ثورة 30 يونيو نقطة تحول في تاريخ مصر.. سياسيون: أنهت مخططات الفوضى لبدء نهضة تنموية شاملة
يحتفل الشعب المصري اليوم، بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو 2013، يوم أن خرج الشعب المصري في كل أنحاء الجمهورية مطالبين بإسقاط حكم الجماعة الإرهابية وإنقاذ البلاد من الفوضى والأزمات وبراثن العنف والخطر الذي كانت تعيشه طوال عام حكم الجماعة، والذي عانى خلاله المواطنون من أزمات طاحنة ونقص في كل الخدمات وتهديدات مستمرة وحالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وجاءت ثورة 30 يونيو لتفسد كل مخططات ومحاولات إفشال مصر لتنقذها من حافة الهاوية والنفق المظلم الذي كانت تسير فيه، وأكد سياسيون أن الثورة نجحت في تحقيق مكتسبات عديدة وأهدافها بأن أعادت لمصر هيبتها ومكانتها الإقليمية والدولية وتبدأ بعدها مسيرة من الإصلاح والتنمية في كل المجالات.
مكتسبات ثورة 30 يونيو
وفي هذا السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة 30 يونيو حدث مهم في تاريخ البلاد، فكل وطن في حياته تواريخ وأحداث معينة يلتف حولها الشعب ويشعر بالفخر بها مثل 23 يوليو و6 أكتوبر و30 يونيو، موضحا أن هذه الأحداث جزء من تاريخ المجتمع والوطن شهدت وأعقبتها نتائج هامة.
وأوضح بدر الدين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه المكتسبات لثورة 30 يونيو تنعكس على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أنه على المستوى السياسي والدبلوماسي فقد اتبعت مصر بعد هذا التاريخ سياسة خارجية تتسم بالتوازن والاستقلالية والانفتاح على المحاور المتعددة مثل الجنوب في القارة الأفريقية والشرق في آسيا والمنطقة العربية وارتباط الأمن القومي المصري والأمن العربي، وكذلك تجاه الغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن السياسة المصرية متوازنة وتتسم بالمرونة ما أدى إلى تدعيم دور مصر على المستوى الإقليمي والدولي فتولت مصر عضوية الاتحاد الأفريقي وعضوية مجلس الأمن لمدة عامين، موضحا أنه على المستوى الاقتصادي بدأت مصر تتجه نحو المشروعات القومية الكبرى والعملاقة التي تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد وجذب الاستثمارات الخارجية.
وأكد أن أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو هي حل المشكلات التي كانت ترتبط بمعيشة المواطن العادي منها مشكلات الطرق والكهرباء وانقطاعها، مشددا على أن مصر بعد 30 يونيو بدأت تهتم بالنواحي الاجتماعية، فلدينا مبادرة حياة كريمة وزيادة المعاشات والدعم المالي والاجتماعي للفئات التي تحتاج لذلك مثل العمالة الموسمية.
وأضاف بهاء الدين، أن التنمية لم تعد في جانبها المادي فقط بل أصبح هناك اهتماما كبيرا بالعنصر الأساسي في عملية التنمية الذي يقوم بها ويستفيد منها وهو الإنسان في إطار بناء الإنسان المصري، موضحا أن ذلك تحقق من خلال الاهتمام بالصحة ومكافحة الأمراض والأوبئة وتوفير حياة كريمة وإدخال المرافق الأساسية والاهتمام بالقرى الأكثر فقرا وهي كلها انعكست آثارها على المواطن المصري.
أفسدت محاولات إفشال مصر
ومن جانبه، قال اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن ثورة 30 يونيو هي نقطة تحول فارقة في تاريخ الشعب المصري، فهي ثورة شعبية غيرت الواقع المرير الذي عاشه المصريون آنذاك، موضحًا أن مصر كانت على حافة الهاوية وفي طريقها للفشل والأزمات والعنف وأعمال الفتنة والاستقطاب بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضح كدواني، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الشعب المصري عانى من مشكلات في كل نواحي الحياة، منها الكهرباء والصحة والمحروقات وتوفير الوقود للسيارات وحتى الخبز، بجانب حالة من الاحتقان لدى أبناء الشعب المصري، فكانت البلاد على حافة الحرب الأهلية وكان الواقع مريرًا ومخيفًا، وهناك تهديدات من كل النواحي.
وأضاف أن ثورة 30 يونيو أفسدت مخططات أجندة تآمرية كانت تستهدف تهديد مصر ومحاولة تركيعها وإفشالها تمامًا، حيث كان لا بد من وقفة شعبية، موضحًا أن هذه الثورة ساندتها القوات المسلحة والشرطة والرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع حينها، والذي كان بطلًا قوميًا في قراره وتدخله وتحملت القوات المسلحة في تحقيق إرادة الشعب المصري في تغيير الحال.
وأكد أن ثمار ثورة 30 يونيو 2013 تشمل كل القطاعات والمجالات فبدأت الدولة تستعيد قوتها وهيبتها والتصدر لأعمال العنف والإرهاب، وكذلك استعادة ثقلها الإقليمي والدولي بعدما عانت من تراجع دورها ومكانتها خلال عام حكم الجماعة الإرهابية، موضحًا أن الدولة بدأت مسيرة الإصلاح والتنمية في شتى المجالات.
ولفت عضو مجلس النواب، أن الدولة بعد 30 يونيو أولت اهتمامًا كبيرًا بكل أطياف وفئات الشعب المصري فأصبح هناك تمكينًا حقيقيًا للمرأة والشباب وتقديم الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة، بجانب الطفرة التنموية غير المسبوقة في الزراعة والصناعة والطاقة وكل القطاعات الاقتصادية.
وأكد أن مصر تواجه الآن تحديات عديدة وخاصة أزمتي جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية اللتان تهددان العالم أجمع في الوقت الحالي، ولولا الإصلاح الاقتصادي والمشروعات التنموية التي نفذتها البلاد على مدار الـ8 سنوات الماضية لكان الوضع صعبًا للغاية، موضحًا أن البلاد ستعبر كل المشكلات وسيكون لمصر مستقبلًا واعدًا.