25 عامًا من الخوف.. عمرو دياب رائد «اللوك الجديد»
ينتظر عشاق الهضبة عمرو دياب طرح أحدث أغانيه بعنوان "اللون الجديد" بنهاية الأسبوع الحالي، وهي من كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان محمد يحيى، توزيع محمد حمدي وأمير محروس، وميكساج وديجيتال ماستر أمير محروس، وظهر في بوستر الأغنية بلوك جديد يتوافق مع اسم العمل، لتستمر مسيرة التجديد التي انتهجها الهضبة طوال تاريخه الفني.
ولم يكتفي الهضبة، كغيره من النجوم، بلوك واحد خلال مسيرته بل تعددت الألوان التي ظهر بها، سواء على مستوى التجديد في الموسيقى والكلمات والشكل، الذي بات مثالًا يتبعه الأجيال المختلفة التي عاصرته منذ بدايته وحتى الآن، ولكن ما الذي يجعل جعله رائد «اللوك الجديد» حتى تربع على القمة لسنوات عديدة؟، سؤال بحثنا عن إجابته للكشف عن سر التجديد المستمر للهضبة.
وبالعودة إلى تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا منذ نحو 25 عامًا، كان عمرو دياب لديه قناعات ربما لم تتغيّر إلى الآن، وهي من أسباب نجوميته ووصوله إلى شرائح مختلفة من الجمهور، وكان يرى أن أكثر ما يقلقه على أعماله هو التغيّر المستمر لذوق الجمهور بشكل متسارع، ربما من شهر إلى آخر، والسبب ما كان يراه من خلال الشبكات التلفزيونية وشبكة الإنترنت.
وآمن الهضبة أن المشكلة التي تسبب الخوف والقلق لأي مطرب هي مدى قدرته على تطوير أدائه وموسيقاه بالقدر نفسه الذي يتغيّر به ذوق الجمهور، ورأى أن عمر الأغنية لا يتجاوز الأسبوع حتى يبحث الجمهور عن أغنية جديدة، وعلى المطرب أن يكون فنانًا في الموسيقى وأن يفكّر في الجديد، وأن يتمتّع بالوعي الكافي للثقافة العامة للجمهور، ودراسة كل ما هو جديد، معللًا ذلك بأن عدد كبير من الموسيقيين لا يستمعون إلى موسيقى الغرب ولا يعرفون الفرق الغربية.
كما أوضح أن الثقافة العربية تفرض حالة من العزلة على الموسيقى المصرية، فالبعض يرفض الاطلاع على الموسيقى الغربية ويكتفي بالترحّم على الرواد الذين رحلوا.
واقتنع الهضبة في ذلك التوقيت أن تعداد سكان مصر، الذي كان يبلغ نحو 60 مليون نسمة، يشهد تنوعًا واختلافًا في الأذواق وأن أي إنسان يستمع إلى ما يتناسب مع ثقافته، واعتقد أنه من الصعب أن يكون هناك ذوق موحّد للجمهور، وأننا نعيش في بلد مليء بالتناقضات الكثيرة نتيجة الحضارات الكثيرة التي أثّرت في تكوين الشخصية المصرية فجعلتها متطلعة للبحث عن كل ما هو جديد، وهو ما جعل عمرو دياب يبحث دائمًا عن التجديد.
وبمرور نحو ربع قرن على حديثه، استمر عمرو دياب في التجديد الدائم في أعماله وشكله تماشيًا مع رؤيته الفنية وتحليله لطبيعة الجمهور المصري والعربي، واطلاعه على الثقافات الموسيقية المختلفة، وخوفه المستمر من تغيّر ذوق الجمهور، حتى أصبح على القمة متفردًا.