اختلف الزمن .. وبقى الهدف واحداً
بقلم – على محمود
- على الرغم من اختلاف العصر والزمن والظروف التى دعت إلى قيام ثورتى ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر، وثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣ بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، الذى كان يشغل آنذاك منصب القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ورغم هذا الاختلاف، فهناك العديد من أوجه التشابه بين الثورتين، وأيضاً بين الزعيمين ناصر والسيسى.
- فثورة ٢٣ يوليو قام بها مجلس قيادة الثورة للقضاء على الاستعمار وفساد الملك والإقطاع والرأسمالية، وبمجرد إعلان عبد الناصر عن الثورة ساندها الشعب، لأنه رأى أنها قامت من أجله، وتسعى لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع أفراد وطبقات الشعب من خلال الأهداف والمبادئ التى أعلنت عنها ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وهى:
١- القضاء على الاستعمار.
٢- القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال.
٣- القضاء على الإقطاع.
٤-إقامة جيش وطنى.
٥- إقامة عدالة اجتماعية.
٦- إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
- وقد أنجزت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر العديد من الإنجازات والمشروعات القومية لمصر منها على سبيل المثال لا الحصر:
١- قانون الإصلاح الزراعى الذى أعاد الحق للفلاح المصرى.
٢- إلغاء الطبقات بين جميع أفراد الشعب المصرى، وأصبح الفقراء عسكريين وقضاة وأساتذة جامعات ووزراء وأطباء ومحامين، وقد تغيرت البنية الاجتماعية للشعب المصرى بهذه القرارات الثورية.
٣- تأميم قناة السويس فى ١٩٥٦، وتصدى الجيش والشرطة والشعب للعدوان الثلاثى بعد قرار التأميم.
٤- قضت الثورة على السيطرة الرأسمالية فى مجالات الإنتاج الزراعى والصناعى.
٥- تمصير وتأميم التجارة والصناعة التى استأثر بها الأجانب.
٦- القضاء على الإقطاع، بعد أن أنزلت الثورة الملكيات الزراعية عن عرشها.
- أما بالنسبة لثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣، فهى ثورة شعب حماها الجيش والشرطة، عندما خرج أكثر من ٣٠ مليون مواطن من أجل إسقاط النظام الفاشى للجماعة الإرهابية، وكانت هتافات الملايين فى ميادين الثورة بكل محافظات مصر «يسقط .. يسقط حكم المرشد» و «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة»، هى الترجمة الحقيقية لانتصار إرادة المصريين للحفاظ على الوطن من الانهيار، وكان للشعب المصرى ونجاح ثورته أعظم الأثر فى إفشال المشروع الصهيو أمريكى بإشاعة الفوضى الخلاقة وتقسيم مصر.
- أما أهداف ثورة ٣٠ يونيه فكانت العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وهى نفس الأهداف التى لم تستطِع ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ أن تحققها بعد أن اختطفتها الجماعة الإرهابية.
- وعن أهم المشروعات والإنجازات التى حققتها ثورتا ٢٣ يوليو و ٣٠ يونيه، فمن الممكن القول إن ثورة ٢٣ يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر حققت إنجازات مهمة، منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع تأميم قناة السويس وبناء السد العالى وإنشاء العديد من المصانع الاستراتيجية مثل الحديد والصلب بحلوان، والألمونيوم بنجع حمادى، والغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.
- أما المشروعات والإنجازات التى حققتها ثورة ٣٠ يونيه بقيادة الرئيس السيسى فقد أنجزت الدولة المصرية العديد من المشروعات القومية العملاقة، بدءاً من مشروع حفر قناة السويس الجديدة بأيدى وأموال الشعب المصرى، ومشروع تنمية محور قناة السويس وشرق بورسعيد، ومشروع بناء مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل ولأهالينا من سكان العشوائيات، ومشروع استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان والطرق والكبارى وإنشاء العديد من المدن الجديدة للتوسع العمرانى واستيعاب الزيادة السكانية مثل: الإسماعيلية، والمنصورة، ودمياط، والعاصمة الإدارية، وهناك مشروعات كبرى عملاقة يتم تنفيذها الآن ولم يعلن عنها، كما قال الرئيس السيسى، حتى لا يستهدفها أهل الشر، وهناك مشروعات غذائية سوف يعلن عنها فى غضون عدة أشهر خاصة بالثروة الحيوانية والداجنة والسمكية و١٠٠ ألف صوبة مساحة الصوبة فدان، يعنى مائة ألف صوبة تقدر بمائة ألف فدان تتم زراعتها بكل أنواع الخضر والفاكهة، وهذه المشروعات الغذائية سوف تكون بأسعار أقل من ٥٠٪ مما يعرض فى الأسواق، وهو ما يجعل الأسعار تنخفض لمواجهة التجار الجشعين.
- الجدير بالذكر أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بتنفيذ ٢٥٣ مشروعاً قومياً من هذه المشروعات بتكليف من الرئيس السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة.
- وهناك العديد من السمات والصفات تجمع بين الزعيمين جمال عبد الناصر وعبد الفتاح السيسى نوجزها فيما يلى:
١- كلاهما تخرج فى الكلية الحربية مدرسة الوطنية ومصنع الرجال، ولم لا، وقد آمن الزعيمان واعتنقا عقيدة القوات المسلحة للمقاتل المصرى فى مواجهة الأعداء: إما النصر أو الشهادة.
٢- كلاهما ظلا على استعداد للتضحية بحياته فى سبيل الحفاظ على الأرض والوطن.
٣- الرصيد الشعبى الذى حظى به الزعيمان، كان هو الدافع وراء الانتصارات والإنجازات التى حققها القائدان بعد ثورتى ٢٣ يوليو و ٣٠ يونيه.
٤- كل من ناصر والسيسى واجه الاستعمار وطيور الظلام من الجماعة الإرهابية وتصديا لمؤامراتها فى محاولة هدم وتدمير الدولة الوطنية فى مصر..
- وقد أعلن الزعيم جمال عبد الناصر بشأن الجماعة الإرهابية: «إن الإخوان مالهمش أمان» و”من يدعو للتصالح مع الإخوان فهو خائن”.
- وقال عنهم الزعيم السيسى: “ لا مصالحة مع تنظيم إرهابى يرفع السلاح فى وجه الشعب، يقتل ويدمر ويخرب”.