تقرير تكتبه : أماني عبد الحميد
عدسة: إبراهيم بشير
كل ركن فى بيت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بمنشية البكرى شاهد على تاريخ مرحلة هامة فى تاريخ مصر الحديث، بيت ناصر ليس مجرد حوائط أو مبنى أصم، البيت يحمل عبق الأحداث ،وحنيناً لكل ما يمثله من تاريخ وشعوراً بالثورية الطاهرة.
بمجرد أن تدخل بيت الزعيم يطل عليك تمثاله البرونزي الذى أبدعه الفنان جمال السجيني فلا تملك أمامه سوى الانصياع والدخول في زمن الثورة التي قادها لتنقذ مصر من عصر بائد وتجعلها تحيا عصرا جديدا يملؤه الشعور بالقوة والعزة والكرامة ،تسير عبر قاعات البيت وغرفه مرددا هنا جلس،هنا قرأ،هنا نام واسترخ ، هنا اتخذ قرارات مصيرية، وهنا رقد رقدته الأخيرة وفارق دنيانا،هنا عاش الزعيم جمال عبد الناصر.
ونحن نحتفل بذكرى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ والتى يمر اليوم ٦٥ عاما على قيامها، زرنا بيت الزعيم الذي حكم منه ناصر مصر وقاد الأمة العربية والأفريقية للتحرر، والوجود.
بيت الزعيم لا يختلف كثيرا عن بيوت الطبقة الوسطى في مصر أثاثه بسيط، وديكوره ولا يحوى أى مظاهر للترف أو المغالاة، البيت يكشف عن حياة أسرة مصرية عادية ربها بدرجة رئيس جمهورية. بيت الزعيم الذى صار متحفا يروى تاريخ أيام الانتصار والانكسار يتكون من دور أرضي مخصص للضيوف والاستقبالات الرسمية ، ودور علوي مخصص للأسرة ولا تطؤه قدم الغرباء أو الموظفين، المدخل الرئيسى للبيت عبارة عن قاعة استقبال على يمينها الجزء الخاص بالمكتب الرئاسي وعلى يسارها الجزء الخاص بقاعة الصالونات للاستقبال الرسمي للضيوف، ويتكون المكتب الرئاسي من ثلاث قاعات، الجزء الأول عبارة عن قاعة استقبال للضيوف أو انتظار، يليه مكتب الزعيم الذي شهد دراسة وصدور أخطر القرارات السياسية التي غيرت وجه الحياة علي بر مصر، يضم المكتب الخشبي ومن خلفه الكرسي الذي قام الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل بإهدائه للزعيم وقت افتتاح مبنى جريدة الأهرام بشارع الجلاء بعدما أعجب به عبد الناصر، كما يضم المكتب جهاز “بيك آب” للاستماع لاسطوانات الموسيقى حيث اشتهر الزعيم بحبه للموسيقى والاستماع إليها خلال العمل علاوة على جهاز تليفزيون، ويضم أيضا مكتبته التي تحوي عددا من الكتب التي كان يفضل الاحتفاظ بها مثل “ خلاصة تاريخ الكرد وكردستان”,”النزاع بين العرب واليهود” ,” تاريخ الهند” ,” محمد خاتم الرسل” وعدد من مجلة “لايف” الأمريكية وغيرها من كتب التاريخ والسياسة,وصالون ملحق بها المعروف باسم الصالون الشتوي حيث كان ناصر يفضل أن يجلس هناك ليستمتع بأشعة الشمس القادمة من حديقة البيت,كما يحوي خزانة الرئاسة الضخمة والتي احتفظ داخلها بكل الملفات السرية والأوراق والخطابات الرئاسية وكل ما يخص الدولة المصرية,والجزء الثاني من الدور الأرضي هو الجزء الخاص بقاعتي استقبال الضيوف حيث تحوي قاعتين الأولى خاصة بالسيدة تحية حيث كانت تستقبل زوجات الرؤساء وصديقاتها والصالون الثاني وهو الرئيسي والأكبر مساحة مخصص للزعيم كان لاستقبال الرؤساء وكل الزيارات الرسمية ,ويتصدر الصالون لوحة قام بإهدائها رئيس الوزراء الإيطالي للزعيم عبد الناصر وللأسف هي غير معلوم من قام برسمها لكنها اكتسبت شهرة كبيرة نظرا لظهورها في كل صور الزعيم الرسمية.
أول ما يقابل زائر البيت السيارة الخاصة بالزعيم التي تقف شاهدا على تاريخ البيت أمام الباب الرئيسي له ,لكن المدخل الحالي اختلف نظرا لإدخال بعض التعديلات والملحقات على البيت لكي يصلح للعرض المتحفي، كما توضح لنا في بداية الزيارة أمينة المتحف الشابة رشا محمد,حيث تبدأ الزيارة عبر مساحة كبيرة مفتوحة ملحقة بالبيت كانت في الأصل عبارة عن بهو يتوسطه نافورة وملحق بها قاعة للاستقبالات الرسمية لرؤساء الدول وفي الأوقات العادية كانت قاعة للسينما للأسرة,لكن تم تعديلها لتمثل المدخل الرئيسي للمتحف,ويطل عليها قاعة العرض التي تقدم كل الأوسمة والنياشين والهدايا التي تلقى الزعيم خلال فترة إقامته داخل البيت وفترة حكمه لمصر,وتضم فاترينة زجاجية تعرض الكاميرات الخاصة بالزعيم المعروف عنه الشغف بالتصوير الفوتوغرافي وعلى الجدران من حولها هناك صور قام بالتقاطها لأفراد أسرته ومنها صورة لابنته منى خلال حفل زفافها وأخرى لزوجته السيدة تحية، وصور أخرى له أثناء ممارسته لهوايته التي لازمته طوال حياته,ومن الهدايا الثمينة المعروضة داخل القاعة جزء من كسوة الكعبة الشريفة علاوة على عدد من الخناجر الذهبية والمرصعة بالألماس ,ومنها فاترينة تحوى عددا من الأطباق الخشبية المطعمة بالصدف وتحوي صورا وبورتريهات للزعيم ونسخا من البوليستر لتمثال رأس عبد الناصر من إبداع الفنان جمال السجيني, وبجوارها مجموعة من السيوف ذات الأغماد المذهبة والمقابض المزينة ,
القاعة الأخرى التي تطل على المدخل الرئيسى هى قاعة “الميديا” وهي المخصصة لعرض الأفلام الوثائقية والصور التي تؤرخ للأحداث التي مرت بها مصر والأمة العربية والأفريقية خلال حكم الزعيم ,-كما تقول “رشا” - تبدأ باستعراض أهم الأحداث التي وقعت قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ حيث تكشف أسباب اندلاعها والأوضاع التى كانت سائدة خلال الحكم الملكي ,وعلى سبيل المثال لقطات فوتوعرافية لحريق القاهرة, ثم تتوالى اللقطات بتوالي الأحداث التي تبدأ باندلاع الثورة في يوليو ١٩٥٢ وتنتهي بجنازة زعيم الأمة جمال عبد الناصر في سبتمبر ١٩٧٠,
بالتجول داخلها نجد أن القاعة تؤرخ لمراحل عبد الناصر السياسية في أعقاب ثورة ١٩٥٢ وما جاء بعدها من أحداث وقرارات مثل صدور قانون الإصلاح الزراعي بعد الثورة بأقل من شهرين. كأول إجراء ملموس لتحقيق العدالة الاجتماعية أحد أهم أهداف الثورة ,ثم تأسيس هيئة التحرير وحل الأحزاب عام ١٩٥٣ بدعوى أنها مناهضة للثورة وتتصل بالقوى الأجنبية,ثم اتفاقية تقرير المصير واستقلال السودان عام ١٩٥٣ والتي بموجبها تم الإعلان عن استقلال السودان واعتبارها دولة مستقلة ,وإنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في ١٨ يونيه ١٩٥٣ تؤرخ بالصور لوزارة عبد الناصر في عام ١٩٥٤ وتحكي عن الصراعات التي اندلعت داخل مجلس قيادة الثورة ومحمد نجيب والتي تم تسميتها بأزمة مارس، والتي انتهت بقبول استقالة محمد نجيب من رئاسة مجلس قيادة الثورة ورئاسة الوزراء وتكليف عبد الناصر بتأليف الوزارة الجديدة والتي ظل خلالها كرئيس لوزراء مصر,
كما تؤرخ بالصور محاولة الاغتيال التي تعرض لها عبد الناصر في عام ١٩٥٤ أثناء إلقائه لخطاب في الإسكندرية احتفالا بالانسحاب البريطاني العسكرى من مصر ,حيث قام عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اغتياله بإطلاق ثمانى طلقات دون أن تصيبه ,ووقتها قال عبد الناصر كلماته الشهيرة صائحا : “ فليبق كل واحد فى مكانه أيها الرجال .» نشاهد أيضا فى القاعة صور قرارات تمصير الاقتصاد القومى فى عام ١٩٥٥ بعد صدور قانون تمصير الشركات المساهمة وشركات التأمين والاستراد والتصدير وإخضاع رؤوس الأموال للتنظيم القومى، وتطبيق الاشتراكية على الاقتصاد المصرى وفرض سيطرة الدولة على أوجه النشاط الاقتصادى من أجل التحرر من سيطرة الأجانب على جميع قطاعاته ,وصورا أخرى حول قرار تأميم قناة السويس في عام ١٩٥٦,حيث يتردد صوت عبد الناصر خلال إلقائه خطابه الشهير الذي أعلن فيه تأميم القناة بقوله : “ تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية..” ,وتعرض القاعة عددا من الصور لعبد الناصر بعدما أصبح رئيسا للجمهورية خاصة بعد صياغة دستور ١٩٥٦ وحل مجلس قيادة الثورة وموافقة الشعب بأغلبية ساحقة، وصور للجلاء عن مصر فى عام ١٩٥٦ ومغادرة الباخرة البريطانية “إيفان جب” لميناء بورسعيد وعلى ظهرها آخر فوج من العساكر الإنجليز الذين كانوا داخل مبنى البحرية ببورسعيد، وبعدها أمر عبدالناصر برفع العلم المصرى، على مبنى البحرية في ١٨ يونيه الذي يوافق يوم إعلان الجمهورية ليمثل عيدين عيد الجلاء وعيد الجمهورية,وفي ذكراها كتب عبد الناصر: “ إلي الذين جاهدوا من أجل هذا اليوم والذين لم يمتد العمر بهم ليعيشوه ..اتجه إليهم بقلب شعب ..اتجه إليهم بوفاء جميل ,إليهم جميعا ,الزعماء الذين كافحوا..أحمد عرابي,مصطفى كامل, محمد فريد,سعد زغلول, والشباب الذين باعوا أرواحهم فداء كل بقعة من تراب الوطن وتعرض أيضا صور ذكرى الاتحاد القومي الذى تم إنشاؤه في ٢٨ مايو ١٩٥٦ ليكون تنظيما سياسيا بديلا عن هيئة التحرير وكان أمينه العام الرئيس الراحل أنور السادات، كما تعرض لقطات عن حرب الاستنزاف بداية من عام ١٩٦٨،
علاوة على ذلك تؤرخ القاعة لعدد من الأحداث العربية والعالمية التي شهدها عبد الناصر مثل الاعتراف بالصين في عام ١٩٥٦ مباحثات استقلال الجزائر١٩٥٦,اتفاقية الدفاع المشتركة مع سوريا عام ١٩٥٥,صفقة الأسلحة التشيكية عام ١٩٥٥,معركة الأحلاف,تأييد ثورة المغرب ١٩٥٣,أحداث أيلول الأسود حيث دعا عبد الناصر إلى عقد قمة عربية طارئة في ٢٧ سبتمبر ١٩٧٠ ودعا فيها إلى وقف إطلاق النار بين قوات الأمن الأردنية وبين الفصائل الفلسطينية ,وكانت الوساطة بين الإخوة الفلسطنيين والأردنيين هي آخر مهام الزعيم عبد اللناصر حيث وافته المنية في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ عقب انتهاء القمة مباشرة,وعند الركن الأخير للقاعة لا تملك سوى أن تشعر بحزن الفراق عندما تشاهد صورة الابن الأصغر “عبد الحكيم” للزعيم يحتضن نعش والده وهو يبكي بحرقه وهو لايملك من الأمر شيئا,وهو نفس الشعور الذي سيطر على الملايين التي خرجت من كل صوب وحدب حزنا على فراق ناصر ووداعه الوداع الأخير.
وبعيد عن الجزء المتحفي يطل الجزء الخاص بإقامة الأسرة حيت ظل على حاله,هناك غرفة نومه الخاصة ,وسريره الذي اصطحب معه هموم الأمة حتى جافه النوم ليال طويلة,دولابه الخاص ,وهنا مكتبه الخاص الملحق بغرفة نومه والذى يختلف عن المكتب الرئاسي ,يتميز بالبساطة والحميمية وعلى ركنه الأيمن تطل صورة للسيدة “ تحية “ لتلازمه خلال سهره وخلوته ,وهناك أمام سريره نرى طاولته التي كان يجلس أمامها ليحتسي قهوته الصباحية ,مكتبته التي تحوي الكتب والمجلات التي فضل الاحتفاظ بها ليقرأها في خلوته, وهناك أيضا غرفة المعيشة التي كان يحرص على الاجتماع مع أبنائه وزوجته حيث كانوا يقضون جلسات السمر والسهر سويا يناقشون فيها كل أمور الحياة وجدرانها تحتضن صورهم في كل المناسبات,
في الدور العلوي هناك قاعة متحفية أخري تعرض عددا من مقتنيات الزعيم الشخصية مثل أقلامه ,ماكينة الحلاقة الخاصة به ,أجهزة الراديو التى كان يفضل أن يستمع إليها,وعدداً من الصور الشخصية له ولأسرته مثل صورة زفافه على السيدة تحية ,صورة زفاف بناته منى وهدى,وفاترينات تعرض عددا من متعلقاته مثل نظارته الطبية ,ولاعة السجائر الخاصة به ماركة دانهيل ,وعلبه سجائر مذهبة ومبسم سجائر جزؤه السفلي مذهب ,وعلبة سجائره الفضية ,وقطعة من قماش تعود لعمامة السيد البدوي داخل مظروف عليه إهداء من الأستاذ عبد الرؤوف جبريل ,وأخرى تعرض عددا من أجهزة الراديو التي يحب الاستماع إليها ,كما تعرض القاعة عددا من الأسطوانات الخاصة بالزعيم منها مجموعة من الأسطوانات التي تحوي أجزاء من كلماته وأسطوانات مسجل عليها موسيقى منها لفرقة الآلات الشعبية الروسية وأخرى للموسيقى الكلاسكية تحت عنوان “ موسيقى ميلانو للقرن الثامن عشر” وتحوي أعمالا لكل من “سامارتيني “ ,و”فلورومي “ , “سارتي” , “باخ” ,”موتزارت” ,وأسطوانات لمؤلفات تشايكوفسكي ,علاوة على صور تؤرخ لمراحل حياته العمرية بداية من تاريخ الميلاد وعائلته وصور مع والده وأخرى له مع أقرانه في المدرسة ثم صور له مع بدايات التحاقه بالجيش المصري, ففي البداية ترى الصور الأولى له حيث يجلس وسط عائلته عندما كان صغيرا ,
الصور تكشف مدى ارتباطه بأسرته حيث اعتاد أن يتبادل الرسائل مع والدته حتى وفاتها في عام ١٩٣٦ بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقي ,وكتب وقتها كلمات عبرت عما تجيش نفسه من حزن : “ لقد كان فقداني لأمي في حد ذاته أمرا محزنا للغاية ,كان فقدها بهذه الطريقة وعدم توديعي إياها صدمة تركت داخلي شعورا لا يمحوه الزمن وجلعت آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد بها مضضا بالغا في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين..” وتعمق حزنه بعدما تزوج والده قبل نهاية العام الذي توفت فيه والدته,كما تؤرخ أيضا لبدايات نشاط عبد الناصر السياسي عندما شاهد تظاهرات في ميدان المنشية بالإسكندرية وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها,بعدها علم أنها كانت من تنظيم جمعية “مصر الفتاة” للتنديد بالاستعمار الإنجليزي في مصر وفي أعقاب قرار رئيس الوزراء إسماعيل صدقي بإلغاء دستور ١٩٢٣ ,ووقتها تم القبض على عبد الناصر وتم احتجازه لمدة ليلة واحدة قبل أن يقوم والده بإخراجه,
وبعد الانتقال إلى القاهرة قضى معظم وقته في القراءة حيث اهتم بقراءة السير الذاتية لكبار القادة الذين أثروا في مجرى التاريخ ,أثرا كثيرا برواية عودة الروح لتوفيق الحكيم التي ورد فيها : “ الشعب المصري في حاجة فقط إلى الإنسان الذي سيمثل جميع مشاعرهم ورغباتهم والذي سيكون لهم رمزا لهدفهم..” لذا كانت إلهاما له لإطلاق ثورة ١٩٥٢ ,وبعد التحاقه بكلية الأركان العامة بدأ يسعى الى تكوين مجموعة من الضباط الذين يملكون مشاعر قومية لتكوين جبهة قوية تستطيع رد الكرامة للشعب المصري وأصلح الأوضاع السياسية ,حيث كتب عبد الناصر قائلا : “ ركزت في عام ١٩٤٨ على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي ,والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم للإقدام على التغيير اللازم..” ,وجاء قرار تقسيم فلسطين في عام ١٩٤٧ ليمثل مرحلة في كفاح عبد الناصر ضد الاستعمار وفي سبيل الاستقلال الوطني,
وفي نهاية الجولة أكدت نادية أحمد كامل مديرة المتحف أن وزارة الثقافة حصلت على مقتنيات الزعيم المعروضة داخل المتحف من أسرته خاصة من الدكتورة هدى عبد الناصر، وهناك جزء آخر حصلت عليه من دار الكتب والوثائق حيث كان مخزن هناك مثل الأثاث والصالونات الخاصة بالزعيم,وأن المتحف منذ افتتاحه منذ حوالي أكثر من ثمانية أشهر توافدت عليه أعداد كبيرة من مختلف الفئات والأجيال ,وتقول:«كثيرا ما نرى دموع الزائرين لدى دخولهم بيت الزعيم ومشاهدة صورة ومقتنياته..» فلايزال المصريون يعشقونه يحبون إحياء ذكراه حتى اليوم, يرددون كلمة واحد :” اشتقنا لك “ ,بالرغم أن كثير من الزوار لم يعاصروا عبد الناصر في حياته مشيرة الى أن الشباب يأتون ليتعرفوا عليه وعلى حياته وقراراته وعن مصر خلال فترة حكمه,وإن تظل ذكرى ميلاده ١٥ يناير وذكرى وفاته ٢٨ سبتمبر هي أكثر الذكريات التي يحرض الزوار على القدوم إلى المتحف والبيت لقضائها في رحاب الزعيم وصحبته,وأوضحت أن المخزن يحوي عدد كبير من مقتنيات الزعيم عبد الناصر ولم يتم عرضها ,لعدم وجود مساحة كافية فهناك تماثيل خاصة به وسيوف قيمة وإهداءات وهدايا من كل دول العالم خاصة أفريقيا ومصاحف ,ونعمل على إعداد قاعة للعرض المتغير حتى يمكن عرض كل المقتنيات الموجودة بالمخزن بشكل دوري حتى يستمتع بها الزائر ,بل من الممكن أن نعرض ما يملكة الأفراد من مقتنيات تمثل الزعيم عبد الناصر من لوحات أو صور .
وكان القرار رقم ٧٧ الخاص بتحويل بيت الزعيم جمال عبد الناصر إلى متحف استغرق سنوات طويلة لتنفيذه حيث دخل القرار أدراج الحكومة المصرية منذ عام ١٩٧٠ بعد وفاته مباشرة ,وظل قراراً مع إيقاف التنفيذ نظرا لاستقرار السيدة تحية أرملته فيه,ثم عاد القرار إلى حيز التنفيذ بوفاتها في عام ١٩٩٠ إلا أن الحكومة المصرية تجاهلته وحولت بيت منشية البكري إلى مكاتب تابعة لرئاسة الجمهورية,وظل الحال كما هو حتى تولت وزارة الثقافة مسئولية تحويله إلى متحف,واستغرق إعداد المتحف سنوات حتى خرج إلى النور مر عليه سبعة وزراء ثقافة حتى تم افتتاحه في سبتمبر ٢٠١٦ في ذكرى وفاة الزعيم عبد الناصر ليحكي تاريخ زعيم وتفاصيل حقبة زمنية مليئة بالأحداث الكبرى من حياة الشعب المصري.