬يعتز‭ ‬أبناؤنا‭ ‬برجولتهم،‭ ‬وفتياتنا‭ ‬بأنوثتهن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬خارطة‭ ‬عمل‭ ‬ورؤية‭ ‬متكاملة‭.. ‬تعليمية‭ ‬ودينية‭ ‬وثقافية‭ ‬وأسرية‭ ‬وإعلامية،‭ ‬ودرامية‭ ‬أيضا،‭ ‬ــ‭ ‬فإنتاج‭ ‬المسلسلات‭ ‬والأفلام‭ ‬والمسرحيات‭ ‬التى‭ ‬ترسخ‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬وتلفظ‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الشاذة‭ ‬والمستوردة‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬بمثابة‭ ‬العار‭ ‬والخزى‭ ‬لدينا‭ ‬فهى‭ ‬جريمة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ــ‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحماية‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬لكننا‭ ‬للأسف،‭ ‬مشغولون‭ ‬بأمور‭ ‬أخري،‭ ‬نترك‭ ‬أبناءنا‭ ‬وشبابنا‭ ‬فريسة‭ ‬للتليفونات‭ ‬والسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ونركز‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغنى‭ ‬من‭ ‬جوع‭..‬ إن‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الدينية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والإعلامية‭ ‬وقوانا‭ ‬الناعمة‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬نوبة‭ ‬صحيان،‭ ‬ويقظة‭ ‬وامتلاك‭ ‬الرؤية‭ ‬والخيال‭..‬ وقراءة‭ ‬وتحديد‭ ‬التحديات‭ ‬ووضع‭ ‬العلاج‭ ‬وخطط‭ ‬وأساليب‭ ‬المواجهة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭..‬ وليس‭ ‬الحماس‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ..‬لكن‭ ‬الأعداء‭ ‬وقوى‭ ‬الشر‭ ‬لديهم‭ ‬دأب‭ ‬وإصرار‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬الباطل‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬شبابنا‭ ‬وأبنائنا‭.‬

ترسيخ‭ ‬الرجولة،‭ ‬ومظاهرها‭ ‬وفضائلها،‭ ‬واعتزاز‭ ‬المرأة‭ ‬بكونها‭ ‬أنثي،‭ ‬والتصدى‭ ‬للإساءة‭ ‬للأديان‭ ‬والتمسك‭ ‬بالقيم‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والهوية‭ ‬المصرية،‭ ‬وقيمنا‭ ‬الدينية‭ ..‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤمن‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الحروب‭ ‬والغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬والفكرى‭ ‬الممنهج‭.‬