أتتذكر يوم سرنا في طريقنا معًا جنبًا إلى جنب خرجنا دون تحديد موعد مسبق، فكل الشواهد كانت تنذر بقرب الطوفان حينها لم تكن لدينا رفاهية الانتظار، أو الاختيار!
سمعنا بآذاننا هدير مياه الفيضان القادم، السيل العارم الذي لم يكن في مقدوره أن يهدأ حتى ينتقي من منا سيدمر، ومن سيترك، فليس بعد الطوفان شيء سيبقى سوى الخراب، والدمار.
ولأننا نعلم أنكِ باقية يا بلادي امتلأت نفوسنا بالأمل من جديد رغم مسحة الحزن التي علت وجوهنا سعينا لإنقاذك استجبنا، ونستجيب!
إيماننا بوجوب الخروج لنجدتك كان يقينًا. من منا كان سيفرط في حقك، وحريتك؟! كيف يمكن أن نستسلم لمن يسعون بكل جحود لقهرك، لكسرك، لتقويض سيادتك! تاريخك حاضر بقوة من حولنا. تاريخك تم نسجه في معابدك في كنائسك، ومساجدك!
تذكرت معي الآن لحظة وقوفي للصلاة، وأنت واقف بجانبي لحمايتي كنت تساندني، وكنت أساندك!
كنا نهتف باسمك يا بلادي فكلنا تحت رايتك نتوحد، نتآخى، نتناسى الاختلاف.
أتذكر معك هذا المشهد جيدًا حينما كنا نشاهد الجميع يتهافتون على كل الميادين يغنون، يهتفون باسمها. نحن شعب قد اعتاد العناد كنا نأخذ من كل تهديد لنا جسرًا للعبور .
كانت أيدينا المتشابكة هى السياج الذي يحمينا .
أراك تبتسم لعلك استرجعت لحظات نصرنا بدعم جيش بلادنا، بدعم كل من كان في عنقه أمانة حماية مصر، إنقاذها وإنقاذنا .