رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الأوقاف: انطلاق الدورة العلمية المتخصصة لأعضاء هيئة التدريس بالهند بـ أكتوبر

16-7-2022 | 14:23


وزير الأوقاف

دار الهلال

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، فعاليات الدورة العلمية المتخصصة لأعضاء هيئة التدريس بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بولاية (كيرالا) بدولة الهند أكاديمية الأوقاف الدولية بالسادس من أكتوبر.

وقال وزير الأوقاف في كلمته في بدء فعاليات الدورة، إن الدورة تأتي تأكيداُ على دور مصر الريادي في نشر الفكر الوسطي المعتدل بمختلف دول العالم، وفي إطار دورها التنويري والتثقيفي والطلبات العالمية المتزايدة على عقد الدورات المتقدمة بها سواء للأئمة والواعظات أم لأعضاء هيئة التدريس الجامعيين وغيرهم.

وأكد وزير الأوقاف :" أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والحفاظ على الأوطان من خلال البناء والتعمير ، والعمل على أن نرى أمتنا في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات والعلوم والفنون" .

وأشار إلى أن الدورة العلمية المتخصصة والتي يشارك فيها (20) عضوًا من أعضاء هيئة التدريس بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بولاية (كيرالا) بدولة الهند للمشاركة في الدورة العلمية المتخصصة التي تنظمها وزارة الأوقاف في الفترة من 16 ـ 26 يوليو الجاري، تعد الأولى من نوعها في التعاون الأكاديمي والتدريبي مع دولة الهند وأنه سيتبعها دورات أخرى مماثلة .

وأكد وزير الأوقاف أن صحة المقدمات تؤدي إلى صحة النتائج ملخصًا حديثه في جانبين، الجانب الأول حسن القصد وتجديد النية، مشيرًا إلى أن هذه هي أهم مقدمة لنا جميعًا فتصحيح النية وصدقها مع الله (عز وجل) يثمر بركة في العمل، مؤكدًا أن صدق النية وتصحيحها مطلوب في جميع أعمالنا، فالبنية الصادقة تتحول العادات إلى عبادات، وقد بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أركان الإسلام في قوله: "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِة الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا"، أما مفهوم العبادات فهو أوسع من ذلك بكثير، فالصدق عبادة، والأمانة عبادة، وإتقان العمل عبادة، وعمارة الكون عبادة، وربما تكون هذه العبادات أو بعضها أشق على بعض الناس من سائر العبادات الأخرى، والنية الصادقة تحول ذلك كله إلى عبادات، وإذا كان صدق النية مطلوبًا لنحول العادات إلى طاعات وعبادات فإن صدق النية في طلب العلم ألزم. 

وأضاف وزير الأوقاف : لقد تحدث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن فضل العلم وطلبه، فقال تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، وقال سبحانه: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ" فمن خرج في طلب العلم في أي مرحلة عمرية فهو في سبيل الله حتى يرجع، وهو في جهاد حتى يرجع، وفرق بين الجهاد والقتال، فالقتال في الإسلام قتال دفع لا اعتداء، أما الجهاد فمعناه أوسع، حيث يقول سبحانه في شأن القرآن الكريم: "وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا"، فمن خرج في طلب العلم صادقًا نيته فهو في سبيل الله وهو في جهاد حتى يرجع، وإذا كان الخروج إلى طلب العلم مع تقدم السن فهذا فضل آخر لأن بعض الناس اعتاد أن يطلب العلم في مراحل عمرية معينة، والحقيقة: أن العلم من المهد إلى اللحد، وقد قال العلماء: من المحبرة إلى المقبرة، ونظل في حاجة إلى مزيد من التعلم، ومهما بلغ الإنسان في العلم عليه أن يتذكر قول الله تعالى: "وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، فكلما ازداد الإنسان علما ازداد إدراكا إلى حاجته إلى المزيد من العلم.

وأوضح أن طلب العلم يستدعي حسن القصد وصدق النية والإخلاص والتجرد وبذل الجهد، لافتا إلى أن طلب الدنيا محمود إذا كان القصد منه عمارة الكون، فرسالتنا رسالة سلام للعالم كله ، ومهمتنا أن نعمِّر الدنيا بالدين لا أن نخربها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة وليس صناعة الموت، وما أجمل العيش في سبيل الله بأن تسخر حياتك لمرضاة الله سبحانه بخدمة خلقه وقضاء حوائجهم وكف الأذى عنهم، موضحًا أن المحظور أن تكون الدنيا على حساب الآخرة قال تعالى: "مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا"، أي يريد الدنيا بأي طريق مشروع أو غير مشروع بغض النظر عن طريق تحصيلها ، "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا" أي إن أمر الآخرة يحتاج إلى عمل وسعي وقصد، وجاء التعبير بالسعي دون العمل لأن السعي يحتاج إلى همة ونشاط وعمل على أفضل طاقة ممكنة.

كما أكد وزير الأوقاف أنه عندما نقرأ القرآن بما يسمى بالتفسير الموضوعي نجد اتساقًا عظيمًا وترابطًا قويًّا مع ما جاء في سورة الإسراء، حيث يقول سبحانه : "كُلًّا نُّمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا"، مع ما جاء في سورة الكهف: "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"، وما جاء في سورة مريم: "وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى"، وقوله تعالى: "سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا"، وهذا لا يتأتى لمن تاجر بدين الله (عز وجل)، إنما يتأتى لمن صدق الله فصدقه الله ، وقد قالوا : من تعلم العلم ثم عمل به ثم علمه للناس فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات ومن عمل بما علم علمه الله علم ما لم يكن يعلم.

أما الجانب الآخر فهو الاجتهاد، مؤكدًا أن الاجتهاد يقتضي عدم التوقف عند حد أو سن في طلب العلم، وقد قالوا لن تصل في العلم إلى ما تريد حتى تتعلم ما لا تريد، فلا يكتفى أبدًا بتعلم العلوم الشرعية دون تعلم العلوم العربية أو الثقافية، ونؤكد على حاجتنا إلى مختلف العلوم، وأن العلم الذي نتحدث عنه هو مطلق العلم، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ" سواء في تعلم الطب أو الهندسة أو الأحياء أو الفقه، فالأمة كما أنها في حاجة إلى الفقه فهي في حاجة إلى الطب وإلى غيره من سائر العلوم من مستجدات الحياة، ومهمتنا أن نعمر الدنيا بالدين، وكل ما جاء في شأن العلم ورفعة أمره يشمل مختلف العلوم الإنسانية في شتى المجالات، كما أشار إلى ضرورة إتقان علوم اللغة العربية، فقد قالوا إن فهم الكتاب والسنة فرض واجب، ولا يتم إلا بتعلم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، مختتمًا حديثه بتقديم أنموذجين شرح من خلالهما دور اللغة العربية في فهم المعنى واستنباط الأحكام.

وأوضح وزير الأوقاف ، أن المشاركين في الدورة العلمية المتخصصة قامة من العلماء والمفكرين في الهند وهم : الدكتور عبد الله الثقافي البلنوري - عميد كلية أصول الدين جامعة مركز الثقافة السنية، والدكتور علوي بن محمد الثقافي كولاتور باينجيري - عميد كلية الشريعة والدعوة الإسلامية - الأمين العام لمركز التزكية الإرشادية كولاتور، والدكتور طه بن عطاء السقاف - عميد كلية سراج الهدي للشريعة الإسلامية، والدكتور جعفر احمد النوراني - عميد كلية مركز للدراسات الإسلامية – بنجلور، والدكتور محمد علي شهاب - عميد كلية مركز الهداية للعلوم الإسلامية، والدكتور علي بن محمد النوراني - عميد كلية سيدة حميدة العربية تاميل نادو، والدكتور محمد إرشاد بن قاسم النوراني - عميد كلية إمام رباني، والدكتور محمد أبوبكر صادق نوراني الثقافي - مدير المكتب الرئيسي لمفتي الديار الهند - نيو دلهي، والدكتور سهيل بشير الثقافي - مدير الأكاديمية العالمية للبحوث في العلوم المتقدمة كيرلا، والدكتور بشير أحمد النظامي - مدير أكاديمية أليد – غجرات، والدكتور محمد فاضل شمس الدين النوراني - مدير مؤسسة الإمام الرباني للهندسة الاجتماعية، والدكتور أبو بكر الصديق بن عبد القادر - مدير كلية الطيبة للعلوم الإسلامية والعصرية، والدكتور محمد شافي بن أبوبكر - الأمين العام طيبة التراث دلهي ، والدكتور محمد علي النوراني - ، المدير العام لمجموعة مؤسسات حديقة الطيبة - بنغال الغربي، والدكتور محمد روشن بن أبوبكر - نائب مدير لمؤسسة مليبار للبحث والتطوير، والدكتور محي الدين الثقافي كاونور - محاضر في جامعة مدينة النور الإسلامية كاليكوت كيرلا، والدكتور محمد عبد القادر النوراني - محاضر بالأكاديمية العالمية للبحوث في العلوم المتقدمة ( وراث ) – كيرلا، والدكتور أسامة علي عبد الرحمن - منسق العلاقات الخارجية والتواصليات، والدكتور آدم بن ويران النوراني فولكل، منسق العلاقات العامة لمركز الثقافة السنية - لولاية جوجارات.

الجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف قد عقدت عدة دورات تدريبية دولية خلال العام المالي 2021/ 2022 لعدد من الأئمة والواعظات من دول : (السودان، فلسطين، بوركينا فاسو) ، إضافة إلى (25) إعلاميٍّا من أعضاء اتحاد الإذاعات الإسلامية من إحدى وعشرين دولة، وجار الإعداد والتنسيق لعقد عدة دورات أخرى، بهدف ترسيخ معاني الوسطية، ومواجهة الفكر المتطرف، ونشر صحيح الإسلام في ربوع الدنيا.