بالصور.. إغراء صحفية بـ 15 ألف جنيه لإقامة علاقة محرمة لمدة أسبوع
مغامرة شادية ياسين:
مع ارتفاع نسبة العنوسة في مصر، وزيادة معدل الطلاق بنسبة مهولة، انطلقت عدد من مواقع الزواج على الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، دون رقيب أو حسيب، وتعتبر أسهل الطرق للبحث عن شريك الحياة خلف شاشات الحاسوب ليضع كل منهما صفات للآخر في خانة الأمنيات، وسرعان ما تتحطم على صخرة الرغبة التي تهيم على العالم الافتراضي.
أغلب الحالات التي دخلت لتلك المواقع تأكد أنها بابًا للدعارة المقننة، فبعد أول محادثه أو أول لقاء قد يكون عبر الشاشة أو بأحد الأماكن العامة، يسقط القناع عن مواقع الزواج الإلكتروني التي تحوي تحت مظلتها الكثير والكثير من الخبايا التي تتعلق بالرغبة المحرمة وزواج المتعة دون ارتباط حقيقي.
البحث عن عريس
يرجع علماء الاجتماع، انتشار الظاهرة إلى عدة أسباب أهمها زيادة نسبة العنوسة وعدم القدرة علي الزواج في ظل ارتفاع الأسعار، وفقد الوعي الديني، وعدم انتشار الثقافة التكنولوجية في استخدام المواقع واستغلالها بشكل سيء يُطيح بالعادات والتقاليد والأعراف.
محررة «الهلال اليوم» خاضت مغامرة داخل بعض هذه المواقع وأجرت محادثات مع مجموعة من الشباب تطرقت جميعها إلى المتعة المحرمة والعلاقات المخالفة، فضلا عن كشف بعضهم العلاقات المحرمة داخل نطاق الأسرة والأقارب، بما تؤكد أن أغلبهم يعاني من أمراض نفسية، الغريب أنه تم عرض 15 ألف جنيه في الأسبوع على الصحفية التي خاضت محاولة البحث عن زواج شرعي، مقابل إقامة علاقة محرمة والتستر على عادات مخالفة.
أسماء دلالية للتعبير عن نوع الرغبة
فبعض الزوار يشترك في تلك المواقع بحثًا عن المتعة وقتية مقابل مبلغ من المال، والبعض الآخر يبحث عن زواج مسيار أو زواج عرفي لفترة محددة وهو ما يتنافي مع الشريعة الإسلامية لثبوت النية في عدم الاستمرار، والصدمة الجديدة وهي "تبادل الزوجات" وإقامة علاقات مُحرمة بهدف التغير وكسر الملل، ومنهم من يسهل الدعارة لجذب أكبر عدد من الفتيات تحت مسمي "الحرية".
ومن الوهلة الأولى تجد بعض الأسماء تعبر عن نفسها، مثل "خدام مطيع" ، و"زوجة للمتعة" و "تبادل زوجات في سرية تامة شرط موافقة الزوجين" و "شهوة رجل" و غيرهما من الأسماء الدالة عن شخصياتها، مقارنة بالإيجابيات التي قد تكون محدودة أو شبه معدومة في جروبات الزواج، فكل ما عليك فعله هو الاشتراك بأحد مواقع الزواج الإلكتروني لتجد أمامك عالم مليء بالكذب والخداع.
العلاقات المحرمة
تحدثنا مع بعض الذين خاضوا تجربة داخل تلك المواقع، فتقول " ص .ط " 38 عامًا و تعمل مندوبة مبيعات عن تجربتها داخل مواقع الزواج الإلكتروني:" اقتربت من سن الأربعين و لم أتزوج حتى الآن، فبحثت عن طرق قد تكون مهينة بعض الشيء بالنسبة لي فاشتركت بعدة مواقع وبدأت ذلك من عام تقريباً ولكني لم أوفق حتى الآن، تحدثت مع عدة أشخاص كانوا أشبه بمرضي نفسيين.
وأضافت أنه يريدون المقابلة عبر "مكالمة فيديو" و أذا نولت إعجابهم يكملون التعارف، و آخرون يريدون أن أصف لهم تفاصيل جسدي ليتأكدون إذا كنت أوافق رغباتهم أم لا، ومنهم من طلب "رؤية شرعية" ولم يأتي بحجه أنه استخار الله ولم يجد قبولًا، ولكن ما زال بداخلي إيمان بأني سأصل إلى ضالتي وأجد شريكي في الحياة داخل تلك المواقع.
فخ النصب
أما " ن.ع " 45 عامًا ويعمل موظفًا بإحدى الهيئات الحكومية يقول:" أنه متزوج بالفعل ويبحث عن زوجة ثانية توفر له المسكن لكثرة المشاجرات بينه وبين زوجته مما دافعه للبحث عن آخري شرط "إلا تنجب" ولكنه لم يجدها حتى الآن"، مضيفاً أنه تعرض لكثير من حالات النصب من قبل سيدات وافقن على طلبه وعند الذهاب لهن يجده فخًا للحصول علي ماله مقابل المغادرة".
إهانة أنثى
"ش.ع" 34 سنة وتعمل مدرسة بإحدى المدارس الإعدادية، تقول:" إنها انفصلت منذ ثلاث سنوات، وكان السبب في الطلاق عدم الإنجاب وهذه إرادة الله، وليست إرادتي وهذا ما يجعل فرصي في الزواج التقليدي قليلة مما جعلني أذهب إلى مواقع الزواج الإلكتروني وأضع بياناتي الصحيحة دون خجل أو هروب من الطرف الآخر بالرد، فاترك له الخيار أما الموافقة أو الرفض وكثيرا ما تعرضت لإهانات وبعض الأحيان سب، فضلا عن تطفل البعض الآخر مما سبب لي الإزعاج ، فما زلت ابحث عن رجل ناضج يعلم أن كل شيء بأمر الله وأن الإنجاب رزق مثل المال والعمل وأنا في انتظار ذلك الشخص".
نقمة مواقع الزواج
الدكتور عبد المجيد صالح، أستاذ علم الاجتماع، يقول إن وسائل الإعلام الحديثة والتكنولوجيا الزائدة نقمة وليس نعمة لأنها غيرت كثير من المفاهيم والموروثات وخلقت حب الاستطلاع لدى كثير من الشباب، فمنهم من يقبل علي تلك المواقع بسبب المعرفة ثم ينجرف وراء رغباتات ملحة ومكبوتة بداخله فتصنع منه شخصًا بلا هدف وبلا هوية يبحث عن رغباته خلف الشاشات.
وأضاف أن البعض الآخر يترك نفسه للشيطان يلهو بعقولهم وثقافتهم وعاداتهم فيقبلون على المحرمات بطرق مشروعة تحت مظلة تلك المواقع الغير المراقبة من الدولة والتي لا تمنح التراخيص لمزاولة ذلك النشاط بخلاف صفحات الفيس بوك وغرف الشات الكتابية و الصوتية التي تستقطب شبابنا تحت شعار تكوين الصدقات الدولية وتوسيع عالم المعرفة الإفتراضية.
ولفت إلى أن مواقع الزواج لا تقوم على أساس تعاليم الإسلام مما يتنافى مع أبسط قواعد الزواج وهي الاحترام المتبادل بين الطرفين.
رغبات مكبوتة
الدكتور علي إبراهيم، أستاذ الطب النفسي، قال إنه رغم الانفتاح الذي نعيشه منذ سنوات ما زالت عقولنا مغلقة ومازلت تحركنا الشهوات الجنسية فهي أصبحت الدافع الأول للزواج مما يجعل الزواج علاقة مهددة تقوم علي إمتاع الآخر، و ليس الود والمحبة وبناء أسرة وحياة زوجية معتدلة، فيلجأ بعض الشباب إلى مواقع الزواج الإلكترونية لإشباع رغبات مكبوتة أو زواج عرفي دون تحمل مسئولية اجتماعية أو مادية، وهو ما يضعف الثقة بين الطرفين أو تكاد تكون معدومة فسرعان ما تفشل العلاقة، لذلك انصح كل شاب وفتاة قبل البحث عن الزواج، أن يسألوا أنفسهم ماذا يريدون وما هي الحياة الزوجية بالنسبة أليهم و إلى أي مدى ستكون نسبة الرضا داخل كل منهما إذا تزوج عن طريق المواقع الالكترونية.
ثقافة مجتمعية
الأخصائية النفسية، دلال مهدي، قالت إن التعامل مع هذه المواقع يمثل شيء من الخطورة و عدم المصداقية وبغير المنطقي أن تعرض المرأة نفسها علي المواقع مثلها مثل السلعة ليتحكم بها الرجال معدومي الضمير والدين، فالمرأة إذا رفضها رجل ستشعر بإهانة كبريائها ، وقد يكون ذلك الراجل لا يبحث إلا عن رغباته المدفونة.
وأضافت أن بعض الرجال أصبح لديهم عدم أتزان، وعدم وعي ثقافي بأهمية تلك المواقع التي قد تكون طريقة الزواج الأول بكثير من البلدان الغربية، فنحن ينقصنا الوعي الثقافي ومواكبة طرق جديدة قد تكون حياة أسرية ناجحة لتحقيق هدف الزواج ، فليس بالضرورة أن تكون هذه المواقع وهمية ولكن يجب أن تكون داخل إطار أخلاقي وتحت مسئولية الجهات الرسمية.