في الذكرى الثانية لرحيلها .. فيلمان نادران لسيدة الشاشة العربية
يمر اليوم عامان علي رحيل الفنانة فاتن حمامة التي أثرت السينما المصرية بروائع أفلامها وصنفتها أعمالها بأنها سيدة الرومانسية بجانب لقب سيدة الشاشة العربية التي حصلت عليه بعد عرض فيلمها موعد مع الحياة من إنتاجها وزوجها السابق عز الدين ذو الفقار عام 1953 علاوة على أن بعض أفلامها دخلت قائمة أفضل مائة فيلم مصري في تاريخ السينما.
تعـد فاتن حمامة من أشهر نجمات السينما العربية وستظل كذلك لفترة طويلة بما تركته من أعمال فنية وأيضاً أعمال إنسانية سجلت اسمها في سجل الخلود حيث شاركت هي وفنانو الزمن الجميل في خدمة الوطن واقتطعت جزءأ كبيراً من وقتها لجمع التبرعات من المواطنين في قطار الرحمة عام 1953 وكانت تلك التبرعات نقوداً ومواد عينية مثل مواد البناء والأطعمة والملابس وغيرها، وقد وصلت بالقطار في يناير من نفس العام إلى صعيد مصر ، الأقصر وقنا وأسوان ووقفت تخطب في الناس بنفس لهجة الصعايدة وأثرت فيهم كلماتها فقاموا بالتبرع من أجل جيش مصر وإكراماً لجموع الفنانين ، ومن الطريف أن قام أحد المواطنين بالتبرع بعنزته وأعطاها لفاتن حمامة التي طلبت من ثريا حلمي أن تحملها حتى تعطيه فاتن بطاقة شكر .. وأيضاً من مواقفها الجميلة مرورها على المستشفيات لعيادة المرضى وجرحى الحرب في 1956 وفي حرب أكتوبر 1973.
وعن أعمالها الفنية فنقول بإيجاز أن فاتن حمامة بدأت مشوارها الفني أول الأربعينيات حيث كان أول ظهور لها وهي طفلة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد عام 1940 ثم الظهور الثاني بعد أربع سنوات في فيلم رصاصة في القلب ومن عام 1945 بدأت رحلتها الحقيقية مع السينما حيث مثلت في ست سنوات من 1945 إلى 1950 حوالي 20 فيلماً منها ملائكة الرحمة وبيومي أفندي والعقاب وخلود واليتيمتان ونحو المجد وكرسي الاعتراف .. وتأتي فتر الخمسينيات وهي أكثر الفترات انتاجاً في مشوارها الفني حيث بلغت 50 فيلماً في 10 سنوات وهي فترة النضج الفني والشهرة الواسعة والأفلام التي تعـد من علامات السينما المصرية وأشهرها إبن النيل والأستاذة فاطمة ، موعد مع الحياة ، أيامنا الحلوة، الله معنا ، صراع في الميناء ، موعد غرام ، صراع في الوادي ، طريق الأمل ، سيدة القصر ، بين الأطلال ودعاء الكروان .. وفي فترة الستينيات يقل انتاج فاتن حمامة ليصل فقط إلى 14 فيماً أشهرها نهر الحب ولن أعترف ولا وقت للحب والباب المفتوح والحرام وحكاية العمر كله .. وفي فترة السبيعنيات مثلت فقط سبعة أفلام أشهرها إمبراطورية ميم وأريد حلاً وأفواه وأرانب .. ثم اختتمت رحلتها الفنية بثلاثة أفلام وهي ليلة القبض على فاطمة ويوم حلو ويوم مر ثم فيلم أرض الأحلام ..
بلغ مجمل أفلام فاتن حمامة 103 فيلماً ، بينها فيلمان يعدا من النوادر ولا يعرف كثير من جمهور السينما عنهما شئ وهما فيلم القاهرة عام 1963 مع النجم العالمي جورج ساندرز وريتشارد جونسون وجون ميلون وأحمد مظهر ، ويحكي الفيلم عن لص توفده إحدى العصابات الدولية لسرقة آثار توت عنخ آمون من مصر ويقابل هذا الشاب فتاة بسيطة تحاول أن تقنعه بالعدول عن نيته وابعاده عن العصابة ، ويغضب زعيم العصابة الذي يأتي مع باقي أفراد أفرادها إلى المتحف المصري لإتمام السرقة لكنه لا يستطيع الخروج بما سرق لأن الشرطة المصرية تترصدهم وقامت بالقبض عليهم وتمنح الشرطة مكافأة للشاب وفتاته يستطيع بها شراء أرض كان يحلم أن يقيم فيها مزرعة .. أما الفيلم الثاني فهو فيلم رمال من ذهب إنتاج عام 1971 بطولة فاتن حمامة ودريد لحام ونهاد قلعي وعبد الوهاب الدوكالي وتوفيق الدقن ، إخراج يوسف شاهين ، ويحكي عن منافسة في إحدى القرى المغربية بين شقيقين هما طارق وياسر على قلب إبنة عمهما ويتقدمان للزواج منها فيوافق والدها على زواجها من ياسر ويسافر أخيه طارق إلى أسبانيا للعمل في مصارعة الثيران وتهرب إليه الفتاة لأنها كانت تميل إليه ، ويطلب منها أن تعود إلى المغرب لكنها ترفض وتظل بجانبه إلى أن يحقق ثروة ، وفي إحدى المباريات ينقض عليه ثور يجرحه وكاد أن يقلته ويصل ياسر لعقاب الفتاة على هروبها منه لكنه يجدها مع أخيه الذي تحبه وتعتني به وقت إصابته فيتراجع ياسر عن نيته ويعود إلى المغرب .
تزوجت فاتن حمامة مرتان من نجوم الوسط الفني، كانت أولهما من مخرج الروائع عز الدين ذو الفقار وكانت له معه أجمل الذكريات وساعدها كثيرا على بزوغ نجمها وشهرتها وصاحبها أيضا في كثير من رحلات قطار الرحمة وأنجبت منه نادية ذو الفقار التي أشركتها معها في فيلم موعد مع السعادة عام 1954 من إخراج عز الدين ذور الفقار ثم اشتركت نادية مع والدتها في فيلم تليفزيوني آخر وهو حكاية وراء كل باب عام 1979 .. وكانت الزيجة الثانية لها من الفنان عمر الشريف الذي أشهر إسلامه وأنجبت منه طارق وانفصلت عنه وكانت الزيجة الثالثة من الطبيب محمد عبد الوهاب وعاشت حياة هادئة بعد أن اعتزلت الفن عام 1993 إلى أن عادت ومثلت مسلسل ضمير أبله حكمت للتليفزيون عام 2000.
بقي أن نذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر قام بتكريمها في عيد العلم وكرمها الرئيس السادات مرة أخرى في عيد الفن وحصلت على وسام المرأة العربية من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.