جهود أممية في مجلس الأمن للابقاء على معبر"باب الهوى" مفتوحا بمنأى عن تجاذبات السياسة
يعد معبر /باب الهوى/ شمال سوريا الواقع على الحدود مع تركيا هو شريان الحياة لتسهيل وصول امدادات الإغاثة والدواء والاحتياجات الانسانية للنازحين والمشردين ومن تقطعت بهم السبل فى هذه المناطق التى طالتها العمليات العسكرية لمقاومة الارهاب و الفصائل المسلحة غير الشرعية فى سوريا .
و لأهميته الاستراتيجية و الانسانية تسعى الأمم المتحدة للابقاء على /باب الهوى/ مفتوحا فى وجه المساعدات القادمة من خارج سوريا التى تباشرها الأمم المتحدة و تخضع لمراقبتها ، ففى العاشر من الشهر الجارى ينتهى أجل تنفيذ القرارا الأممى رقم 2585 الصادر فى 9 يوليو 2021 والصادر عن مجلس الأمن الدولى باعتماد معبر /باب الهوى/ شمال سوريا لايصال الامدادات الاغاثية والمساعدات الأممية اللازمة للحفاظ على حياة عشرات الالاف من النساء والاطفال و العجائز.
و يعقد مجلس الأمن الدولى الليلة - بتوقيت الولايات المتحدة الامريكية - جلسة خاصة حول القرار رقم 2585 السابق الاشارة اليه للنظر فى امكانية تمديد العمل به لفترة زمنية جديدة ، و سيعرض الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش على اعضاء مجلس الأمن تقريرا عن الوضع الانسانى و أهمية معبر /باب الهوى/ كشريان حياة ، وكذلك سيقدم وكيل الأمين العام للشئون الانسانية مارتن جريفيث تقريرا عن نفس الموضوع ، ومن غير المستبعد اشتراك قيادات عمل اهلى و اغاثى غير حكومية فى جلسة الليلة لعرض ما يبذلونه من جهد للابقاء على معبر باب الهوى مفتوحا و اقناع دول المجلس بأهمية استمراره و تجديد العمل بالقرار المنشىء له . و سيستبق اجتماع " المسار الانسانى و الاغاثى " فى سوريا الذى سينعقد الليلة فى مجلس الأمن ، اجتماعا اخر سيعقده المجلس فى التاسع و العشرين من شهر يونيو الجارى و ينصب على " الملف الأمنى و المسار السياسى " فى سوريا .
ويذكر فى هذا الصدد ان قرار مجلس الأمن رقم 2585 يحث على انشاء معابر ايصال اخرى للاغاثة تتولى الأمم المتحدة الاشراف عليها و ادارتها عبر خطوط النار فى مناطق الاشتباكات فى سوريا ، و ذلك تأكيدا على قرار أممى حول الوضع الانسانى فى خضم الصراع الاهلى السورى صدر فى يوليو عام 2014 عن مجلس الأمن الدولى برقم 2165 وحدد اربع معابر حدودية لتمرير الاغاثة عبرها الى الداخل السورى ، إلا ان المفاوضات الشاقة التى اكتنفت صدور القرار 2165 كانت تنذر بصعوبات فى تنفيذه على الارض وهو ما حدث بالفعل ، فبحلول يناير عام 2020 لم يتم تشغيل سوى معبرين حدوديين فقط بموجب هذا القرار ، وبحلول يوليو 2021 اضحى " باب الهوى "معبر وحيد هو معبر على الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا . و كان الأمين العام للأمم المتحدة قد عقد اجتماعا فى السادس عشر من الشهر الجارى مع طاقم العمل الأممى المسئول عن ملف الاغاثة الانسانية فى سوريا ، و فى ختام هذا الاجتماع اكد جوتيريش على انه لا بديل عن معبر /باب الهوى/ مفتوحيا كملاذ اخير لدى الاسرة الدولية لايصال المساعدات للاطفال و النساء وكبار السن فى شمال سوريا ممن خربت العمليات العسكرية لمكافحة الارهاب ديارهم و قراهم .
و تشير التقارير الأممية الى ان ما لا يقل عن 4ر2 مليون انسان على الاراضى السورية يعانون من نقص امدادات الاغذية وهو ما اكدته كاترين روسيل مديرة صندوق الأمم المتحدة للطفولة " يونيسيف " و نتاليا كانيم مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان و انطونيو فوتيرينو مدير المنظمة الدولية للهجرة ، و كذلك اكده دافيد بالسى مدير برنامج الغذاء العالمى بالأمم المتحدة و جميعهم ممن شاركو فى اجتماع السادس عشر من الشهر الجارى ، حاثين الدول الاعضاء فى مجلس الأمن الدولى على تمديد العمل بقرار تشغيل " باب الهوى " كمعبر حدودى اغاثى فى الشمال السورى . و يقول المراقبون ان الأمين العام للأمم المتحدة و طاقمه المعنى بلف الاغاثة فى سوريا يخشون اخضاع هذا الملف لأية تجاذبات سياسية تحول دون استمرار فتح معبر /باب الهوى/ ففى جلسة عقدت بتاريخ العشرين من شهر مايو الماضى ابدت روسيا امام لجنة مراجعة اليات تنفيذ عمليات الاغاثة اعتراضها على تنفيذ قرار 2585 الخاصة بمعبر باب الهوى معتبره ان هناك مخالفات تشغيلية أممية تشكل خرقا للسيادة السورية ، وقبل ذلك فى السادس و العشرين من ابريل الماضى ابدت الصين امام مجلس الأمن الدولى تحفظات على اسلوب ادارة الأمم المتحدة لمعبر /باب الهوى/ و ما يمر به من امدادات غذاء و ادواء ، و قالت بكين ان جانبا غير قليل من امدادات الاغاثة الانسانية عبر معبر باب الهوى تتسرب الى ايدى الجماعات الارهابية المسلحة التى لا تزال تعبث فى الداخل السورى. من جانبه ..
يحذر مارتين جريفيث وكيل الأمين العام للأمين العام المسئول عن ملف الاغاثة السورية من تصاعد اسعار الغذاء و الدواء فى السوق العالمى – نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية – و انعكاساتها على اوضاع الأمن الغذائى و العلاجى لما لا يقل عن 12 مليون سورى و قدرة الأمم المتحدة على الاستمرار فى تقديم مساعدات قد تكون ضرورية و تمثل حياة او موت بالنسبة لـ 9ر1 مليون سوري من المشردين واللاجئين. و تكشف تقارير أممية عن ان مخيم " الهول " الذى يضم 56 الف نازح هو اشد مخيمات النازحين و اللاجئين احتياجا فى الشمال السورى و يشكل الاطفال و النساء و كبار السن معظم سكانه ، و بحسب البيانات الصادرة عن مكتب الشئون الانسانية و مفوضية الأمم المتحدة للاجئين طالت يد القتل 16 من سكان هذا المخيم بسلاح مسلحين ينتمون لداعش بقصد سرقة حصص غدائية لمن تم قتلهم ، و تم ذلك فى هجمات متقطعة بدأت منذ مطلع العام الجارى.
و يأوى مخيم " الهول " 8000 نسمة من دول كالعراق و اخرى من خارج سوريا ، وكان هذا المخيم يأتى فى عام 2014 اكثر من 30 الف لاجىء عراقى فى خضم ذروة السيطرة الداعشية على الاراضى العراقية ، و لهذا تعتبر الأمم المتحدة مخيم الهول نموذجا دالا على ماساة اللاجئين والنازحين و ضرورة مد يد العون لهم مهما تكلف ذلك . وفى جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن حول الاوضاع الانسانية فى سوريا عقدت بتاريخ 20 مايو الماضى كشف وكيل الأمين العام للأمم المتحده مارتن جريفيث ان ما لا يقل عن 10 الاف من الاطفال السوريين و امهاتهم من فقدوا العائل فى الاشتباكات المسلحة يقيمون فى منشئات احتجاز بشمال شرق سوريا وصفها بأنها " سجون او هكذا تشبه " مؤكدا انه من الواجب على الأمم المتحدة مد يد العون لهم لتوفير اماكن اقامه اكثر ملاءمة.