أنچيليكا أيمن: المسرح حياة.. ووقوفي بجانب محمد صبحي حلمي منذ طفولتي(حوار)
أنچيليكا أيمن: فرصة في لقائي الأستاذ محمد صبحي كانت صعبة جدا لكنه ظل حلمي الأول
أنچيليكا أيمن: اختارني الأستاذ نفسه للمشاركة في «نجوم الظهر» لتقديم«چانيت»
أنچيليكا أيمن: أحلم أن نعود بالمسرح لعهده السابق وقوته وتأثيره المهم في المجتمع
تخطو الممثلة الشابة أنچيليكا أيمن خطوات مهمة في رحلتها الفنية، في السنوات الأخيرة وخاصة مع المسرح، بقلب تغمره البهجة، وعقل يعشق المشاركة في تجارب فنية جديدة، لتتعلم المزيد، وتشارك «أنچيليكا» في آخر عروض الفنان الكبير محمد صبحي «نجوم الظهر»، وتحلم بطريق مليء بالمشاركات الفنية.
بداية .. حديثنا عن حلمك الكبير بالوقوف مع الفنان محمد صبحي والمشاركة معه وبمسرحه؟
كان حلم حياتي، منذ طفولتي، أن اقف بجوار الأستاذ محمد صبحي، وخاصة على خشبة المسرح، وأن أسلم عليه أو أتصورمعه، وكنت أحيه كثيرا، أحب كل أعماله الفنية، في السينما والمسرح والتلفزيون، وكنت أرى نفسي لساعات وأتخيلها بدلا من البطللات والنجمات التي تشاركه أعماله، وأظل أقلدهن، في الحوار والحؤكة والأداء، وكان ذلك منذ أن كنت في الخامسة من عمري، وبعد ذلك حتى كبرت، وكان كل ذلك يمثل أحلام طفلة فقط، وأرها تحقيق هذا الحلم مستحيلا، وصعب المنال، وخاصة أنا من محافظة بعيدة عن العاصمة، من طنطا بالغربية، وتمركز الفن بالقاهرة، وبعيدة عن أي فرصة، أو أي مكان، للقاء الأستاذ محمد صبحي، تكاد تكون مستحيلة.
وكيف جاءت المشاركة في مسرحية «نجوم الظهر» مع الفنان محمد صبحي؟
حبي الكبير للأستاذ والفنان القدير محمد صبحي جعلني أتابع كل أعماله الفنية، بمختلف بتابع كل أعماله وكل اللقاءات وحتي صفحتة علي الفيس بوك، وفي الطريق أصبح الحلم حقيقة، فجأة، ففي سنة 2016، قرأت، بمحض الصدفة إعلانا على الصفحة الرسمية للفنان محمد صبحي عن اختبارات للتمثيل والغناء والعزف والرقص الحديث، موضحا الإعلان، أن من سيجتاز الاختبارت، ويتم اختياره، سيلقى تدريبا مجانيا مع فرقة استديو الممثل، ومن هنا بدأت رحلتي نحو النزوح والانتقال من طنطا إلى القاهرة لمقابلة فناني المفضل و قدوتي بابا ونيس «بابا ونيس».
و حضرت الاختبارات و قدمت مشهدين وأغنيتين و مقطوعة على البيانو وتم اختياري، أنا ومجموعة من المتدربين وقام الأستاذ بتدريبنا وعمل اختبارات، متتالية لأكثر من مرة وكان دائما ما يقول لي «إنتي جايبة الصوت ده كله منين» لأني كنت في ذلك الوقت في عمر 16 سنة، ولكن صوتي كان قويًا و كنت دائما ما أغني لكوكب الشرق أم كلثوم وسمهان وليلى مراد وغيرهم من مطربين ومطربات الزمن الجميل حتى جاءت لحظة تخرجنا في بداية 2018 وحصلنا على شهادات من فرقة «استديو الممثل».
و الحقيقة أنه لم يتم ترشيحي للمشاركة في رواية «هنوريكم نجوم الظهر» وكنت فخورة باختياري، من قبل الأستاذ محمد صبحي، و هذه لم تكن أول مشاركة مع الأستاذ، حيث شاركت، معه من قبل في احتفالية 50 سنة فن.
وماهي الشخصية التي تجسديها في مسرحية «نجوم الظهر»؟
أجسد شخصية «چانيت» من ضمن فرقة الموهوبين اللي قدموا في مسابقة قناة المصباح السحري، ويتم قبولي بالمسابقة و هي مطربة وأصغر المتقدمين، تتسم بشقاوتها وتحلم أن تصبح تريند على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعتقد أن مظهرها، سيكون سببا كبيرافي إعجاب الجمهور والمخرجين،بها و لكن ذلك يتغير بعد ذلك في أحدأث المسرحية، حيث يفد للمتسابقين مخرج جديد في القناة، فيتسارعون على إظهار مواهبهم له من تمثيل و غناء واستعراضات.
و تقوم «چانيت» بالغناء و الذي يذهل المخرج والجميع، وبالرغم من صغر سنها وحجمها إلا إنها تمتلك صوتًا قويًا جميلًا و تعشق الفن الراقي و الغناء الطربي، رغما من صغر سنها، و ذلك ما يغير رأي المخرج و يرى ان هذه المجموعة من الشباب موهوبين و يستحقوا المساعدة، فيقرر أن يقوم بتدريبهم و تعليمهم ليكونوا هم «نجوم الظهر»، وهم الذين غابت الشمس التي تغطي علي نورهم، فيبدأوا في الظهور والتألق.
**ومتى بدأت رحلتك مع المسرح ومع الفن ؟
بدأت الفن، منذ طفولتي المبكرة في عمر الخامسة، حيث كنت أغني وأستمع لأغاني الزمن الجميل والألحان، وأحفظ الألحان الكنيسة، والابتهالات والأغاني الدينية، والترانيم وكل ألوان الغناء العربي والأجنبي أيضًا
و كنت أحب تقليد الممثلين والمطربين، فكنت أقف أمام التلفزيون، لساعات وأقوم بتقليد حركات الممثلين وكلامهم، وخاصة، مسرحيات الفنان محمد صبحي، وكنت أقوم بعمل اسكتشات صغيرة مع زميلاتي وأصدقائي في مرحلة الطفولة.
حدثينا عن أبرز محطات رحلتك مع المسرح منذ البداية؟
بدأت الرحلة الحقيقية والمهمة، مع المسرح من خلال اختبارات وتدريبات «استديو الممثل» مع الفنان محمد صبحي، وبعد ذلك عدت إلى بلدي طنطا وقمت بارتياد بقصر ثقافة طنطا وشاركت في عرض سلطان الحرافيش، مع المخرج الكبير الراحل السيد فجل وقدمت شخصية «دلال» حبيبة السلطان «طومان باي»، والتي كانت تسرد القصة في صورة استعراضية غنائية، بعد ذلك اشتركت في الكثير من العروض المسرحية والتحقت بالمعهد العالي للموسيقي العربية، حرصًا على الدراسة الأكاديمية، للتطور والتعلم والاحتراف.
وماهي أحلامك وطموحاتك مع المسرح في المستقبل؟
مع المسرح ليس للطموح حدود، لقد كنت ومازلت أحلم ان أصبح مثل استاذي ومعلمي وقدوتي وأبي الروحي محمد صبحي، وأتمنى أن يعود المسرح المصري كما كان في عهوده السابقة، وأريد تقديم فن يحترم عقول المشاهدين، وأن أقدم كل ما أستطيع تقديمه من طاقات، وإبداعات في التمثيل، والغناء و العزف، والإستعراضات على المسرح وتقديم أعمال تعيش في فكر وذهن المشاهد كأعمال فنية محترمة ذات رسالة سامية وأنأى بنفسي، وبتجاربي، الفنية، عن أي أعمال مبتذلة.
وأحلم أن نعود بالمسرح لعهده، السابق، في تاريخ ومسيرة، المسرح المصري، والذي يعبرعن عراقة هذا الشعب، وريادة هذا الوطن وعبقرية المسرح، وأن نحافظ علي تراثنا ولا ننسى فضل الرواد الأوائل كما تعلمنا من القيمة والقامة الفنان محمد صبحي.
وما الذي يمثله المسرح لك في رحلتك بالحياة؟
المسرح عالم سحري يمثل لي الحياة، كالهواء الذي أستنشقه وبدونه لاأحيا، ولا أستطيع العيش بدونه وأتنفسه كالأكسجين، وله أهمية كبيرة في حياتي فأنا عاشقة لتراب المسرح، ولايمثل فقط مكانًا لممارسة الفن، إنما هو حياة بكل ما نجد فيه من إبداع ومبدعين متميزين، وهو أبو الفنون حقا، يدعم غيره من سائر الفنون كلها.
والمسرح يدعم الإنسان ويقويه في الحياة بسبب الالتزام والانضباط والفن الهادف والقيمة التي يقدمها المسرح لجمهوره، المسرح له أهمية كبيرة، حيث أن يبني العقول ويسمو بالوجدان، وهو مصدر الحياة وأبو الفنون ولا أستطيع أن أتخيل حياتي بلا مسرح، وكل ذرة تراب على المسرح، وخشباته لها قيمتها و تاريخها.