رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الحبيب وأصدقاء السوء

20-7-2017 | 12:52


انطلقت صرخاتها المدوية من داخل التوك توك، الذي تنهب عجلاته الطريق نهبًا، بعدما أصبحت نظراتها كنظرات سقيم يرى الحياة من وراء نقاب الموت، ولم تجد أمامها سوى أن تلقي بنفسها على الأرض غير مبالية بما سوف تلاقيه، هربًا من الذئب الذي نجح في اختطافها، ويرتطم جسدها بالأرض كالكرة تهوى في مهب الريح.

سارت الفتاة تتأبط ذراع من أحبه قلبها، وزوج المستقبل، يتجاذبان أطراف الحديث بكلمات الحب والعشق، يرسمان المستقبل ويخططان لعش الزوجية، ودون مقدمات علا وجهاهما الذعر وأصابتهما حالة من الرعب والهلع عندما فوجئا بأحد الأشخاص يستوقفهما، وينزع من على وجهها نظارتها الشمسية، كي يبعث بداخل الحبيب الذي تلعثمت الكلمات فوق شفتيه بأنه يعرفها تمام المعرفة، انزوت الفتاة وراء الحبيب وتملكتها رعشة شديدة، كما لو كانت أمسكت بسلك كهربائي، مؤكدة عدم معرفتها به.

حدثت مشادة كلامية، تجمع على إثرها بعض المارة، وانصرف الشاب المعتدي، تسبقه كلمات التهديد والوعيد لهما، هدأ الحبيب من روعها، وتوجها إلى أحد الكافيهات لتناول مشروب، واستكمال حديثهما وأحلامهما التي تحولت إلى كابوس بسبب ما تعرضا له.

تضاعفت دقات قلبها، وتصببت حبات العرق فوق جبينها، بينما الحبيب ارتعدت فرائصه، وانعقد لسانه عن الكلام عندما فوجئا مرة أخرى بالشاب أمامهما بمصاحبة اثنين من أصدقائه، يجبرانه على تركها وأمرها بالخروج معهم.

استسلم الحبيب للأمر الواقع، وما إن خرجوا من الكافيه، احتجزه الصديقان، في محاولة لإعطاء الفرصة لصديقهما ومغافلته، ولم يفق إلا على صوت محبوبته تطلب النجدة بعدما تمكن صديقهما من إجبارها على أن تستقل التوك توك وانطلق بسرعة جنونية وسط ذهول الحبيب.

ازدادت صرخاتها المنبعثة، يصاحبها توسلات للشاب الذي صمت أذناه، عازمًا التوجه بها إلى أحد الأماكن النائية للاعتداء عليها، وإقامة حفل جماعي بعد عودة صديقيه.

 

تدخلت العناية الإلهية، والتي كانت بمثابة طوق النجاة بالنسبة للفتاة، وبعدما قامت بإلقاء نفسها على الطريق، حيث تصادف مرور سيارة الشرطة تتفقد الحالة الأمنية، وقامت بمطاردة الشاب، وتمكنوا من القبض عليه، واصطحبوا الفتاة إلى أقرب مستشفى للاطمئنان عليها.

وأمام شريف صديق مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، اعترف الشاب بجريمته وأمرت النيابة  بحبس المتهمين.