قال الدكتور محمد سمير أستاذ علم النفس الاجتماعي وعميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها السابق، أن المخدرات المستحدثة أو المصطنعة والتي طرأت على مجتمعنا حديثًا كاﻻستروكس والفودو وغيرها، هي مصنعة كميائيًا وتشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، يفوق بمئات المرات الأضرار والمخاطر الناتجة عن المخدرات النباتية الطبيعية والمتعارف عليها.
وأوضح أن تأثير المخدرات المصطنعة على صحة الإنسان والتغيرات العقلية والعصبية والنفسية التي تصيبه فور تناولها، تدفعه لارتكاب جرائم غريبة على مجتمعنا، كالذي نهش أحشاء شقيقه بعد ذبحه بمحافظة كفر الشيخ فور تناوله لمخدر «ألفﻻكا» أو كما يطلقون عليه «الزومبي»، وهناك من الشباب من فقد عقله أو دخل في نوبة اضطراب في الجهاز العصبي، أو أقدم على اﻻنتحار نتيجة لتناول هذه السموم الكيميائية الخطرة
وأكد استاذ علم النفس الاجتماعي، أن فئة الشباب مستهدفة طوال الوقت، فهي المحرك الأساسي لأي مجتمع، وإن استمرار انتشار مثل هذه اأنواع من المخدرات يجعل المجتمع هشًا غير قادرًا على العمل واإنتاج والتقدم، ويزيد من معدل الجريمة البشعة داخل مجتمعنا.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هناك أحكامًا رادعة وإجراءات صارمة من الدولة لعصابات الاتجار في المخدرات، لاسيما أنه تم تعيين قضاة معنين في مثل تلك القضايا حتى تم البت فيها بسرعة عاجلة حفاظًا على الشباب.
وأضاف د.محمد سمير أن انتشار مثل هذه اأنواع الحديثة من المخدرات بين الشباب المدمن يرجع إلى تشبع أجسادهم بالمواد المخدرة المعتادة والطبيعية كالبانجو والحشيش، وبات تأثيرها المزاجي معتاد لدى المدمن، حتى يشعر بالملل فيلجأ إلى المخدرات الكيميائية المصنعة الحديثة، والتي يفوق تأثيرها العقلي والعصبي والذهني مئات المرات تأثير المخدرات المعتادة عليه، ليفاجئ المدمن بارتكابه جرائم بشعة أو خلل في عمل الجهاز العصبي لديه أو يسوقه تأثير هذه المواد الكيميائية إلى اﻻنتحار فور تناولة للمخدرات الجديدة بهدف التجربة.
وأقر أستاذ علم النفس اﻻجتماعى ان اسوء شيء يصيب اى مجتمع هو انتشار الادمان بين اﻻفراد ليتحول بفعله الشخص الى انسان مسلوب اﻻيراده ﻻ يستطيع العمل او اﻻنجاز ومع تطور واستحداث مخدرات جديدة تتطور اشكال اﻻدمان لتصبح اقوى فى التأثير سواء الجسمانى او اﻹزائى وبالتالى تطور شكل الجريمة المعتادة والتعارف عليها بشكل ابشع واكثر حدة.
وناشد استاذ علم النفس اﻻجتماعى اﻻجهزة اﻻمنية بضرورة احكام السيطرة على منافذ تهريب مثل هذه المواد المدمرة لصحة اﻻنسان داخليا وعبر الحدود البحرية والبرية ﻻن زيادة انتشارها يشكل خطرا كبيرا على المجتمع اذا اردنا التقدم والنهوض بعقول الشباب.
واشار إلى أن الحياة الإجتماعية وعامل التربية والحياة الأسرية التي يعيشها الشخص منذ الصغر تعتبر السبب الرئيسي لتعاطي العديد من الشباب المخدرات، فعندما تنشيء طفل خجول أو خائف دائماً من العقاب أويتحول إبنك إلى شخصية خجولة فإنك تزيد من نسبة استعداده لتعاطي المخدرات، وهناك العديد من السلوكيات التي تزيد من استعداد طفلك للمخدرات في سن المراهقة مثل الصراخ في وجهه.. السباب والشتائم .. الإمتهان والإذلال .. الضرب و صفع الوجه .. الغضب الشديد .. عدم التعبير عن التعاطف .. ترك الشخص وحده .. عدم تعليم الشخص كيفية رعاية نفسه، ويأتي دور الأسرة أيضاً في الرقابة وبناء صلة ربط وتفاهم بينهم وبين أطفالهم كالعامل الأول في الوقاية .. فدور الأب في التدخل لقطع علاقة بين ابنه وصديق السوء يعتبر من ثاني طرق الوقاية الاجتماعية، وبعد ذلك يأتي دور المجتمع ووسائل الاعلام في التوعية.