ملتقى مركز المخطوطات بالإسكندرية يوجه الأنظار للاهتمام بالتراث الشعبي الإسلامي والقبطي
عقد مركز المخطوطات برئاسة الدكتور مدحت عيسى "الملتقى الدولي الأول لتحقيق نصوص التراث الشعبي.. الواقع والمنهج"، داخل القاعة الكبرى في مكتبة الإسكندرية العريقة، والذي شارك فيه كوكبة متميزة من أساتذة الجامعات المصرية والعربية والأوروبية، وكلهم علماء كبار ولهم بصمات بارزة في مجال تحقيق التراث.
واستمرت فعاليات المؤتمر على مدى يومين 22 و23 يونيه الجاري، حيث عقدت أربع جلسات نوقشت خلالها أكثر من 21 دراسة، بالإضافة إلى المداخلات التي أثرت الحوار، وحملت الكثير من النقاط والمسائل المهمة في موضوع الملتقى، خاصة وأن الملتقى شهد حضورا كبيرا من المتخصصين في مجالي التراث الشعبي وتحقيق التراث العربي بشكل عام، وكذلك أساتذة الجامعات من كافة التخصصات، بالإضافة إلى حضور عدد كبير من طلبة الجامعات، مما يعكس اهتماما كبيرا بموضوع الملتقى، ومدى وعي الشباب قبل الكبار بالدور المحوري والقومي للتراث الشعبي .
دارت الجلسة الأولى، والتي جاءت تحت عنوان {التراث الشعبي روافده وتجلياته} استعرض فيها المشاركون أفكار أبحاثهم، وقد ترأس الجلسة الدكتور مدحت عيسى أستاذ ومدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، والذي بدأ حديثه بالترحيب بالحضور، وأشار إلى أن الملتقى يأتي ضمن خطة سنوية لمركز المخطوطات، للتباحث حول وضع رسم تصور ذهني للوعي بتراثنا المخطوط ، ودائما ما تبدأ الأفكار العلمية بالسؤال لماذا يقيم مركز المخطوطات اليوم هذا الملتقى العلمي الذي عنون { بتحقيق نصوص التراث الشعبي الواقع والمنهج}؟ .
وأضاف قائلا: في هذا الصدد أود شكر الدكتور عمرو منير، لأنه أول من أوعز إلي بهذه الفكرة، حينما التقيته في دولة الإمارات كان يتحدث حينها عن موضوع في التراث الشعبي، وإذا به بعد أن ينتهي من إلقاء ورقته، يأتي لي ويطالب بأن يكون هناك ملتقى أو مؤتمر يتعلق بالتراث الشعبي المخطوط، نتناوله من زاويتنا نحن المتخصصين في التحقيق، ربما لأنه في كثير من الأوقات يكون التعامل مع العلم تنظيرا أو أداءا، يختلف من قليل أو كثير عن التعامل مع مصادر هذا العلم فهرسة وتحقيقا وتوثيقا، لذا كانت الفكرة بضرورة البحث وراء الأصول، وراء المصادر الأولى التي أنتجت هذا التراث الشعبي ، بكل روافده وبكل تجلياته المختلفة، ولأننا شعب يضرب بظهور تاريخه في الأعماق، فان التراث الشعبي جزءا أصيلا من الحضور العربي عموما والإسلامي أو القبطي خصوصا، هذا التراث الشعبي بتجلياته المتنوعة يفرض وجوده في الذاكرة الجمعية، يفرض وجوده في التحليل التاريخي، يفرض وجوده في التعامل بين أطياف المجتمع المختلفة، هذا الوجود أوعز إلينا بضرورة أن نبحث في المصادر وأن نحاول الوقوف على المناهج العلمية المتنوعة، التي يجب أن يأخذ بها المتخصص في التراث الشعبي، إذا أراد أن يتعامل مع نص مخطوط من النصوص التراثية المرتبطة بالتراث الشعبي عموما .
بعد ذلك تحدث الدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، عن مشروع علمي مهم جدا، تحت عنوان { توثيق التراث الشعبي في المصادر العربية (مشروع وطني جدير بالتنفيذ)، بعده تحدث الدكتور عمرو عبد العزيز منير أستاذ تاريخ الإسلام والعصور الوسطى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، أم القرى ، وجامعة جنوب الوادي ، عن موضوع { الخيال الشعبي وصناعة التاريخ في سيرة فتوح مصر المحروسه}، كما تم عرض دراسة بعنوان {الأدب الشعبي القبطي : المصطلح وموضوعاته} للباحث أشرف أيوب معوض، ثم عرضت الباحثة الجزائرية الدكتورة أحلام لغريب، جامعة محمد بوضياف الجزائرية دراستها التي حملت عنوان {التراث الشعب المخطوط في الجزائ : الواقع والتحديات}، كما كانت هناك مشاركة متميزة للأكاديمية والمترجمة الألمانية بروفيسير كلوديا أوت، حول تجربتها مع ترجمة السير الشعبية العربية إلى الألمانية.
وأعلنت عن صدور ترجمة حديثة قامت بها لأقدم { مخطوط لألف ليلة وليلة }، بعدها تحدث الدكتور محمد محمد عبد السميع كبير باحثين بمركز المخطوطات ، مكتبة الإسكندرية عن دراسته التي جاءت بعنوان { مخطوطات موريسكية ذات طابع شعبي } .
جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان { مناهج البحث والتحقيق}، وقام بإدارتها الدكتورعمرو منير، وتحدث فيها الدكتور خالد فهمي الأستاذ بكلية الآداب، جامعة المنوفية والخبير بمجمع اللغة العربية، عن دراسته التي حملت عنوان { مناهج تحقيق التراث الشعبي ونشره : دراسة في فكر عبد الحميد يونس}، بعده تحدث الدكتور نبيل حمدي الشاهد الباحث في التراث الشعبي، عن دراسة بعنوان { مناهج تحقيق الحكايات الشعبية بين رقمنة المخطوطات وعلم النص .. دراسة في نماذج مختارة }، ثم تحدث الدكتور فرج قدري الفخراني أستاذ الادب الشعبي والفولكلور، كلية الاداب، جامعة جنوب الوادي، عن دراسة بعنوان {حوسبة جزئيات السير الشعبية العربية ( الموتيفات )}، ثم تحدث تحقيق الدكتور هشام عبد العزيز الباحث في التراث الشعبي عن دراسته التي جاءت بعنوان {مخطوطات التراث الشعبي نظرات تطبيقية في الأدوات والإجراءات المنهجية}.
أما الجلسة الثالثة، فقد جاءت تحت عنوان { واقع التراث الشعبي 1} وقام بإدارتها الدكتور خالد فهمي، وكانت الدراسة الأولى بعنوان {المجتمع القبطي السكندري في العصر العثماني .. من خلال سيرة شعبية قبطية تنشر لأول مرة} تحدث عنها الدكتور عمرو رياض (أستاذ الدراسات العربية والإسلامية) والدكتور عمرو منير (أستاذ مساعد في تاريخ الإسلام والعصور الوسطى)، بعد ذلك عرضت دراسة بعنوان { السيرة العربية للقديس «مرقوريوس»: أضواء على الثراث الشعبي المسيحي } للباحث الدكتور باسم سمير الشرقاوي رئيس تحرير دورية «التراث العربي المسيحي»، ثم قام القس بيجول عبد الله كاهن كنيسة الأنبا بشاي والأنبا بطرس بعرض فكرة دراسته التي شارك بها في الملتقى، والتي حملت عنوان { من التراث الشعبي القبطي .. الحكم والأمثال والأدعية في المخطوطات القبطية}، وتحدث بعده الباحث في التراث القبطي.