علم النفس يحذر: غياب الحوار الأسري يقود الأبناء لتلقي التوجيه من خارج الأسرة (خاص)
حذر الدكتور رأفت يوسف، أستاذ الإدارة وعلم النفس، من غياب الحوار الأسري بين الأبناء والآباء الذي من شأنه أن يقود الأبناء إلى التصرف وفق عقولهم، والمعلومات التي يتلقونها من خارج حدود الأسرة، وأضاف: "الهدف من الحوار مع الأبناء هو خلق نوع من التوجيه الذي يأتي بناء على إدراك الآباء لمشكلات يعاني منها الأبناء ويحكون معهم عنها".
وتابع "يوسف" في حديث خاص لبوابة "دار الهلال": "بغياب الحوار تحل الأوامر محله، ما يجعل الأبناء يمتثلون إلى هذه الأوامر في وجود الآباء، وبمجرد غيابهم يضربون بها عرض الحائط".
للحوار مع الأبناء شروط
وأوضح "يوسف" أن للحوار بين الأباء والأبناء شروطُ، أولها أن يكون الأب على نفس قدر فهم الابن، فعلى سبيل المثال إذا كان اهتمام الابن بعلم التكنولوجيا ومهارتها كبير، بينما أقصى معرفة الأب أو الأم هو تشغيل جهاز الكمبيوتر أو الفون، فسيشعر الابن بعدم استيعاب الأب أو الأم لحديثه، ما يخلق فجوة بينهما، لذا يجب على الأب والأم إعمال المنطق، واستخدام ما يتناسب مع مفاتيح شخصية الابن، والتعامل معه بلغة يفهمها ويميل لسماعها، لغة حديثة يتلقاها من أصدقائه وعالمه خارج نطاق الأسرة، الأمر الذي يجذب الابن للإنصات إلى الوالدين والعمل بتوجيهاتهما.
واستنكر "يوسف" قول بعض الآباء للابن "اعمل اللي تشوفه يا حبيبي!" حال لجوء الابن إلى والده لمشاركته الاختيار وأخذ مشورته في الكلية التي يلتحق بها على سبيل المثال، وأضاف: "هذه المقولة تصدم الابن لما يتوسمه في والده من أنه الأكثر خبرة، فيذهب الابن لآخرين خارج نطاق الأسرة، بينما يتوجب على الأب أو الأم أن يستبدل هذا القول بنقاش مناسب حول ميزة بعض الكليات وعيوبها، والأكثر مواءمة لقدرات الابن، وهكذا".