نشاط الرئيس السيسي في أسبوع.. «قمة شرم الشيخ» واستقبال ولي العهد السعودي الأبرز
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الجاري نشاطا مكثفا، حيث استقبل عددا من القادة العرب من أبرزهم ولي العهد السعودي والعاهل الأردني وملك البحرين، وكذلك شارك في عدة قمتين دوليتين، وعقد العديد من الاجتماعات لمتابعة الشأن الداخلي والمشروعات الجاري تنفيذها.
وقد شارك الرئيس السيسي، يوم الجمعة الماضي عبر الفيديو كونفرانس، في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة والعشرين لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي، وذلك تحت رعاية الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن منتدى سان بطرسبرغ هو حدث اقتصادي عالمي ينظم سنويًا في روسيا منذ عام ١٩٩٧، وتشارك به مصر هذا العام كضيف رئيسي.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها إن التصدي لهذه الأزمة ذات الطابع الدولي يتطلب أيضًا جهدًا دوليًا، وتعاونًا من جميع الأطراف من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي لاسيما حركة الملاحة البحرية، وانتظام سلاسل الإمداد خاصة المواد الغذائية كالحبوب والزيوت النباتية والعمل على استعادة الهدوء والاستقرار على الصعيد الدولي من أجل التخفيف من آثار هذه الأزمة الاقتصادية على الشعوب، التي تنشد السلام والتنمية، مضيفا: "كما أنني أدعو كافة الشركات المشاركة في المنتدى وغيرها، للاستفادة من الفرص الضخمة المتاحة، التي يوفرها الاستثمار في مصر بكافة المجالات".
وكذلك شارك الرئيس السيسي بعد ظهر الجمعة عبر الفيديو كونفرانس في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، وذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ قامت بتأسيسه الولايات المتحدة عام ٢٠٠٩ لدعم موضوعات تغير المناخ وحشد الزخم الدولي اللازم لها، وقد تم توجيه الدعوة للرئيس للمشاركة هذا العام استنادًا إلى الدور الذي تقوم به مصر في هذا المجال وتولي مصر رئاسة الدورة القادمة للقمة العالمية للمناخ COP٢٧ في شرم الشيخ.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أنه تواصل مصر بذل قصارى جهدها لحث كافة الأطراف على رفع طموح عملها المناخي من خلال مراجعة وتحديث مساهماتها المحددة وطنيًا تنفيذًا لاتفاق باريس ودعم وتعزيز خططها واستراتيجياتها طويلة المدى لخفض الانبعاثات والتعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ، موضحا أنه قامت مصر مؤخرًا، بإطلاق استراتيجيتها الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠ وتقوم في الوقت الراهن، بوضع اللمسات النهائية علـى مساهماتها الوطنية المحدثة والتي ستتضمن أهدافًا كمية محددة وطموحة في عدد من القطاعات الرئيسية لتعكس الجهود التي قامت وتقوم بها مصر لتحقيق تحول عادل إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة على نحو يسمح لها بأن تكون مركزًا للطاقة في منطقتها، كما ستوضح هذه المساهمات، المسئوليات التي تضطلع بها مصر، لتجنيب شعبها الآثار السلبية لتغير المناخ وبناء قدرته على تحملها والتكيف معها خاصة في ظل أزمات عالمية متعاقبة، لها انعكاساتها على أسعار الطاقة والغذاء.
وأرسل الرئيس السيسي برقية عزاء ومواساة لشقيقيه الرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان، ورياك مشار النائب الأول لجمهورية جنوب السودان، ولحكومة وشعب جنوب السودان، وذلك في وفاة وزير الري والموارد المائية مناوا بيتر قادكوث، داعيًا الله عز وجل للفقيد بالرحمة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
قمة شرم الشيخ
والسبت الماضي، استقبل الرئيس السيسي، بمدينة شرم الشيخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك المملكة البحرينية، حيث رحب الرئيس بأخيه جلالة الملك البحريني في بلده الثاني مصر، مؤكدًا اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وشهد التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والبحرين، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التعاون بينهما.
كما تناولت المباحثات عددًا من أبرز القضايا الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك القضايا، كما تم التوافق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري البحريني لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يساعد على حماية الأمن القومي العربي وتعزيز القدرات العربية، كما رحب الزعيمان بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
والأحد الماضي، عقد الرئيس قمة ثلاثية في شرم الشيخ مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن، معربًا عن التقدير للعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدان الثلاثة على المستويين الرسمي والشعبي، ومؤكدًا تطلع مصر إلى تعزيز التعاون البناء بين مصر والبحرين والأردن، بما يحقق المصالح المشتركة لشعوبهم الأشقاء، ويعزز من جهود العمل العربي المشترك، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة الناتجة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.
وقد تناولت المباحثات العلاقات الأخوية الوثيقة ومسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المنطقة، وأكد القادة عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدان الشقيقة الثلاث، وأهمية تعزيزها وتطويرها والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، كما رحب القادة، بالقمة المرتقبة التي سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
استقبال ولي العهد السعودي
كما استقبل الرئيس السيسي، الإثنين الماضي، مايكل ويرث، رئيس مجلس إدارة شركة شيفرون الأمريكية العالمية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف البترول، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وعدد من كبار مسئولي الشركة، حيث أكد الرئيس دعم الدولة الكامل لأنشطة شركة شيفرون في مصر، خاصةً في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج، وذلك لما للشركة من خبرات عريقة في أنشطة ومجالات صناعة البترول والغاز عالميًا، الأمر الذي يدعم قطاع البترول في مصر بصورة محورية ويساهم في تعظيم استفادة الدولة من مواردها الكامنة لصالح الأجيال الحالية والقادمة، وذلك في إطار عمق علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة في جميع المجالات.
ومساء الإثنين استقبل الرئيس السيسي، بمطار القاهرة الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي حل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثاني مصر في زيارة استغرقت يومين، حيث عقدت مباحثات ثنائية مع الرئيس السيسي، تتناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلًا عن التباحث حول القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية العميقة والتاريخية بين القاهرة والرياض والتي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام برؤية موحدة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين وللأمتين العربية والإسلامية.
واستقبل الرئيس السيسي، الثلاثاء الماضي، بقصر الاتحادية الأمير محمد بن سلمان حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين، اللقاء تناول التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلًا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
كما تطرق اللقاء إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الدولية والإقليمية، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا على مواصلة بذل الجهود المشتركة للتصدي للمخاطر التي تهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
كما توافق الجانبان على أهمية القمة المرتقبة التي سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
وعقب المباحثات أصدر الجانبان المصري والسعودي بيانا مشتركا، حيث رحب الجانبان بما أُعلن عنه من صفقات واتفاقيات استثمارية وتجارية ضخمة بين القطاعين الخاصين في البلدين بلغت ٨ مليارات دولار أمريكي وتساوي حوالي ( ٣٠ مليار ريال سعودي وبما يقارب ١٤٥ مليار جنيه مصري)، وذلك خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كما تم الإعلان عن عزم المملكة العربية السعودية قيادة استثمارات في مصر تبلغ قيمتها (٣٠) مليار دولار أمريكي، وفي نهاية الزيارة ودع الرئيس ولي العهد السعودي.
منتدى أسوان للسلام
وقد ألقى الرئيس السيسي أيضا كلمة أمام منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين عبر "الفيديو كونفرانس"، أكد فيها أن أزمة الغذاء التي تشهدها القارة الأفريقية حاليًا لما قد تحدثه من تداعيات خطيرة على سلامة واستقرار مجتمعاتنا الأمر الذي يتطلب اتخاذ حزمة من التدابير العاجلة والفعالة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والمجتمع الدولي لدعم الدول الأفريقية في احتواء آثارها وذلك من خلال تنويع مصادر الغذاء، وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة إضافة إلى اتخاذ إجراءات مستدامة للحفاظ على الأمن الغذائي من خلال إتاحة التكنولوجيا المتطورة، في مجال الزراعة للدول الأفريقية فضلًا عن تكثيف جهودنا، من أجل زيادة إنتاجنا من المحاصيل الزراعية سعيًا للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
وأوضح أن انعقاد منتدى أسوان هذا العام يوفر فرصة مهمة للاستمرار في إيصال صوت القارة الأفريقية، إلى جميع الشركاء والفاعلين على الصعيد الدولي والدفع نحو أن تظل قضاياها تحتل مرتبة متقدمة على سلم أولويات المجتمع الدولي في توقيت دولي بالغ التعقيد تتبدل فيه الأولويات والانشغالات ارتباطًا بالمتغيرات المتلاحقة التي يشهدها واقعنا اليوم والذي لا ينبغي أن يتراجع فيه الاهتمام بقضايا قارتنا وضرورة التكاتف من أجل أن تظل حاضرة، على مختلف الأصعدة الدولية.
متابعة مشروعات حماية الشواطئ
واليوم، عقد الرئيس السيسي، اجتماعا مع عدد من المسئولين للاطلاع على مشروعات تطوير وحماية الشواطئ بمدينة الإسكندرية والساحل الشمالي، حيث وجه الرئيس باستكمال تنفيذ مختلف المشروعات الخاصة بحماية الشواطئ بمدن الساحل الشمالي، خاصةً الإسكندرية، وفق أعلى المعايير البيئية والهندسية، وتدقيق الدراسات ذات الصلة بمعالجة ظاهرة النحر وتآكل الشواطئ، للحفاظ على سلامة المجتمعات العمرانية الساحلية وصون الاستثمارات بها.