قالت الكاتبة الأمريكية ميسي رايان" إن أزمة الغذاء العالمية الحالية، تستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة للحيلولة دون وقوع مجاعة في العالم".
وأضافت الكاتبة، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية،" أن وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية طالبوا أمس الجمعة باتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة أزمة الغذاء العالمية الحالية في ظل استمرار حرب أوكرانيا وتفاقم الأوضاع والتي تسببت في تجويع الملايين من الأشخاص على مستوى العالم".
وأشارت إلى أن وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيربوك استضافت أمس اجتماعا ضم وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية انتوني بلينكن ونظيرها الإيطالي لويجي دي مايو في العاصمة برلين لمناقشة السبل الكفيلة بتخفيف أزمة الغذاء الحالية والتي أدت طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة إلى تجويع عشرات الملايين في العديد من المناطق في العالم.
وتوضح الكاتبة" أن الحرب في أوكرانيا تسببت في ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية والمواد الغذائية في الوقت الذي تتهم فيه روسيا الدول الغربية بأنها السبب في هذه الأزمة بسبب فرض عقوبات اقتصادية على موسكو؛ ما تسبب في تجويع الملايين، ولاسيما في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم".
وتستشهد الكاتبة بتصريحات وزير خارجية أمريكا بعد اجتماع برلين التي يؤكد فيها أن معاناة الملايين من الأشخاص على مستوى العالم بسبب أزمة الغذاء سوف تستمر لفترة طويلة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتضيف " أنه طبقاً لإحصائيات برنامج الأغذية العالمي فقد تسببت أزمة الغذاء الحالية في تعريض ما يزيد على 300 مليون شخص في العالم لخطر انعدام الأمن الغذائي ولاسيما في الدول النامية، والأقل نمواً مثل إثيوبيا واليمن والصومال وجنوب السودان حيث تشير الأرقام إلى أن ما يقرب من 750,000 شخص في هذه الدول يعانون من أوضاع غذائية كارثية".
ويشير الخبراء إلى أن أزمة الغذاء التي تجتاح العالم حالياً تختلف عن الأزمات السابقة التي حدثت على مستوى العالم حيث إن الموارد الغذائية متوفرة حاليا ولكنها لا تصل إلى مستحقيها لأن هناك العديد من العراقيل والصعوبات التي تعوق وصول المواد الغذائية للمتضررين في العديد من المناطق في العالم.
وتقول الكاتبة إن المسؤولين في دول العالم يسعون حاليا لمساعدة أوكرانيا لفك الحصار المفروض على صادراتها من الحبوب، وفي نفس الوقت تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي، إلى أن البرنامج في حاجة إلى مايقرب من 22 مليار دولار هذا العام من أجل مواجهة الأزمة الغذائية الحالية في العالم في الوقت الذي يتوقع فيه مسؤولو البرنامج توفير نحو نصف هذا المبلغ فقط للوفاء بالتزاماته.
وتختتم الكاتبة مقالها معبرة عن دهشتها من أن هذا النقص في موارد برنامج الأغذية العالمي يأتي بينما تتدفق أسلحة ومعدات عسكرية من الدول الغربية إلى أوكرانيا حيث بلغت مساعدات الولايات المتحدة فقط لكييف نحو ستة مليارات دولار منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.