رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قلاع ثورة يوليو الثقافية شاهدة على معركة الوطن

23-7-2017 | 16:59


لا تزال تأثيرات ثورة يوليو على كافة الأصعدة، شاهدة على الدور المحوري الذي لعبته في شتى المجالات، ولعل أحد أهم تلك المجالات وأبرزها، المضمار الثقافي، الذي كانت الثورة فيه علامة فارقة ميزت ما بعده عما قبله.

وقد سطر المؤرخ عبد الرحمن الرافعي كلمات مضيئة عن ثورة 23 يوليو وعلاقتها بالمشهد الأدبي تناولت الطفرة التى انعكست على مجالات الحركة الأدبية والنقدية والفكرية بشكل مباشر، فهناك علاقة وطيدة بين الفن والسياسة، الأول لا يمكن أن يحقق وظيفته الاجتماعية، إلا إذا كان سياسياً، فالفنان والناقد والأديب لابد أن تكون لديه عقيدة سياسية مواكبة لتطورات الحركة الاجتماعية، ومن هنا، اعترف الجميع أن ثورة يوليو أحست بنبض الجماهير وبالتالي انطلقت معها ثورة الإبداع والمبدعين.

ويؤكد الرافعي أن الحقبة الناصرية فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي حققت رواجا على مستوى الوجوه الأدبية التي أثرت المكتبة العربية بإبداعات لا تزال خالدة حتى اليوم، وظهور عدد كبير من نجوم الأدب الذين تلمع أسماؤهم حتى الآن كمؤسسين لأدب وطني بلغ العالمية، من أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وخيري شلبي وإبراهيم أصلان وإحسان عبد القدوس.

وقد كانت هذه المرحلة فارقة في تاريخ الأدب المصري والعربي بشكل عام، حيث شهدت نضجا عظيما لا سيما في مجال الرواية.

فيما كان لثورة يوليو تأثير إيجابي في الثقافة خاصة على جيل الرواد أمثال عبد الرحمن الشرقاوي، ونجيب محفوظ، فالشرقاوي كتب رائعته "الأرض" قبل 1952، لكنها نشرت بعد قيام الثورة، وواصل بعدها التعبير عن آرائه بكل حرية، فتحدث عن العدالة الاجتماعية في "الفتى مهران" وعن الإصلاح الزراعي في "الفلاح"، أما محفوظ فتناول فكرة العدالة الاجتماعية في "أولاد حارتنا" عام 1958.

ومن أهم إنجازات الثورة، الإحساس بالهوية العربية في المجال الثقافي، وشعور المثقف المصري بانتمائه إلى ثقافة عربية متميزة وأصيلة، بالإضافة إلى الكيانات الثقافية، التي أنشئت في هذه الفترة مثل البرنامج الموسيقي، والبرنامج الثقافي، وسلاسل الهيئة العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة وكلها لا تزال قائمة حتى الآن، وتقدم الكثير للثقافتين المصرية والعربية.

كل هذا يأتي إلى جانب المجلس الأعلى للثقافة ودوره في إثراء حركة الترجمة والانفتاح على الثقافة الأجنبية، ففي عام 1956 صدر قرار إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، كهيئة مستقلة ملحقة بمجلس الوزراء، تسعى إلى تنسيق الجهود الحكومية والأهلية فى ميادين الفنون والآداب، وقد كان المجلس بهذه الصورة الأول من نوعه على المستوى العربي، الأمر الذى دفع العديد من الأقطار العربية إلى أن تحذو حذو مصر وتشكل مجالس مشابهة.