أكد رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية الدكتور أشرف إسماعيل، أن تسجيل واعتماد المنشآت الصحية وفقاً لمعايير (GAHAR)، الصادرة عن الهيئة والمعتمدة دولياً، يهدف إلى إحداث التغيير المنشود في المنظومة الصحية، تنفيذًا لرؤية مصر2030 وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في توفير خدمة صحية ذات جودة عالمية للمواطن المصري.
جاء ذلك خلال المحاضرة الافتتاحية لبرنامج "إيجي كاب" للدفعة الأولى من العاملين بالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية؛ للحصول على شهادة «أخصائي تأهيل منشآت صحية للاعتماد – Egyptian Certified Accreditation Professional" EGYCAP»، والذي تم افتتاحه بمقر الهيئة بمدينة نصر.
وأوضح إسماعيل أن تسجيل واعتماد المنشآت الصحية ليس مجرد «تنظيم المنشأة الصحية لوثائق وأوراق بشكل منمق للحصول على شهادة»؛ وذلك نظراً للطبيعة الخاصة والمعقدة لصناعة الرعاية الصحية من جهة، ومن جهة أخرى لأن البوصلة الأساسية لوضع المعايير منذ اليوم الأول هي النتائج المتحققة وفعالية النظام في استدامتها مما يجعلها قواعد حية وقابلة للتطوير طوال الوقت، وهو ما يجب أن يستقر في أذهان جميع القائمين على تأهيل المنشآت الصحية للحصول على الاعتماد.
وأضاف رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أنه تم تخصيص الدفعتين: الأولى والثانية، من هذه الشهادة للعاملين بالهيئة ضمن برنامج بناء القدرات المؤسسية للعاملين، مشيداً بتنظيم الإدارة العامة للتدريب للغير للبرنامج الموجه للعاملين، وبأداء الإدارات العامة لأبحاث وتطوير المعايير الصحية، والدعم الفني للمنشآت الصحية، في إصدار المعايير لمختلف أنواع المنشآت الصحية وحصولها على الاعتماد الدولي من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية الاسكوا إلى جانب العمل على تأهيل المنشآت الصحية للحصول على شهادتي التسجيل والاعتماد تمهيداً لتقديم خدماتها ضمن مشروع التأمين الصحي الشامل سواء من خلال برامج التوعية أو برنامج تنمية القدرة المؤسسية على التقييم الذاتي.
وحول المفهوم الأساسي للجودة في مجال الرعاية الصحية الذي تتبناه هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أشار الدكتور إسماعيل إلى أنه يركز على ضمان القيام بالخطوات والإجراءات الصحيحة مع جميع المرضى في جميع الأوقات دون تمييز أو تفرقة، والتي تبدأ بالتشخيص السليم القائم على الدليل والبرهان مع مراعاة خصوصية الحالة الصحية لكل مريض، وهو ما تؤكد عليه المعايير القومية من خلال ضمان تصميم نظام قوى لا يسمح بمساحة للخطأ في التشخيص أو أي إجراء علاجي للحفاظ على سلامة المريض، مضيفا "لذا نؤكد دوماً أن الجودة في مجال الصحة تساوى حياة".
ولفت إلى أن العلاج الملائم للمريض يتوقف على عدة عوامل: على رأسها مراعاة الفروق الفردية بين المرضى واحتياجات كل مريض، وإشراكه في خطة العلاج لمعرفة مدى استعداده لتقبل إجراء علاجي معين دون آخر وهو ما يؤثر جذريا على نتيجته، إلى جانب المرحلة المرضية التي يمر بها، وهذا هو المقصود بتصميم المعايير بشكل "متمركز حول المريض".
وأكد أن الهدف الرئيسي من دخول المريض إلى"المستشفى" أو المنشأة الصحية هو الحصول على الخدمة بشكل آمن من المرة الأولى ولا يتحمل تكرار الإجراء العلاجي أكثر من مرة كما أن ذلك يمثل تكلفة مضاعفة، مشيرا إلى أن تصميم المنشأة الصحية لنظام قوي من البداية، عبر سلسلة قوية من العمليات التي تستهدف مخرجات سليمة، يعزز استدامة النتائج الصحيحة في كل الأوقات ويوفر على المنشأة هدر الموارد المتاحة مما ينعكس على وضعها التنافسي في سوق الخدمات الصحية.
وأشار إلى أهمية توافر أدوات قياس سليمة ومناسبة لكل عنصر من عناصر الجودة داخل المستشفى، وهي منشأة خدمية ذات طبيعة خاصة جدا حيث لا تملك رفاهية الإغلاق أو عدم الجاهزية في أي وقت على مدار 24 ساعة يوميا و7 أيام أسبوعيا، فتحقيق صفر أخطاء طبية وضمان السلامة يتطلب تغيير جذري في ثقافة المؤسسة.
وشدد على أهمية إدراك الحاصلين على الشهادة لمفهوم الجودة لدى المجتمع والذي يختلف في كل محافظة عن الأخرى وفقاً للخصائص الديموجرافية للسكان حتى تتحول المعايير المكتوبة إلى حقيقة على أرض الواقع تخضع للتطوير المستمر مما ينعكس في قوة "شهادة الاعتماد المصرية" للمنشأة في ضمان سلامة وجودة الخدمة الصحية وفقا لأحدث المواصفات القياسية العالمية.
يذكر أن برنامج EGYCAP يشمل 8 وحدات تدريبية تغطي المادة العلمية اللازمة لإكساب المتدرب بالمعرفة والمهارات والخبرة اللازمة للتطابق مع معايير الاعتماد وهي: (المهارات القيادية في المنشآت، إدارة الموارد البشرية، الرعاية المتمركزة حول المريض، الجودة وتحسين الأداء ، التكنولوجيا وإدارة المعلومات، سلامة المرضي، مكافحة ومنع انتشار العدوى، سلامة البيئة والمنشأة "السلامة البيئية"، الحصول على الاعتماد).