«مصر والسعودية».. علاقات تاريخية راسخة تنتج شراكات اقتصادية
تربط مصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة، علاقات قوية راسخة منذ قديم الأزل، والتي شهدت تطورًا ملموسًا منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية، وكذا تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، وترجمت تلك العلاقات على أرض الواقع من خلال الدعم المالي، والشراكات الاقتصادية التي تدعمها العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، والتي يعد مشروع الربط الكهربائي أبرزها.
يأتي تزامنًا مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الإثنين، بمطار القاهرة، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي يحل ضيفاً عزيزاً على وطنه الثاني مصر، في زيارة تستغرق يومين.
الاستثمار السعودي في مصر
ارتفع حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى مصر خلال العام الماضي بنسبة 6.9% ليسجل 7.2 مليار ريال، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الماضية 179 مليار ريال.
ونظرًا لموقع مصر الجغرافي الاستراتيجي، والقوة العاملة منخفضة التكاليف، تتواجد حاليًا نحو 6285 شركة سعودية في مصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار.
وأثناء جائحة كورونا، كانت السعودية هي الداعم الرئيسي للاحتياطيات الأجنبية لمصر، إذ قدمت مؤخرًا وديعة بقيمة 3 مليارات دولار للبنك المركزي المصري، إضافة إلى تمديد ودائع سابقة بقيمة 2.3 مليار دولار.
وتأتي السعودية في صدارة الدول العربية من حيث الاستثمارات في مصر، حيث بلغ عدد المشروعات السعودية في مصر أكثر من 2900 مشروع تغطي كافة المجالات الإنتاجية والخدمية.
ولم تترك السعودية مجالًا في مصر إلا ولها العديد من الاستثمارات فيه، فاستثماراتها تدخل في قطاع التطوير العقاري وقطاع الطاقة والأسمدة والكيماويات بالإضافة إلي القطاع المصرفي وغيرها من القطاعات الحيوية.
وتساهم المملكة في شركة سوميد لأنابيب البترول، بنسبة 15%، بجانب استثماراتها بشركة بترولوب مصر لزيوت التشحيم، والشركة السعودية المصرية للتعمير، والشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية.
كما استثمرت السعودية، في شركة الزامل للمباني الحديدية المحدودة، وشركة المصنع الوطني لمكيفات الفريون أوليمبيك إلكتريك، وشركة مصر الخليج لتصنيع الزيوت، الشركة العربية لمنتجات الألبان، والشركة الاستثمارية للإنتاج والتصنيع، وشركة بيبسي بقشان للاستثمار.
الاستثمار في قطاع المصرفي
تتواجد الاستثمارات السعودية من خلال بنك التمويل المصري السعودي، وبنك فيصل الإسلامي المصري، وبنك الدلتا الدولي، والبنك المصري الخليجي. وعلي صعيد قطاع الفنادق والسياحة، تتواجد في فندق سميراميس انتركونتننتال بالقاهرة، وفندق فورسيزونز، وفنادق سيتي ستارز بالقاهرة وفنادق ومنتجعات موفنبيك.
الاستثمار المصري في السعودية
استثمرت 1035 شركة مصرية تقريبًا في السوق السعودية، إذ تبلغ قيمة رأس مال الشركات التي يملكها أو يشارك فيها ملكيتها مستثمرون مصريون في المملكة 4.4 مليار ريال، تتركز أغلبها في قطاعات الصناعات التحويلية، والتشييد.
ومن ناحية أخرى، فقد لاقت الشراكة المصرية السعودية في الربط الكهربائي نجاحًا واعدًا، فمن المتوقع أن يحقق مشروع الربط الكهربائي السعودي المصري عند تشغيله عددًا من الفوائد المشتركة للبلدين، منها تعزيز موثوقية الشبكات الكهربائية الوطنية ودعم استقرارها، والاستفادة المثلى من قدرات التوليد المتاحة فيها، وتمكين البلدين من تحقيق مستهدفاتهما الطموحة لدخول مصادر الطاقة المتجددة ضمن المزيج الأمثل لإنتاج الكهرباء.
الصادرات المصرية للسوق السعودي
أظهرت الإحصاءات التي أظهرتها وزارة التجارة والصناعة المصرية، في وقت سابق، أن المملكة العربية السعودية تعد أكبر شريك تجاري لمصر في منطقة الشرق الأوسط.
وأظهرت الإحصاءات أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية قفز خلال عام 2021 مسجلًا 4.3 مليار دولار مقابل 3.2 مليار دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع بلغت 34%.
وارتفعت الصادرات المصرية إلى السوق السعودي بنسبة 17% خلال العام الماضي حيث بلغت مليار و995 مليون دولار مقابل مليار و699 مليون دولار خلال عام 2020، وكانت مواد البناء، والسلع الهندسية والإلكترونيات، والصناعات الغذائية، والحاصلات الزراعية، والصناعات الطبية، والملابس الجاهزة، والأثاث أبرز المنتجات المصرية المصدرة للسوق السعودي.
الاتفاقيات البروتوكولات المصرية السعودية
زادات الاتفاقيات والبروتوكولات المبرمة بين البلدين، منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، حيث وصل إجماليهم إلى 60 اتفاقية وبروتوكول ومذكرة تفاهم، في أوجة التعاون المشترك المختلفة، في كل المجالات السياسية، الاقتصادية، التجارية، الثقافية، والاستثمارية.
ومن ناحية أخرى فقد أبرم مجلس التنسيق السعودي المصري، المؤسس من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي، 16 اتفاقية، في العديد من المجالات التي تشمل الإسكان والبترول والتعليم والزراعة والصحة، ومن بينهم اتفاقية لتطوير مستشفى "قصر العيني" بقيمة 120 مليون دولار، وأخرى لتمويل إنشاء محطة كهرباء "غرب القاهرة" بقيمة 100 مليون دولار، إلى جانب توقيع 10 اتفاقيات تفاهم لتمويل مشروعات جديدة ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، من بينها تأسيس جامعة الملك سلمان الدولية، التي بدأت بالفعل في استقبال الدارسين للعام الدراسي 2021/2020، وإنشاء 13 تجمعًا زراعيًا في شبه جزيرة سيناء بقيمة 106 ملايين دولار، وغيرهما من المشروعات التنموية.