الإعلام المصرى.. والجمهورية الجديدة
نجاح الإعلام المصرى خلال السنوات الأخيرة فى حماية الحفاظ على الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح تتجسد آثاره فى حالة الأمن والاستقرار والاصطفاف التى يعيشها الوطن بنجاحاته وإنجازاته ومشروعاته العملاقة، والمكانة والثقل الإقليمى والدولى فقد اجتاز الإعلام مع الدولة المصرية تحديات كثيرة على مدار 8 سنوات، قدم خلالها نموذجاً للإعلام الذى يرسخ الوطنية والإدراك والفهم، واستعاد الإعلام المصرى بريقه وتوهجه ومكانته من خلال خطاب ومحتوى رصين اتسم بالوقار والمهنية والمصداقية والاحترافية، والقدرة على مواكبة العصر.. وهو ما أفضى إلى قدرة فى إحداث التطور والتوسع عبر آفاق رحبة إقليمياً ودولياً، من خلال قطاع أخبار هو أحد أكبر القطاعات الإخبارية فى الشرق الأوسط، يضم قناتين إخباريتين دولية وإقليمية تلبى احتياجات وتطلعات الجمهورية الجديدة.
النجاحات تولد نجاحات، وقدرة عالية على التطور، وخلق آفاق رحبة إقليمياً ودولياً، وتلبية احتياجات بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح
كان الإعلام المصرى ومازال سلاحاً قوياً واجه الكثير من التحديات والتهديدات التى لاحقت الدولة المصرية من كل صوب وحدب خاصة فى ظل حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه غير المسبوق ونجح فى التصدى لها بمهنية واحترافية بما يملكه من محتوى ومضمون يعظم من ترسيخ مبادئ الوطنية والولاء والانتماء والإدراك وبناء الوعى الصحيح وما حرص عليه من شفافية ومصداقية عالية.
أهم ما يميز الإعلام المصرى على مدار الـ8 سنوات الماضية هو حالة الوقار والرصانة ومعالجة القضايا والملفات بأعلى درجات المصداقية والحرص على إعلاء مصلحة الوطن، والتأكيد على قيمه ومبادئه وثوابته وتجسيد الهوية المصرية وتعظيم مكونات الشخصية المصرية وارتباطها بالأرض.
رغم حالة الفوضى والانفلات التى ورثها الإعلام المصرى على مدار العقود الماضية إلا انه نجح خلال الـ8 سنوات الماضية فى ايجاد المحتوى والمضمون الذى يلتزم بالموضوعية وعدم الانسياق وراء الموضوعات والأخبار التى تهدم ثوابت المجتمع، أو المبالغة فى أمور لا تسمن ولا تغنى من جوع وابتعد عن التنظير متجهاً إلى طرح الرؤى والحلول والتأكيد على الحقائق والاتجاه نحو الإقناع بما هو موجود على أرض الواقع.. ولكن الأمر المهم الذى يجب أن نطرحه فى هذه السطور ماذا قدم الإعلام المصرى خلال السنوات الماضية، وما سر حالة النضج والتوهج ومراعاة التحديات التى تواجه الدولة والشخصية المصرية، وكيف تصدى وواجه كل محاولات الاختراق والغزو الثقافى أو النيل من الوعى الحقيقى لدى المصريين من خلال محاولات تسلل الوعى المزيف عبر منابر وخلايا إلكترونية تروج الكذب والتشكيك على مدار الساعة، وكيف نجح فى تأمين عقل المواطن المصرى بالمصداقية وعدم اللجوء إلى الإعلام المعادى الذى سقطت كل أكاذيبه على صخرة مصداقية واحترافية وشفافية الدولة المصرية وإعلامها الوطني.. وهذا سيكون فى الرسائل التالية.
أولاً: إن الإعلام المصرى كان سنداً وحصناً وداعماً وسلاحاً فى يد الدولة المصرية التى واجهت تحديات غير مسبوقة سواء من فوضى وانفلات وإرهاب ومؤامرات ومخططات ومحاولات لتزييف الوعى بالأكاذيب والشائعات، واختار الإعلام المصرى عن قناعة ووطنية أن يكون فى خندق الوطن وعلى الجبهة المصرية فى معركة البقاء التى خاضتها الدولة والشعب المصرى متسلحاً بالمهنية والاحترافية وكوادر على أعلى مستوي.
ثانياً: إن الإعلام المصرى نجح فى فهم متطلبات واحتياجات الدولة المصرية وعبر عن مشاكلها وأزماتها ومعاناة شعبها التى جاءت نتاج العقود الماضية خاصة الأزمات والمعاناة الاقتصادية وتراجع الخدمات وبالتالى كان ومازال فى ظهر الدولة المصرية فى معركة البناء والتنمية والتقدم يحشد الشعب المصرى خلف قيادته والمشروع الوطنى لبناء مصر الحديثة، واستدعاء الإرادة المصرية التى ارتكزت على العمل والصبر والتضحية والقدرة على التحمل حتى تجاوز الصعاب، مع التأكيد على الفهم الصحيح لمتطلبات واحتياجات الدولة المصرية من إصلاح حقيقى وشامل حقق ثماره وأهدافه من خلال رؤية رئاسية.. والتفاف شعبى وطنى حول مشروع مصر فى البناء والتقدم.
ثالثاً: كان الإعلام المصرى ومازال سنداً وحلقة وصل بين القيادة السياسية وجموع المصريين.. من خلال شرح وتوضيح واستعراض الرؤية الرئاسية وما تصبو إليه، ومع تحقيق القفزات والطفرات كان الإعلام المصرى على أرض الواقع، وفى قلب الإنجازات والنجاحات ناقلاً ما يزخر به الواقع من مشروعات قومية عملاقة لبت احتياجات وتطلعات الوطن والمواطن من هنا كان الشعب المصرى واعياً بما يدور فى بلده ويقف على تفاصيل الرؤية الرئاسية ويستشعر نتائجها، وهو ما جعله يلفظ ويتجاهل كل دعاوى الباطل والأكاذيب والشائعات التى يروجها الإعلام المعادى على مدار الساعة، والذى حاول مراراً وتكراراً تحريك المصريين إلا أن وعى هذا الشعب كان بالمرصاد لكل هذه المحاولات الفاشلة ومن أهم أدوات الإعلام لتحقيق النجاح هو مساعدة إنجازات الواقع، وتغيير الحياة إلى الأفضل فى مصر، وانتهاء الكثير من أزمات ومعاناة المواطنين التى عبر عنها الإعلام بكل وضوح وشفافية ومصداقية لمسها المواطن فلم يعد يرى المصريون أزمات انقطاع الكهرباء أو طوابير العيش والبوتاجاز والسولار، ولا المعاناة والأوجاع من أمراض خطيرة مثل فيروس «سى» ولا قوائم الانتظار، وأصبح المواطن يلمس حجم التغيير وحجم الإنجازات فلم يعد يرى العشوائيات، وحظى بخدمات عصرية فى النقل والمواصلات والسكن الكريم والطرق والمحاور والكبارى التى اختصرت الوقت، ووفرت المال والطاقة والجهد وزالت كل ملامح المعاناة والمكابدة اليومية وحالة الاختناق التى يتعرض لها المواطن كما ان الإعلام المصرى نجح فى التعبير عن سياسات وثوابت ومواقف الدولة المصرية بنجاح.
رابعاً: الإعلام المصرى قام ومازال بدور محورى فى دعم الدولة المصرية والدفاع عن حقها ووجودها وتصدى للجماعات والتنظيمات الإرهابية، والعملاء والمرتزقة.. باستعراض وتوضيح حقيقتها للمواطن المصرى وارتباطاتها وتشابكها مع قوى الشر، وعقيدتها وأهدافها وتآمرها على الوطن، وتنفيذها لمشروع شيطانى خبيث يستهدف إسقاط الدولة المصرية.. وإشاعة الفوضى والانفلات وتشويه الحقائق والعمل لصالح دول وأجهزة مخابرات أجنبية معادية حتى بات المواطن المصرى مؤمناً انها جماعات وفرق عميلة وخائنة.. ومتسترة بالدين تستخدمه لخداع الناس وتزييف وعيهم والزعم بأنها جماعات دينية.
خامساً: كان الإعلام المصرى على مدار 8 سنوات ومازال مدافعاً عن الثوابت المصرية لا يميل إلى ملء عقل المواطن المصرى بالتوافه والخزعبلات والقضايا الجدلية والابتعاد عن القضايا التى تثير الفتن والتشرذم تحافظ على منظومة القيم المصرية، ومؤكداً وداعماً للهوية المصرية، عاكساً لتحديات المجتمع ومقدما الأطروحات والحلول ومحذراً ولافتاً إلى مشاكل وتحديات، ولم يتجه نحو إعلام الإثارة والمبالغة لكنه كان ومازال موضوعياً بلا تهوين أو تهويل، إعلام أجاد فى اختيار الأسلوب والمحتوى والمضمون والوسائل لبناء الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح، داعماً مسار الدولة المصرية، ومناصراً لقضايا المواطن، ومدافعاً عن حق الوطن، لم يتجه الإعلام المصرى خلال الـ8 سنوات الأخيرة إلى إعلام الابتذال أو التسطيح أو الاسفاف ولكن كان ومازال إعلاماً يتمتع بالذكاء والاحترافية ولم يسقط فى فخ الانسياق وراء الإعلام الاستهلاكي.. وكان ومازال إعلاماً ملبياً لاحتياجات المواطن فى الإطلاع على كافة القضايا الإقليمية والدولية وربطها بالشأن المصرى وتأثيراتها على الدولة المصرية، وهنا تخلق حالة من الوعى والفهم لدى المواطن.
سادساً: من أهم نجاحات ومكاسب الإعلام فيما يتعلق بالمواطن المصرى الآتي:
إنه نجح فى أن يكون المواطن المصرى على قناعة وإيمان كامل بخيانة وعدم وطنية فصيل الإخوان، ونجح الإعلام المصرى فى تقديم الصورة الحقيقية لهذا التنظيم، ووقف المصريون على حقيقة الدول الداعمة للمشروع الإخوانى وللإرهاب الأسود الذى يستهدف الدولة المصرية.. وتأكد المصريون بما لا يدع مجالاً للشك من حقيقة العملاء والمرتزقة والطابور الخامس المساندين والداعمين والممولين لتأييد ومساندة الإخوان بحثاً عن المال والمصالح الرخيصة.
المواطن المصرى بات على قناعة كاملة بأن المشروع المصرى للإصلاح والبناء والتنمية والتقدم يمضى بثبات وثقة ونجاح فى تحقيق أهداف الوطن، وتطلعات المواطن، من خلال بناء الدولة القوية والقادرة، الدولة الحديثة العصرية، التى تتأهب لدخول عهد الجمهورية الجديدة، فقد ترسخ الوعى الحقيقى لدى المصريين ان الدولة تسير فى الاتجاه الصحيح نحو بناء الدولة العصرية التى تستطيع ان تحمى وتلبى وتحفظ للمصريين الحياة الكريمة فى وطن آمن ومستقر.
سابعاً: وبناء على هذا النجاح الكبير الذى حققه الإعلام المصرى ومازال فإنه أصبح قادراً على التطور.. والوصول إلى مدى أوسع.. فحقق الانتشار الإقليمى والدولى بما لديه من إمكانات وكوادر وخبرات.. انطلاقاً من القدرة على التطور المصحوبة بالثقة.. حان الوقت لأن تعلن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن تدشين (قطاع أخبار) على أعلى مستوى مزود بأعلى الامكانات لذلك هو أحد أكبر القطاعات الإخبارية فى الشرق الأوسط وهو انعكاس حقيقى لما وصل إليه الإعلام المصرى من ثقة وقدرة على التطور والوصول إلى آفاق أكثر رحابة إقليمياً ودولياً وكما قلت لأسباب المصداقية والمهنية، وآن الأوان أن يكون لمصر قناة إخبارية دولية تتبع (قطاع أخبار المتحدة) ويجرى الإعداد لإطلاقها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ والذى تستضيفه مصر نوفمبر المقبل، وهو اختيار ذكى لتوقيت الإطلاق يتسق مع عظمة هذا الحدث الدولى الذى يمثل نقلة جديدة فى ثقل ومكانة (مصر- السيسي) أو الجمهورية الجديدة، ولتدخل مصر بثقة عالم القنوات الدولية الإخبارية بأسلوب وشكل جديد يواكب العصر ويتماشى ويتسق مع متطلبات «الجمهورية الجديدة» وتمتلك مصر «الشخصية الإعلامية» على الصعيدين الإقليمى والدولى وهى جديرة بذلك من خلال إعلامها الذى قاد المنطقة على مدار عقود ماضية، ليعود أكثر توهجاً واحترافية ومصداقية.
(قطاع أخبار المتحدة).. تجسيد لحالة التطور التى يشهدها الإعلام المصرى بل التى تشهدها الدولة المصرية ولن يضم قناة إخبارية دولية فحسب بل هناك (قناة أخبار إقليمية) يجرى لها التحضير بالتعاون مع كبرى بيوت الخبرة الدولية.
الحقيقة أن القاعدة الإعلامية المصرية التى تنطلق منها قناتان إخباريتان دولية وإقليمية هى قاعدة قوية وثرية تملك أدواتها وكوادرها وخبراتها، والقدرة على مواكبة التطور الإعلامى وتجسد أن لدى مصر الكثير الذى تستطيع ان تقدمه للعالم سواء رؤى مختلفة.. ومكونات دولة عظيمة فى كافة المجالات وثوابت سياسية مصرية بشأن القضايا والملفات الإقليمية والدولية، والتأكيد أن النجاحات تولد نجاحات.
ثامناً: وانطلاقاً أيضاً من دور الإعلام المصرى واتساقاً مع توجهات القيادة السياسية فإن هناك محاور أخرى تشكل محاور لاهتمامات الإعلام المصرى التى تستجيب لاحتياجات الدولة وتحارب الإسفاف والابتذال والتدنى واستعادة توهج قوانا الناعمة لذلك فإن التوجيه الرئاسى بتكثيف اكتشاف المبدعين المصريين فى كافة المجالات واتاحة الفرصة لهم.. أصبح حقيقة على أرض الواقع، من خلال انعقاد منتدى المتحدة للإبداع قبل نهاية العام الحالى، وأن الأعمال والتجهيزات بدأت فور ختام الموسم الأول لبرنامج «الدوم» وما حققه من نجاحات، أبرزها تحقق حلم عشرات الشباب من المبدعين من كافة المحافظات المصرية، وهو ما يشكل قوة دفع كبرى لحركة الإبداع المصرية بما يتوافق ويتسق مع تطلعات الجمهورية الجديدة، فالإبداع والرقى أحد المكونات الرئيسية للشخصية المصرية، وبالفعل فإن مصر غنية وثرية بالمواهب والمبدعين فقد شهدت العقود الماضية تقاعساً وتخاذلاً كبيراً فى هذا المجال وهو الأمر الذى جعل الغث والردىء يطفو على السطح فى مقابل اختفاء المواهب والمبدعين، وهى رؤية جادة وشاملة لاستعادة الأمجاد والرموز والريادة المصرية فى هذا المجال وهو الأمر الذى يحظى بمساندة ودعم الإعلام المصرى والذى يعد طاقة النور أمام حركة الإبداع والفن الراقى التى تتجه على الفور نحو تنفيذ التوجيهات الرئاسية نحو اكتشاف وتبنى المبدعين فى كافة ربوع مصر وهى ولادة بالمواهب والمبدعين.
الحقيقة أن ما حققه الإعلام المصرى من إنجازات ونجاحات خاصة أنه قدم مثالاً ونموذجاً للإعلام المحترم والمحترف والذى وقف على الجبهة المصرية وفى خندق الوطن داعماً ومدافعاً عن الدولة المصرية، ومسانداً لبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح باتزان وحكمة ومهنية ومصداقية وبأسلوب راق لذلك كان ومازال مؤلماً وموجعاً وفاضحاً لخطاب الكذب والشائعات والتشكيك والتشويه، ومستعرضاً وبأساليب واقعية لحجم الإنجاز المصرى الذى شكل تجربة ملهمة نجح الإعلام المصرى فى تقديمها للمواطن والعالم، وأصبحت نموذجاً فى البناء والتنمية وإعلاماً مرسخاً للثوابت والقيم والهوية والشخصية المصرية وموجهاً بشجاعة للثقافات ومحاولات الاختراق الفكرى المستورد والدخيل على المجتمع المصرى.
تحية للإعلام المصرى الذى يمتلك أدواته وخطاباته واحترافيته ومهنيته ومصداقيته، ووطنيته ليتأكد للجميع أنه سلاح باتر لكل محاولات الزيف والتزييف والتشكيك والأكاذيب ومصدر للثقة والاطمئنان والمصداقية.