رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ثقافة مصر 2030

20-7-2017 | 21:22


د.سمير فرج

الثقافة هي أحد عناصر الأمن القومي لأى دولة ...كما تعد الثقافة أحد عناصر قياس القوة الشاملة لأى دولة. أما على المستوى المحلى فأن ثقافة أي شعب تنبع من عناصر كثيرة أهمها الموروث الثقافي الدولة... في كافة أوجه الثقافة من الرسم إلى الموسيقى إلى الفنون الى تاريخ هذا الشعب الذى يكون الموروث الثقافي لهذه الأمة.... بدءا من حكايات الأم  و الجدة لأطفالها ..في كتب الروايات والقصص الشعبية ... ولعل من اهم الدول ذات الموروث الثقافي العظيم ... بدءا من عصر الفراعنة وقصص عروس النيل ... حتى وصلنا الى قصص الزناتي خليفة ... ولقد امتلكت مصر زمام الريادة في الثقافة في العالم العربي من مبدعيها في الادب طه حسين ونجيب محفوظ  وغيرهم ... ونجومها في الغناء والسينما .... ومن خلال الثقافة المصرية ... أصبحت اللهجة المصرية هي الأكثر انتشارا في العالم العربي ... بل ونقول أنها وحدت الثقافة المصرية ... حتى بعد ظهور الطفرة الخليجية مع ظهور الثروة البترولية إلا أن اللهجة المصرية مازالت هي الاساس في التعامل الثقافي في العالم العربي .... وأمام كل ذلك لابد أن يكون لنا وقفة مع الثقافة المصرية ...بسؤال واحد ... إلى أين ...؟؟. أقول أن الثقافة المصرية في حاجة إلى صحوة جديدة ... خوفاً من أن تتوارى في الظل وتفقد مصر أهم عنصر من عناصر قوة الدولة الشاملة في المرحلة القادمة ... لذلك فإنى أرى أن هناك دوراً حاليا للمجلس الأعلى للثقافة ... بأن يتولى مسئولية .. تنشيط الذاكرة الثقافية المصرية وكذلك المحافظة على الهوية الثقافية للشعب المصري أمام الغزوات القادمة لمصر ... عبر الفضاء الخارجي ... لذلك من المهم أن يجتمع المجلس الأعلى للثقافة مع كافة مثقفي مصر .. وأن يضع استراتيجية جديدة لفكر الثقافة المصرية فى الفترة القادمة ... لتكن اكثر دقة ... أن نقول أنها يجب أن تخطط لتكون رؤية الثقافة المصرية حتى 2030 حيث تبدأ أولا بوضع الاستراتيجية الثقافية لمصر ... ثم نحدد مجالات تطوير الثقافة المصرية في الفترة القادمة حتى لا نفقد الهوية المصرية .. داخل الثقافة المصرية .... مع التركيز على كافة نواحي المجالات الثقافية من موسيقى وغناء وشعر وأدب وقصة .. وسينما ... الخ ويتم وضع خطة مستقبلية ... وكيف نكتشف المبدعين المصريين في شتى ربوع مصر ...من خلال الدور الهام لقصور الثقافة المصرية ... التي عليها اكتشاف المواهب الجديدة في ربوع فروع مصر ... وبعدها يتم صقل هذه المواهب وتنميتها ... واعتقد أن كل هذه الأفكار ليست بعيدة عن أهل ورجال الثقافة في مصر وفيهم كثير...لذلك مطلوب في الفترة القادمة وضع الاستراتيجية الثقافية المصرية حتى عام 2030 يشترك في اعدادها نخبة من مثقفي مصر في مختلف مجالات الثقافية المصرية .... واعتقد أن من يتولى ذلك المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية وزير الثقافة شخصيا ... وبعد ان تصدر هذه الاستراتيجية ... تصدر معها ... خطة و  آلية التنفيذ ... هنا يأتي دور وزارة الثقافة في السيطرة على تنفيذ هذه الآلية ... من خلال كافة أفرع الوزارة مع التركيز على دور قصور الثقافة في المحافظات وآليات الوزارة نفسها من الجهات التابعة لها مثل دار الأوبرا المصرية ومسارحها المختلفة ... مسارح القطاع العام وفرق الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة ... ولا ننسى دور اكاديمية الفنون التي يجبأن يكون لها دور حاسم في مرحلة اعداد للإستراتيجية الثقافية ...وبعد ذلك في مرحلة التنفيذ بالآليات المختلفة ... ويجب الا نغفل عنصر التطوير خلال اعداد هذه الاستراتيجية ...والا نقف جامدين أمام ...الفكر الثقافي الجديد ... لكن يجب أن نستفيد من التكنولوجيا الجديدة في تطوير الشكل والأساليب ... لكن سيظل الموروث القديم هي الأساسي في كل شيء ... كذلك يجب أن نركز على مراكز التراث ... وحفظ التراث القديم .. ولعل الأبنودي كان رائد ذلك الفكر عندما بذل جهدا كبيرا في تجميع والحفاظ على السيرة الهلالية... خاصة أن هناك الكثير من مثل هذه السير ...والأهازيج والتي في ذاكرة هؤلاء المداحين ... والتي تخاف أن تندثر مع التقدم التكنولوجي ..وهو الخطر القادم على الثقافة المصرية .... كذلك فإن المتاحف الصغيرة المتخصصة مطلوب الاكثار منها بهدف تشجيع كل ما هو موجود في ذاكرة الأمه من الموروث الثقافي المصري ... والتاريخي ... خصوصاً متاحف الزعماء مثل متحف الرئيس عبد الناصر والزعيم احمد عرابي ... حتى متحف ديليسبس في الاسماعيلية ..

إن مصر في حاجه إلى ثورة ثقافية ... تعتمد على الموروث الثقافي المصري الموجود بهدف حفظة ... وتسجيله ... كذلك الانتباه إلى الثقافة الجديدة العابرة لنا من الخارج عبر السموات المفتوحة ... وأتمنى من الله أن نحافظ مع ثقافتنا المصرية ... القوة الناعمة لمصر فى الفترة القادمة .... فهي ثروة في حياة الشعب المصري لا تقدر بمال ولكن تضع مصر ... في مكانها على رأس دول العالم العربي والشرق الأوسط.