رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المتشرّد العظيم شارلي شابلن

20-7-2017 | 21:15


حسن أحمد جغام - كاتب تونسي

لا أحد ينكر أنّه ليس هناك أكثر شهرة من « شارلي شابلن » بين النجوم السينمائية إطلاقا.. وقد تبدو هذه الشهرة معجزة حقّا حين تَتَحقّق لطفل يتيم الأبوين، ولد في حيّ الفقراء، لم يشرف على رعايته أحد، عاش طفولته متشرّدا في شوارع لندن، فقيرا، هزيل الجسد.

أحداث مؤلمة ومسيرة مثيرة، يسجّلها شارلي شابلن في مذكّراته، التي أصدرها سنة 1964 في كتاب سمّاه « قصّة حياتي »، روى فيه قصة حياته بتفاصيل دقيقة، تُعرف بتجربة فنية رائعة لرجل عركته الحياة بعد كفاح طويل، وانتصر عليها، وقد وصف فيه شقاء طفولته الباكرة، وصفًا مؤثّرًا، يلتمس فيه القارئ الصدق والموضوعيّة.. وهاتان الميزتان هما اللّتان تشدّان مشاعر القارئ، وتجعله يتعاطف مع شارلي منذ أن كان طفلا بائسًا إلى أن أصبح « الفنان البطل »، كما أصبح يُطلق عليه...

الحقيقة أنّ الحظ لم يخذل شارلي شابلن، وكذلك ظلّ معظم النقاد طيلة القرن الماضي يعترفون بعبقريّته ويرفعونه إلى مرتبة الفنان البطل، وهم من لقبوه بهذه الصفة.. إذ يعتبرونه أعظم مهرّج وممثّل كوميدي عرفته الشاشة، وربما كان أعظم مهرّج عرفه التاريخ..

وحين اتّجه التفكير في لندن إلى منحه لقب « السير » اعترافا بعلوّ مكانته كفنّان مبدع، ولمّا بلغه هذا النبـأ قال : « إنّي أفضّل أن ينعتني العالم بلقب « المهرج » الذي يمسح على القلوب بأنامل فنّه الرقيقة، فيذهب عنها كلّ ما تحسّ به من أوجاع وآلام!...»

وما هذه الجملة، إلاّ تعبيرا عن فلسفته في الحياة، فلسفة لازمته في كلّ أطوار حياته، وهي فلسفة ساخرة، تخلق من البكاء ضحكًا، وتمزج الضّحك بالدّموع...

ولد شارلي شابلن في حي « ايست أند » حيّ الفقراء بلندن في أبريل سنة 1889، لأبوين يعملان في المسارح، وكان الأب مُدْمنًا على الكحول، بل كان يعيش مع امرأة أخرى، لا يهمّه إلاّ الشراب، فكان في واد بعيد عمّا تعانيه عائلته، إلى أن انقطعت موارده نهائيّا، وفي نفس الوقت كانت صحته عليلة، حتى أنّه توفي ولم يكن قد تجاوز السابعة والثلاثين من عمره..

بقيت الأم مع شارلي وأخيه سيدني تعمل قصارى جهدها لتوفر نفقات البيت بما تجنيه من عملها كممثلة ومغنّية في قاعات الملاهي، وكانت تَمْرض في كثير من الأحيان لسوء التغذية، فتصاب بالزكام الذي أفقدها صوتها، لتجد نفسها عاجزة عن الغناء الذي كان رصيدها الأساسي في العمل المسرحي..

وذات يوم وأثناء عملها في المسرح، وكان شارلي بصحبتها، ولم يكن قد تجاوز الخامسة من العمر، إذ لا ترضى ببقائه في الغرفة التي تقيم فيها بمفرده، وبينما كانت تغنّي وفجأةً فقدت صوتها، وكادت تختنق، فهاج الجمهور بصيحات تعبّر عن عدم رضاه.. فلم يجد مدير المسرح من حلّ لإنقاذ الموقف غير حمل شارلي الصغير ووضعه مكان أمّه، وطلب منه أن يغني، وكان قد شاهده مرّة وهو يغني ويمثّل مع أصدقائه الأطفال، فأبهر به، دون تعليق – حينذاك – فأجاد شارلي شابلن ما طلب منه، وبعد دقائق راح الجمهور يرشقه بالقطع النقدية، استحسانا لإتقانه الغناء، رغم صغر سنّه...     

ولكن الأمّ لم تستسلم لضعفها، وظلّت تحاول بكلّ السبل توفير لقمة العيش للصغيرين، فراحت تخيط الثياب لبعض الجيران، وكانت تجهد نفسها أكثر ممّا تتحمله طاقتها، ممّا جعل صحّتها تزداد تدهورًا « راحت أمّي تذبل وتموت جوعا »، كما قال شارلي في مذكراته...

استمرّت حياة العائلة في عوز قاتم، فراحت الأم المسكينة تبيع كلّ شيء تقع عليه يدها، ثم راحت ترهن ملابسها، التي كانت تظهر بها في المسارح، وتارة تقطع جزءًا منها، وتجعله لباسًا لولديها.

كان شارلي الصغير يحمل همها ويتألّم لمعاناتها، منذ أن عجزت عن الغناء يوم أن غنّى مكانها، فكانت صورتها تعظم في تفكيره منذ ذلك اليوم، وهي تزداد عظمة إلى أن أصبح شيخا.. وان كان شارلي لا يعترف بشيخوخته، فقد كتب عن أمّه في مذكراته : « في هذه الغرفة المظلمة دلّتني أمّي على الضياء الذي أنار هذا العالم، وغمر شعاعه الأدب والمسرح، ولم يكن هذا الضياء سوى الحب والعطف والإنسانية ».

وممّا قاله عن أمّه « عندما تتدخّل المقادير في مصير إنسان... فإنّها لا تعرف الرحمة أو العدل، وهكذا تدخلت المقادير في مصير أمّي... فقدت زوجها وفقدت صوتها، فلم تستعد أيًّا منهما قط.. ».

لكن ما كان أكثر قسوة في حياة شارلي الطفل، هو اليوم الذي اختلّ فيه عقل أمّه، وظلّ يزداد اختلالا يوما بعد يوم، إلى أن أصيبت بالجنون.. ثم حلّت الضربة القاصمة بالطفلين، عندما نُقلتْ أمّهما إلى المستشفى للعلاج.. فعاش الطفلان شريدين، تتلقّاهما شوارع لندن، ولم يتجاوز شارلي السادسة من عمره.. يذكر شارلي في مذكراته بمرارة مؤلمة: « كنت عائدا إلى البيت، فاستوقفني جمع من أطفال الجيران.. قالت لي فتاة: لقد جُنّت أمّك.. وكانت كلماتها صفعات تلسع وجهي.. » قلت : ما تعنين؟.. فأجابت فتاة أخرى: هذا صحيح، لقد جعلت تقرع أبواب بيوتنا، وفي يدها قطع من الفحم، ومضت تقول إنّها هدايا بمناسبة عيد ميلاد الأطفال...»

اضطرّ الأخوان إلى الدخول إلى ملجأ للمشرّدين، ثم نقلا إلى معهد « هانويل » للأطفال لليتامى والمشرّدين.. ومن ثم تركا المدرسة ليعمل كل منهما في أشغال متعدّدة. نرى شارلي يبيع أزهار النرجس في حانات لندن، يستدر عطف الرواد، ونجده يعمل في تنظيف عيادة أحد الأطبّاء، وخادما في أحد البيوت، وعمل بمصنع للزجاج، وكذلك بإحدى المطابع..

أحسّ شارلي بالذل والهوان بين أقرانه عندما سخروا منه لأنّه اضطرّ إلى ارتداء بدلة صنعتها له أمه من بعض الملابس القديمة.. وهو يرتدي ثياب الحداد التي لبسها عند وفاة أبيه..

وأخيرا اضطرّ شارلي إلى أنْ يطوف بشوارع لندن مع صاحب بيانو متجوّل يدير آلته لكي يشنّف آذان الأهالي الفقيرة، بما تصدره من نغمات موسيقيّة، وبين كل مقطوعة وأخرى، كان شارلي يطوف بالمنازل وفي يده قبعته يتلقى فيها ما يجود به المستمعون من نقود، لا يصيبه منها إلاّ النزر القليل...

هنا بدأ شارلي – دون وعي منه – يكوّن فلسفته التي ظهرت آثارها في أعماله الفنيّة فيما بعد.. اختزل شارلي في عقله الباطن مشاهد وأحداثاً من طفولته القاسية.. حتى أتيحت له فرصة تصويرها في فيلم « الغلام » الذي صوّر فيه حياة طفل شريد محروم من الأم والأب..

ولمّا أصبحت الأمّ في حالة صحية تمكّنها من الخروج من المستشفى، ضمّت إليها طفليها من جديد لتقاسي معهما شظف العيش، وهي أقرب إلى الموت منها إلى الحياة.

وأخيرا أصبح شارلي يقوم ببعض الأدوار الصغيرة على المسرح، وما إن صادفه شيء من النجاح حتى استأجر شقة مع أخيه سيدني الذي أصبح بدوره ممثلا كوميديًّا.

ولنا بريق الأمل في الخروج من البؤس إذ وجد سيدني عملا على ظهر سفينة شحن، وما إن أبحرت السفينة حتى وقع سيدني فريسة للمرض، ونقلوه للمعالجة في أحد الموانئ البعيدة.. ومن هنا يختفي بريق الأمل، فتنهار الأم، ويبدو كأنّ العلّة التي كانت في جسدها انتقلت إلى عقلها...

وكان شارلي وقتئذ قد بدأ يشتغل بالفن، وكان في سنّ العاشرة، يعمل كراقص كوميدي في صالات « الموزيكهول » ثم تحول إلى التمثيل، واستمرّ يعمل فيه عدّة سنوات إلى أن انضمَّ وهْوَ في السابعة عشرة من عمره إلى فرقة كانت مختصة في فن « البانتوميم » أي التمثيل الصامت الذي يعتمد على الإشارات والحركات.. فأجاد شارلي هذا الفن ببراعة فائقة، ولكن ما كان يكسبه لا يكاد يكفي لمعالجة أمّه التي راحت تذبل وتموت من سوء التغذية...

ثمّ اضطرّ للسفر مع هذه الفرقة إلى الولايات المتّحدة، وكان في الحادية والعشرين من عمره، وقد لبث يطوف ثلاث سنوات مع هذه الفرقة... قال : « لقد منحني « مستر سنيت » عقدا بمبلغ 125 دولارا في الأسبوع، وهو أكبر مبلغ قبضته في حياتي، ولسوف أعود إلى إنكلترا ولي رَصيدٌ مُحتَرمٌ ».

أدرك شارلي قيمة مواهبه الفنية، فدخل في مساومات مع المنتجين في محاولة الحصول على أجر يناسب ما يقدّمه للجمهور على خشبة المسرح.. وكان حتى هذا الوقت لا يكاد يستطيع قراءة أدواره، فكان يحاول تثقيف نفسه بنفسه، حتى أنّه لم ينته من قراءة كتاب « شوبنهاور» الذي اشتراه منذ أربعين عاما، كما قال في مذكّراته، ولكنّه كان يعتمد بدرجة أساسيّة على تلك الموهبة التي اكتسبها بالكَدِّ...

وطالت عليه الأيّام السوداء، عرف فيها الجوع والحرمان والتشرّد، إلى أن بلغ العشرين من عمره، حتى بدأت ظلمات اليأس والفشل تنقشعُ من حوله، ليَغمره أمل وأفق جديدة.. إذ بدأت عبقريّة شارلي تظهر مع مولد صناعة السينما.

فقد ظهر على الشاشة الفضية لأوّل مرّة سنة 1913، وتوسّم فيه أحد المنتجين في السينما أن يصبح نجما سينمائيّا، فراح يغريه بأن يترك المسرح وليتفرّغ للسينما، ولم يكن شارلي وقتئذ مقتنعا بأنّ التمثيل في السينما يمتّ إلى الفن بصلة، وكان حبّه للمسرح أميل، ولكنّ المرتّب الذي عُرض عليه مقابل عمله في السينما، كان 150 ريالا في الأسبوع، مع ضمان بالعمل المتواصل لمدّة سنة قابلة للتجديد، في حين أنّه كان يتقاضى من عمله المسرحي ستين ريالا فقط.. تلك هي المغريات القوية التي جعلت شارلي يقبل الظهور على الشاشة البيضاء، ولكنّه فرض على المشتغلين معه أن يتّخذ له طابعا خاصّا، يُمَيِّزُهُ عن غيره من الممثلين..

كانت الأفلام في تلك الفترة قد بدأت صامتة، ولم يكن طول الفيلم يومئذ يتجاوز ربع الساعة، وكان دور شارلي فيها دور الأبله، يصبّ على رأسه أشياء سائلة، أو تطارده الكلاب الضخمة وهو يجري مذعورًا إلى أن أصبح يظهر في أفلامه بملابسه التقليدية: السروال الواسع المتهدل، والقبّعة المكوّرة السوداء، وشاربه المربّع، والعصا المعلّقة، وحذائه الضخم البالي، وقد لعبت هذه التجهيزات البسيطة دورًا مهمّا في تحديد شخصيته، إلى أن أصبح شارلي نمطا مميّزا في كلّ بلدان العالم...

وما إن جاءت سنة 1914 حتى قطع شارلي خطوة طويلة في طريق النجاح، فأقدم على إنتاج أفلام يستغرق عرضها ساعة كاملة، كشف فيها عن بعض سخافة البشر وقسوتهم.

كان شارلي قد أدرك موهبته، كفنان مهرّج بهلواني، وقرَّرَ أن يجعل من هذه الموهبة سلاحا لنقد المجتمع، فعكف على إنتاج أفلام ذات مضامين جديدة اعتبرت حجر الزاوية في تاريخ السينما العالميّة، رغم علاقتها بتاريخ نشأته، منها: « الطفل » « حمّى البحث عن الذهب » و« أنوار المدينة » و« امرأة من باريس ».. وككلّ فنان ناجح، لم يَسْلم شارلي من النقد الجارح الذي يوجّه إليه بإيعَاز من منافسيه.. حتى لقد قال عنه أحد النقّاد : « إنّ فنّ شارلي شابلن، إذا صحّ أن نسمّيه فنًّا، بدون أن نهوى بهذه الكلمة السامية إلى الحضيض.. إنّما هو فنّ رخيص تأباه النفس وتشمئزّ منه »!...

ولكن في نفس الوقت كان هناك الكثير ممّن قدّروا موهبته، وتوقّعوا له مكانة فريدة كفنان كوميدي نادر المثال... من هؤلاء عميد السينما البريطاني « بول روثا » حين ذكر نجاحه في كتابه « صناعة السينما حتى الآن »، فقال عنه : « إن تفرّد شارلي شابلن يكمن في فهمه العميق للطبيعة البشرية، وما كان هذا الفهم ليتسنّى له لولا أنّه هو نفسه قد دخل الحياة من جوانبها السفلة »..

وفي سنة 1918 ظهر شارلي في أوّل عمل فني كبير أقدم عليه وهو فيلم « ارفعوا السلاح » الذي دارت أحداثه حول الحرب العالميّة الأولى، وبهذا الفيلم صعّد شارلي في مضامين أعماله السينمائية، وقد اعترف له الجميع بأنّه ارتفع بالكوميديا من فنّ التهريج الذي يعتمد على الحركات المضحكة، إلى فنّ راق يقوم على عوامل نفسيّة.. كما عمد إلى ابتكار المواقف المثيرة للضحك بأسلوبه الإنساني، فجعل من شخصية المتشرّد التي يظهر بها في أفلامه، رمزًا لكلّ إنسان يقاسي مرارة الحياة وويلاتها...

وفي سنة 1922 ظهر شارلي في فيلم « الغلام » وقدّم فيه أعجب طفل عرفته الشاشة وهو      « جاكي كوجان » وهو في هذا الفيلم يقوم بتحطيم زجاج النوافذ، فيمرّ شارلي  وهو في دور بائع الزجاج، أمام البيت الذي حطّمت نوافذه، فيستدعيه صاحبها لإصلاحها..

وفي سنة 1924 أنتج شارلي لحسابه فيلم « حمّى البحث عن الذهب» الذي قدّمه مرّة أخرى في عصر السينما الناطقة، ولمّا كانت شهرته قائمة على الصمت، حتى قيل – وقتئذ – إنّ شارلي شابلن سيهوى إلى الحضيض، بعد أن طغى الفيلم الناطق.. كما أشيع أنّه سيعتزل السينما.. ولكنّه كذّب هذه الشائعة بتقديم فيلم « الأزمنة الحديثة » الذي تكلّم فيه جميع الممثلين، ماعدا هو.. فقد لبث طوال الفيلم صامتا..

ومع نجاحه كممثّل صامت إلا أنّ الجمهور كان توّاقًا إلى سماع صوته، لكي يعلم أنّه ليس لشارلي رنة تمجّها الأسماع كما كان يذاع عنه في ذلك الوقت.. وخرج شارلي عن صمته، وأسمعنا صوته وهو يتكلّم للمرّة الأولى على الشاشة في فيلم « الدكتاتور العظيم ».. ومن المعروف أن شارب « هتلر» صورة طبق الأصل من شارب شارلي المربع، وقد أراد زعيم ألمانيا ألاّ يكون هناك غيره من يحمل فوق وجهه مثل هذا الشارب، فبعث إلى شارلي يطلب منه أن يتنازل عن شاربه وإلاّ منعَ عرض أفلامه في ألمانيا.

ولا تسل عن النجاح العظيم الذي لقيه شارلي في كلّ أعماله الفنية التي تقوم على مجهوداته الفردية، فهو الذي يؤلّف قصص أفلامه من وحي البؤس الذي لاقاه في حداثته، وهو الذي يضع موسيقاها، ويخرجها، ويمثل الأدوار البارزة فيها.. وأصبح له أستوديو خاص تعاونه فيه منذ إنشائه نفس المجموعة من الفنانين الذين اختارهم حتى أصبحوا جميعا كأسرة واحدة.

 بل إنّه في فيلم الأزمنة الحديثة الذي أنجزه عام 1935، استطاع أن يعالج ببساطة ما قد يكتب فيه الكثير من المؤلفات والبحوث، وهو انسحاق الإنسان وغربته في المجتمع الصناعي الحديث، بل أصبحت أفلامه تهاجم البرجوازية الرأسمالية الأمريكيّة، مستعملا فلسفته في الحياة، واعتزازه بشخصيته كفنان يقوم برسالة، ممّا جعله يتعرّض لمضايقات، ولكثير من المتاعب بسبب نقده العنيف، فاضطرّ إلى مغادرة الولايات المتّحدة.

بعد سنوات من المعاناة، قرّر شارلي الرحيل إلى سويسرا باحثا عن بقية حياة هادئة.. فقد أحال نفسه على التقاعد بعد مسيرة نحو خمسين سنة في خدمة السينما ، وبقي في سويسرا إلى أن فارق الحياة عن عمر يناهز الثمانية والثمانين سنة، قضّاها في كفاح ونضال دائم، حتى غدا يصفونه بحقّ « الفنان البطل » أو « شارلي العظيم » ولأنّه عظيم، فحتّى جثّته لم تسلم، إذ سرقها اللّصوص من أجل فدية..