30 يونيو.. الإنقاذ والإنجاز
لم يكن فى مقدور أحد أن يتوقع أن تنجو مصر من براثن أخطر مؤامرة شيطانية.. بعد أن تحالفت عليها قوى الشر فى الداخل والخارج.. لذلك فأعظم ما فى ثورة 30 يونيو 2013.. أنها عبرت عن عبقرية المصريين.. وقدرتهم على صنع الفارق.. وهزيمة المستحيل فعندما انتفض المارد.. وأدرك الخطر على هذا الوطن خرج كالطوفان.. يقتلع حكم الإخوان المجرمين من جذوره فالمصريون فى وجدانهم.. وعقلهم الجمعى.. يؤمنون ان لهذا الوطن جيشاً يحميه.. ويحفظ إرادة شعبه فأطلقوا صيحتهم التاريخية (وا جيشاه).. وصلت الرسالة فى سرعة البرق إلى قائد وطنى شريف.. يتخذ قراره بلا تردد أو خوف أو حسابات أخرى غير مصلحة الوطن وحماية الشعب.. فانبرى جيش مصر العظيم وشرطتها الوطنية لنداء هذا الوطن وشعبه بكل جسارة وشجاعة.. ليشهد الوطن فجراً جديداً إيذاناً بالخلاص من مؤامرة الشيطان.. لتفتح أمامه رؤية وإرادة البناء التى قادها (رجل الأقدار).. صاحب شرعية الانقاذ والإنجاز الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ وأنجز وبنى وعمل وأعاد للوطن الحياة والوجود والنماء والازدهار والمكانة.. فأصبحت التجربة المصرية مصدراً غير محدود للإلهام.. وتوقف التاريخ إجلالاً واحتراماً وتقديراً لعطاء هذا القائد الذى أثبت ان مصر ولادة بالأفذاذ والعظماء.
«شهادة ميلاد».. لوطن كاد يضيع.. وتجسيد عبقرى لعظمة شعب وجيش.. وجسارة قائد وطنى شريف
كتبت كثيراً عن عظمة ثورة 30 يونيو 2013 كونها أعظم ثورة شعبية فى التاريخ المعاصر.. ليس فقط لأنها عزلت نظاماً ظل على مدار عام يعمل ضد الوطن بكل ما تحمله الكلمة من معني، وفى تخيلى ان وصول الإخوان إلى حكم مصر جاء تراكماً لخداع بدأ منذ عام 1928 حتى وصل إلى ذروته فى 2012.. وتشاء الأقدار والحكمة الإلهية أن يتداعى هذا الخداع فى أقل من عام، ويستيقظ المصريون من غفلة ووعى مزيف عن حقيقة هذا التنظيم الإرهابى الشيطانى العميل، وفى ظنى أن وصول الإخوان لحكم مصر أيضاً جاء مرتباً وممنهجاً ومدفوعاً ومدعوماً من قوى خارجية ارتأت فى الإخوان فرصة تاريخية لتحقيق أهدافهم الشيطانية فى مصر بإضعافها وإسقاطها وتقسيمها وإخراجها من معادلة القوة والتقدم لأنها تشكل حجر عثرة أمام سيناريوهاتهم وصفقاتهم ومخططاتهم، أرادوها من خلال الجماعة الإرهابية فريسة ولقمة سائغة على موائد الذئاب.
إذا أردت النظر إلى ثورة 30 يونيو العظيمة، تلك الثورة التى جسدت إرادة هذا الشعب العظيم والتى انتفض جيش مصر الوطنى الشريف لحمايتها، وتحقيق مطالب المصريين من منظور شخصى فهى بالنسبة لى تعنى الحياة وشهادة ميلاد جديدة.. فقد انتابتنى حالة غريبة لم أعرفها يوماً فى حياتى أننى خاصمت كل مظاهر الاحساس بأننى على قيد الحياة، فقدت معنى الدنيا، كان قلبى ينخلع وفى حالة انقباض منذ يناير 2011 وحتى عزل الإخوان من حكم مصر لكنها مظاهر وأحاسيس مختلفة ما بين الهلع والفزع والخوف على ضياع هذا الوطن فى ظل فوضى عارمة وكأن ذئاب الدنيا تجمعت لتنهش فى مصر حتى قطاع من أبنائها لم يرحموا ضعفها أو يخافوا على مصيرها.
حديثى ليس له علاقة على الاطلاق بوجهة نظرى عن نظام ما قبل يناير 2011 فقلت مثل جموع المصريين يهمنى فقط أن يظل هذا الوطن آمناً سالماً مطمئناً لا يواجه أى خطر أو تهديد فأما الباقى فهو مجرد تفاصيل حتى وان اختلفت درجة جودة الحياة أو مدى المعاناة ان تحولت البلاد لركام وكهنة «بالية» وانتشر فيها الفساد والاهمال فى البر والبحر والجو، لكننى مثل الأغلبية الكاسحة من المصريين الذين تجرى فى دمائهم فضيلة احتضان الوطن والخوف عليه والحذر من مغبة سقوطه لا نتحمل ان نراه منكسراً أو مفزوعاً أو مهدداً، فالإنسان المصرى عاش على ضفاف النيل.. يلتحم مع بقية الشعب.. يحتضن بعضهم البعض، لا يثور ولا ينتفض ولا يتحول لمارد إلا ضد المستعمر أو المحتل أو الغزاة.. ليفتدى هذا الوطن ولا يتحمل أن يدوس عدو خارجى على كرامة الوطن وفى التاريخ المصرى مشاهد تدعونا للفخر من مقاومة ودحر الغزاة، أو مجموعات الفدائيين التى كانت تتصدى للمستعمر.
لكن ما رأيته وشاهدته فى يناير 2011 كان غريباً ودخيلاً على المصريين ليس فى المطالبة بحقوقهم أو التغيير مع الحفاظ على سلامة الوطن، ولكن فى حجم التجرؤ على الوطن بالتخريب والتدمير والحرق والإرهاب والفوضى والانفلات واستهداف مؤسسات الدولة والجحود والنكران لقيمة الوطن.
مشاهد يناير 2011 المأساوية كانت هدماً للقيم والثوابت والجينات المصرية، وتشكيكاً فى قيم الولاء والانتماء، ليس لمن خرجوا وطالبوا بنقاء من أجل التغيير والإصلاح، ولكن فيمن أرادوا هدم الوطن، ربما هؤلاء جاءوا من رحم التسطيح والفراغات التى تركتها الدولة وسلمتها لغيرها لتعبث فى هوية وثوابت وقيم بعض المصريين وتبث لديهم وعياً مزيفاً يرتكز على الكراهية واللا ولاء واللا انتماء، ممن تربوا على أيدى الإخوان المجرمين وباقى التنظيمات الإرهابية التى خرجت من رحمهم من زوار السفارات الأجنبية المعادية لمصر، ومن نشطاء سافروا وتدربوا وقبضوا من أجل هدم الوطن.
قلوب المصريين.. السواد الأعظم، حزب الكنبة كانت تنخلع على الوطن.. فى ظل ما يستهدفه من تخريب وتدمير، كانت الحياة بلا طعم.. الجميع يرى ان مصر إلى المجهول.. أعداؤها.. يقولون إنها لن تعود قبل 5 قرون كاملة، بعد وصول الإخوان المجرمين إلى حكمها.. بدأوا ينفذون مخطط الاجهاز على ما تبقى من مصر، أرادوا تسليمها إلى أعدائها.. فشلوا فى إدارة أمورها، افرجوا عن عتاة الإرهاب والإجرام، وأجلسوهم فى مقاعد أبطال أعظم انتصارات العسكرية المصرية، انهار الاقتصاد، وبدت فى المشهد المصرى ملامح السقوط على أيدى الجماعة، فالطوابير تصل إلى كيلو مترات من أجل الحصول على البنزين والسولار والبوتاجاز وانقطاع شبه دائم للتيار الكهربائى، وشح فى مصادر الطاقة، توقفت عملية الحياة والإنتاج.. تفرغ الإخوان للأهل والعشيرة وتدبير المؤامرات.. وقتل أبناء الوطن من خلال عمليات إرهابية وإجرامية على أيدى الإرهابيين الذين أخرجوهم من السجون، ناهيك عن محاولات التمكين والتكويش وأخونة مؤسسات الدولة، وإصدار إعلان دستورى «مشبوه».. وهو ما جعل الشعب منذ فشل الرئيس المعزول محمد مرسى فى تنفيذ وعوده بتحسين الحياة وحل الأزمات فى 100 يوم، ولم ير المصريون إلا الفشل والتخبط والأكاذيب والوعود التى لم تتحقق.
من هنا استشعر المصريون الخطر على وطنهم، وتأكدوا بما لا يدع مجالاً للشك ان نظام الإخوان جاء ليدمر هذا الوطن، وتسليمه لأعدائه.
انتابتنى خلال عام الإخوان الأسود مشاعر وأحاسيس أتمنى من الله- عز وجل- ألا يعيدها على مصر أو على أحد من أبنائها الشرفاء شعرت أننى مواطن درجة عاشرة ان هذا البلد العظيم لا يستحق حكم الإخوان العميل، لملمت أشيائى وأقلامى وتطلعاتى سواء للوطن أو لشخصى وأدخلتها فى عداد النسيان، كانت الفاجعة والاحباط لا تفارقني، لكنى فى نفس الوقت كان لدى يقين بداخلى ان شمس مصر سوف تسطع وأن فجرها آت لا محالة.
الغريب ان أحد سكان العمارة التى كنت أسكن فيها وكان متألماً ومأزوماً بسبب حكم الإخوان وتصرفاتهم سألنى فجأة متى الخلاص؟، طمأنته دون أن أدرى أو امتلك معلومات، ولا أعرف كيف اجبته قلت انتظر إلى شهر مارس وذلك فى عام 2012، وعندما حل هذا الشهر، أعاد السؤال عليّ مرة أخري، جاء مارس ولم يحدث شيء وإذا بى أرد عليه انتظر لـ(يونيو) ولم أكن أعلم ان أعظم ثورة فى تاريخ المصريين.. ستأتى لتكون الفجر الجديد لهذا الوطن، بعد زوال حكم الإخوان المجرمين.
30 يونيو بالنسبة لى هى طاقة النور والأمل، والثورة التى أعادت الحياة لهذا الوطن، وبعثت فيه الروح من جديد، وأكدت على عظمة هذا الشعب، انه بحق شعب ليس له «كتالوج» يدهشك بصبره وتحمله وتحديه للمستحيل، ففى الوقت الذى أدركت فيه قوى الشر أنها حققت أهدافها، وتوهمت أن أمر مصر قد دان لها.. يخرج المارد منتفضاً ليسقط كل الأوهام والخيالات واضغاث أحلام قوى الشر، ينتشل مصر من براثن أخطر مؤامرة فى تاريخها.
لذلك أيضاً سيظل الجيش المصرى العظيم هو الأمل وطاقة النور والسند ومركز الثقة والاطمئنان لدى المصريين، فالجيش الذى أدار شئون البلاد بعد تنحى مبارك.. كان ومازال مثالاً للوطنية والشرف، حافظ على مصر من السقوط والانهيار، وانحاز لإرادة الشعب فى كل الأحوال.. سلم السلطة فى 2012.. تجسيداً لاحترامه لإرادة المصريين، وعندما أدرك هذا الشعب خيانة الإخوان وانتفض وخرج بالملايين إلى الشوارع والميادين يريدون عزل وطرد نظام الإخوان العميل أطلقوا (صيحات تاريخية) تجرى فى دمائهم وتملك قلوبهم حباً وتقديراً لخير أجناد الأرض، (وا جيشاه) هنا لم يدر جيشنا العظيم وقائده الوطنى الشريف الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى آنذاك ظهره لإرادة ونداء شعبه واستجاب على الفور فى حماية ثورة وإرادة الشعب العظيم، واستجاب لمطالبهم فى مشهد أبهر العالم، وجسد وطنية وشرف أعظم جيوش الأرض.
ثورة 30 يونيو، هى أيضاً ميلاد جديد لهذا الوطن ولابد أن يتوقف التاريخ إجلالاً واحتراماً لقائد وطنى عظيم وشريف.. حمى إرادة شعبه، وأنقذ وطنه، فامتلك شرعية الإنقاذ.
التاريخ يتوقف إجلالاً واحتراماً لقائد عظيم وشريف امتلك الشجاعة والجسارة.. ليقرر حماية إرادة شعبه دون أن يفكر فى حسابات البشر أو يعرف الخوف أو التردد طريقه إلى قلبه، فهو المقاتل والفارس النبيل الذى لا يرى إلا الانحياز للقيمة والمبدأ والشرف.
الرئيس عبدالفتاح السيسى صاحب القرارات المصيرية والتاريخية التى غيرت وجه الحياة فى مصر، أنقذت وطناً كان على مشارف الضياع، إنحاز لإرادة شعبه تجسيداً لعقيدة وطنية شريفة تربى عليها فى المؤسسة العسكرية المصرية بيت الوطنية، السند والدرع والحصن لهذا الشعب، قرر وجيشه ان يفتدى المصريين، وتصدى معهم لدحر إرهاب الجماعة الإرهابية وتحملت قواتنا المسلحة وشرطتنا الوطنية الثمن من أرواح ودماء أبناء الجيش والشرطة نداء للوطن، فاسترد أمن واستقرار هذا الوطن، وأطلق أكبر مشروع للإصلاح والبناء والتنمية والتقدم فى تاريخ مصر.. لذلك عبقرية هذا القائد انه انتصر فى أكبر وأخطر معركتين خاضهما هذا الوطن، معركتى البقاء والبناء.
نجح الرئيس السيسى الذى أنقذ مصر وحمى ثورة شعبها فى تأسيس الدولة الحديثة، وقيادة ملحمة البناء والتنمية والتطوير والتحديث فى كل المجالات والقطاعات حول مصر إلى خلية عمل وإنجاز ونجاح.. خلص شعبها من شبح الأزمات والأمراض والمعاناة.. أنهى عقوداً من المشاكل المزمنة.. حافظ على كرامة المصريين فى الداخل والخارج.. بنى دولة قوية وقادرة بأعلى المعايير والمواصفات العالمية، جنب مصر ويلات وتداعيات الأزمات العالمية وفق رؤية استشرفت المستقبل، واستبقت وجود التحديات.. أعاد لمصر الدور والثقل والمكانة على الصعيدين الإقليمى والدولي.
من حق المصريين ان يفخروا بقائدهم الجسور الذى حمل مصر فى قلبه وتحدى التحدى من أجلها، وبذل الجهد من أجل ألا تتعرض مرة أخرى لنوات وهزات وعواصف، فى دولة تمتلك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة، دولة يشار لها بالبنان، تحظى باحترام وتقدير العالم، تشارك بقوة وفاعلية فى المنظومة الدولية، وتتبوأ قيادة أخطر مناطق العالم، وهى الشرق الأوسط.
إعادة الروح لعلاقات مصر مع الأشقاء فى أمة العرب، والقارة السمراء مكنت مصر من الثقة والمصداقية، والقدرة على حماية أمنها القومى أينما كان.. فما بين اقتصاد قوى وقادر على المقاومة والتصدى للأزمات، واعد يحمل مقومات المستقبل، ومواطن يحظى بالكرامة فى ظل قيادة سياسية جل جهودها التخفيف من معاناته، دائماً عينه على الفئات الأكثر احتياجاً، جابر للخواطر مثال ونموذج للانسانية المتدفقة ينزل الشارع ويتابع ويعمل على مدار الساعة من أجل تحقيق أحلام هذا الوطن وتحويلها إلى واقع يلمسه المواطن.
الحقيقة ان ثورة 30 يونيو العظيمة هى تجسيد لإيمان هذا الشعب بأن مصر ولادة بالعظماء.. فأهم مكاسب هذا الشعب، وأهم إنجازاته هو هذا القائد العظيم الذى أقول وبحق انه غير وجه الحياة فى مصر، مكننا من القدرة والثقة على تحقيق النجاح والأهداف مهما كانت الصعوبات والتحديات، خلق بداخلنا القدرة على تحدى التحدي،.. فعلى مدار 8 سنوات قاد فيها البلاد إلى عصر الإنجازات والنجاحات والمشروعات العملاقة، ودولة زى ما الكتاب بيقول لتدخل مصر إلى عهد (الجمهورية الجديدة) بثقة وثبات وفكر وقدرات خلاقة، وثقة فى تحقيق الإنجاز والإعجاز مهما كانت التحديات، إنها بالفعل مصر التى فى خاطري، والتى حلمت بها دائماً أنا لأهلها ولشعبها، دولة غير قابلة للاختطاف أو أن تهزها ريح وعواصف المؤامرات والمخططات والأطماع.. يعلم ويعرف الجميع قوتها وقدرتها لذلك تضع الخطوط الحمراء فلا تستطيع أى قوة تجاوزها أو عبورها.
إنها دولة 30 يونيو- الجمهورية الجديدة التى قاد مسيرتها، وأسسها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ينسب كل إنجاز وإعجاز ونجاح لهذا الشعب العظيم، تحت مقولة «الشعب هو البطل».
تحية لقائد مصر الجسور وشعبها العظيم، وجيشها القوى الشريف وشرطتها الوطنية فى ذكرى يوم الخلاص 30 يونيو 2013.