وتمر الأسابيع..أزمة قناة الحياة.. كواليس وخبايا شائكة وحالة خوف تجتاح الجميع
الملف إعداد: هبة عادل - عمرو والى
عندما يكون النجاح كبيرا.. يكون السقوط أيضا بنفس الحجم وعندما تكون فى الصدارة .. فإن انهيارك سيكون مدويا.. وهو ما حدث ونتابعه فى مختلف وسائل الإعلام خلال الاسبوعين الماضيين من عمر أزمة كبيرة تعيشها قنوات الحياة الفضائية، والتى احتلت المرتبة الأولى لسنوات عدة متتالية فى استفتاءات شعبية ورسمية وظلت فى قلوب جمهورها محتلة مركزا كبيرا من الحب والاهتمام والمتابعة.
الاسباب مختلفة والتداعيات كبيرة والقضايا شائكة والحوارات ساخنة حول هذه القضية التى شغلت وستظل الرأى العام مؤخرا.. يدور بحثنا فى هذا الملف حول أكثر من محور ونبحث ونتحدث مع جميع أطراف الأزمة ومن عايشوها في صفحاتنا القادمة.
خلفية
وفى عجالة نود أن نلقى الضوء سريعا على الأزمة حيث فوجئ جمهور ومتابعو قناة الحياة صباح الاثنين 3/7.. بتوقف البث عن القناة ما يعنى انقطاع إشارة بثها عبر القمر الصناعى نايل سات.. وقالت الأسباب المبدئية إن سبب الأزمة فى المقام الأول هو مادى بحت.. حيث إن القناة مديونة بأكثر من عشرين مليون جنيه لمدينة الإنتاج الإعلامى.. فيما أكد البيان الصادر عن المدينة أنها قد أرسلت أكثر من خطاب إنذار للقناة.. تطالبها بدفع المستحقات المستوجبة عليها ولما كانت الاستجابة «صفر».. فما كان من المدينة إلا اتخاذ قرار الوقف وإحالة القضية للنظر أمام القضاء .. فى الإطار نفسه ردت قناة الحياة من جانبها ومن خلال بيان اصدرته مفاده بأنها تنفى مديونيتها للمدينة وتقول إن الثابت رسميا أنها هى التى تدين المدينة بمبلغ يجاوز قيمة المديونية المدعاة والمتمثل فى مبالغ سددت من طرفها للمدينة تحت حساب شراء مساحة من الأرض أعلنت المدينة عن بيعها بالمزاد العلنى فى عام 2010 لإنشاء استديوهات خاصة ثم تبين بعد ذلك عدم أحقيتها القانونية فى اتخاذ قرار البيع على نحو ما انتهى إليه الجهاز المركزى للمحاسبات وقرار رئيس الوزراء. وهذا ما كذبته المدينة تماما وبالمستندات.
قصص وروايات
وقد بدأنا أول ما بدأنا بالاستماع إلى قصص وروايات شهود العيان.. بل وأصحاب الأزمة الحقيقية من المتضررين من وقف القناة ووقف حالهم مع هذا الانقطاع.
فهناك أكثر من 800 عامل وعاملة من مخرجين ومعدين ومصورين ومونتيرين وحتى عمال البوفيه.. قد طالهم الأذى وذلك ليس على خلفية اغلاق القناة فقط فى أوائل يوليو الجارى وإنما خيوط الأزمة قد بدأت قبل ذلك بكثير.
كواليس
فعلى سبيل المثال قالت مصادر لـ"الكواكب" إن يوم الخميس 28 رمضان شهد إضرابا من الفنيين حول عرض الحلقات الأخيرة من مسلسل "كلبش" حيث تتطلب الحلقات عدة تفاصيل فنية قبل إذاعتها إلا أن العمال الفنيين أضربوا عن ذلك فى صورة اعتصام أمام ستديو 11 لقناة الحياة خوفا من عدم الحصول على رواتبهم قبل العيد، ما أدى إلى وصول الأمر للسيد البدوى مالك قنوات الحياة الذى اجتمع بهم فى محاولة للتفاوض معهم. وأكدت المصادر أن "البدوى" اجتمع بهم وشهدت الجلسة شرحه لحجم الأزمة، التى تمر بها القناة إلا أن العاملين بمختلف وظائفهم أصروا على الحصول على مستحقاتهم المادية ليحتوى "البدوى" الموقف بحل وسط من وجهة نظره فوعد بصرف مبلغ 400 ألف جنيه على هيئة شيك لكل مدير يقوم بصرفه للإدارة الخاصة به. وأفادت المصادر بأن مبلغ الـ 400 ألف جنيه سيتم توزيعه على العاملين بالقناة على هيئة منح كل شخص مبلغ 1000 جنيه تحت بند "سلفة" وذلك بناء على تعليمات "البدوى" الذى وعد أيضا بصرف راتب شهر لكل شخص بعد العيد من مستحقاته المالية المتأخرة. وأكدت المصادر أنه حتى الآن لم يحصل العاملون على شىء باعتبار أن الشيكات المفترض صرفها مستحقة الصرف بتاريخ 4/7/2017، فيما تم صرف قيمة شهر واحد فقط لمن لا يتجاوز راتبه 3 آلاف جنيه.
خوف وفزع
وقصص أخرى رواها لنا أصحابها ولكن ما لفت الانتباه هو حالة الخوف الشديدة والفزع الذى يعيشه هؤلاء المتحدثون إلينا.. حيث طالبنا معظمهم بعدم ذكر اسمه فيما امتنع آخرون عن الحديث "للصحافة" وقد فسر ذلك بعض المقربين إلينا.. بأن حالة الخوف هى ما يسود القناة دائما.. فإذا ما كتبت أحد "بوست" على صفحته الشخصية بالفيس بوك وأبدى فيه اعتراضاً على سياسة القناة وبادره أحد بوضع علامة like. كان "الرفد" من العمل هو المقابل والجزاء.. فما الحال وهؤلاء الناس لهم ألوف مؤلفة ويحتاجون لاستردادها وعلى هذا النحو احترمنا رغبتهم فكل هدفنا هو الحقيقة.
فقال احدهم.. ويعمل مصوراً بالقناة.. تركتها منذ شهور وانتقلت للعمل فى قناة فضائية أخرى ولى مبلغ لديهم يصل لـ22 ألف جنيه.
ولا أدرى ما إذا كنت سأحصل عليه أم لا؟
وقال مصور آخر فى أحد البرامج الشهيرة لدى القناة: وأنا فى طريقى للقناة على موعد مع «أوردر» تصوير.. تعطلت سيارتى على الطريق.. وحتى لا أتأخر عن عملى.. أكملت بسيارة تاكسى ولما وصلت واخبرتهم بالمبلغ الذى دفعته.. لما أتقاض شيئاً فى الوقت الذى رأيت بعينى الآلاف التى تدفع لضيفة البرنامج التى كانت موجودة وقتها.. هذا فضلا عن أن لى عندهم إجمالى راتب يصل إلى 000.50 جنيه لا أعرف ما مصيرها.
واضاف آخر.. كان لنا شهور لا نتقاضى مرتباتنا وكنا نقف حوالى "40 شخصاً" فريق عمل برنامج وحالنا هو نفس الحال لنرى النجوم يتقاضون أموالهم مقابل استضافتهم ونحن صامتون ومتعجبون.
وقفة احتجاجية
ولما كنا على تواصل مع العديدين من هؤلاء المتضررين.. فقد طالعتنا إحداهن بأن هناك وقفة احتجاجية.. سيقوم بها العاملون ظهر الأحد 9 يوليو أمام مسجد النيل بالعجوزة وقد ذهب مندوب زميل من طرف "الكواكب" ليقوم بالتغطية والتصوير وبعد انتظار أكثر من ساعة "تحت الشمس الحارقة" لم يجد إنساناً قد وصل.. فذهب إلى مقر حزب الوفد بالدقى ربما يجد ضالته المنشودة فلم يجد شيئاً.. وبالاتصال بمصدرنا علمنا أنهم قد توجهوا إلى مقر القناة بالمدينة بأكتوبر بدعوة من إدارة القناة التى وعدتهم بتقاضي مستحقاتهم.. ولما ذهبوا وجدوا أن سقف الطموحات هو مجرد 3000 جنيه بحد أقصى للفرد وهو ما اعتبره العاملون «ضحك عليهم» فيما لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يحدث فيها مثل هذا التصرف من جانب إدارة القناة.