دعم متبادل بالأزمات.. علاقات تاريخية بين مصر والبحرين تعود إلى 1919
تعود العلاقات بين مصر ومملكة البحرين إلى عقود طويلة من التعاون والدعم والمساندة بين البلدين الشقيقين، بدءا من ثورة 23 يوليو وحتى ثورة 30 يونيو 2013 وما بعدها، حيث أخذت العلاقات في التنامي والقوة عاما بعد عام، وخاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أولى اهتماما كبيرا بالعلاقات المصرية – العربية، ومن بينها البحرين.
ورحب الديوان الملكي البحريني، بزيارة الرئيس السيسي والوفد المرافق له، التي تبدأ اليوم الثلاثاء إلى البحرين، حيث سيكون في مقدمه مستقبليه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث أكد الديوان الملكي أنه سيتم خلال الزيارة عقد مباحثات بين الرئيس السيسي والملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتناول العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحات الإقليمية والعربية والدولية.
وقد بلغت العلاقات البحرينية المصرية أسمى مراتب التضامن ووحدة الصف في عهد الرئيس السيسي، في ظل حرص القيادتين في البلدين على تعزيز أوجه ومجالات التعاون واستمرار التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا العربية والإقليمية.
وهناك عدة محاور ومرتكزات تقوم عليها العلاقات والمواقف المشتركة بين البلدين، ومنها التعاون الوثيق بين القيادتين وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك في شتى المجالات، وكذلك ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والموقف المشترك بشأن القضية الفلسطينية والحفاظ على وحدة وسلامة دول الوطن العربي وعلى رأسها العراق وليبيا واليمن.
تاريخ العلاقات المصرية البحرينية
تعود التعاون بين مصر والبحرين إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين - قبل استقلالها- في عام 1919، ومنذ ذلك الحين تواصلت العلاقات بين البلدين في النمو، وتجلى ذلك في ثورة 23 يوليو 1952 وما أعلنته من قرارات حيث تفاعل شعب البحرين مع تلك الثورة وما اتخذته من قرارات.
كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنًا مع الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، كما ساندت البحرين مصر عند إنشاء السد العالي، وكذلك تجاوب شعب البحرين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967.
وكانت مصر سبَّاقة بإعلان الدعم الرسمي للبحرين طوال تاريخها، حيث كانت من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين عام 1971 لمواجهة المزاعم الإيرانية، وتقديم أول سفير مصري لأوراق اعتماده بالمنامة عام 1973، كما أقرّت مصر رسميًا عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحوّلت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي.
وخلال القمة الإسلامية بالقاهرة في فبراير 2013، جاء موقف شيخ الأزهر خلال لقائه بالرئيس الإيراني، حيث أكد شيخ الأزهر ضرورة احترام الجميع لاستقلال البحرين وعروبتها وعدم التدخُل في شأنها الداخلي، ليضيف المزيد لرصيد الدعم المصري المستمر لسيادة المملكة وعروبتها.
دعم ثورة 30 يونيو
كانت البحرين من أوائل الدول التي أيّدت ثورة 30 يونيو 2013، واعتاد العاهل البحريني مشاركة مصر في جميع مناسباتها الهامة، فقد حضر حفل تنصيب الرئيس السيسي، وشارك في حفل افتتاح قناة السويس، ومؤتمر مصر الاقتصادي لدعم الاقتصادي الوطني، وكذلك المشاركة في القمة العربية التي ترأستها مصر في دورتها الأخيرة.
وقد أجرى الرئيس السيسي 3 زيارات سابقة إلى البحرين، وتعد الزيارة الحالية هي الرابعة منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2014، والذي حرص على تعزيز مجالات التعاون وكانت السنوات الثمانية الماضية أكثر الفترات التاريخية ازدهارا في علاقات مصر بالبحرين والخليج العربي، والتعاون الوثيق بين القيادتين في البلدين وتأكيد دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك في شتى المجالات.
وقد سبق أن زار ملك البحرين مصر 5 مرات في زيارات رسمية بجانب زيارات للمشاركة في عدد من القمم الإقليمية.