رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف المصرية

19-7-2022 | 09:16


الصحف المصرية

دار الهلال

سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

في صحيفة «الجمهورية»، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إن من أعظم النجاحات التي تحققت على مدار الـ8 سنوات الماضية، وساهمت بشكل قوى وإيجابي، هو بناء علاقات دولية مع مختلف القوى والدول في العالم، تقوم على التعاون والشراكة وتبادل المصالح والمنافع والخبرات، والاستفادة من تجارب الدول الكبرى المتقدمة ودعمها، بالإضافة إلى إمكانياتها في مجال التكنولوجيا الحديثة.

وأوضح توفيق - في مقاله بعنوان «الاستثمار في العلاقات الدولية» - أن الدبلوماسية الرئاسية المصرية تحركت على مدار الـ8 سنوات الماضية في إطار من الصدق والشرف وبناء جدار الثقة، والعمل على تصحيح وتوضيح المفاهيم المغلوطة، والتأكيد على ثوابت السياسة المصرية التي تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، والعمل مع كل الشركاء الدوليين للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتقديم الحلول السياسية للأزمات الإقليمية والدولية واحترام السيادة والقرار الوطني وإرادة واختيارات الشعوب.

وأكد توفيق أن تجربة مصر على مدار السنوات الماضية، نجحت في البناء والتنمية وتحقيق أهداف الدولة الوطنية في التقدم وتوفير الحياة الكريمة للمواطن المصري بعيدًا عن المعاناة والأزمات، ومن أبرز ما تحقق لخدمة التجربة المصرية في مجال البناء والتنمية والتقدم هو الاستثمار في العلاقات الدولية المصرية مع العالم؛ للاستفادة من الدعم والخبرات والقدرات والإمكانيات والتمويل، والمؤكد أن نجاح التجربة المصرية في البناء والتنمية على مدار 8 سنوات، كان محل تقدير واحترام العالم، وفي كل مناسبة نجد أن قادة ورؤساء وزعماء الدول يشيدون بما تحقق في مصر من بنية وتنمية وتقدم خاصة في مجال البنية التحتية، التي تعد القاعدة والركيزة التي ينطلق منها تقدم الدول، بالإضافة إلى أنها تحفز الاستثمارات الأجنبية وتجذب رؤوس الأموال للعمل في مصر.

وأشار توفيق إلى أن العلاقات الدولية المصرية المتوهجة والمتفردة في كونها علاقات لا تأتي على حساب أخرى، فالأمر المؤكد أن لدينا علاقات تعاون وشراكة قوية مع الجميع، رغم وجود خلافات وصراعات ومعارك بين القوى الكبرى، إلا أن مصر تربطها علاقات قوية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والآسيوية، وأبرزها ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين والهند، ودول القارة الإفريقية، وبطبيعة الحال علاقات راسخة وأخوية مع الأشقاء العرب، لأن مصر قررت الانفتاح على الجميع دون وجود حسابات أخرى غير الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعدم الدخول في تحالفات على حساب أخرى أو معسكرات على حساب معسكرات أخرى، علاقات ترتكز على ثوابت واضحة لا أحد يستطيع أن يملي علينا تغييرها، أو يفرض خطًا محددًا للسلوك المصري على الصعيدين الدولي والداخلي، من هنا جاءت منظومة العلاقات المصرية مع دول وقوى العالم مستقرة ومتوازنة، واضحة المعالم والثوابت، تذهب مصر صوب تحقيق مصالحها العليا، وتطلعات شعبها.

وأضاف الكاتب عبد الرازق توفيق أن الاستثمار في العلاقات الدولية المصرية حقق مكاسب وثمارًا وعوائد كثيرة وكبيرة ومهمة جسدت عبقرية التوجه المصري، وهو الأمر الذي تأكد نجاحه في كل الأوقات، بحيث لم تحد مصر يومًا عن ثوابتها، ولم تخسر أيًا من شركائها الدوليين على كافة الأصعدة، واستفادت من هذه العلاقات القوية من تجربتها التي حققت نجاحات وإنجازات كبيرة في مجال البناء والتنمية، وتغيير الحياة إلى الأفضل في مصر، واستشعار المواطن بما تحقق من تقدم على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.

ونوَّه توفيق بأننا نعيش في زمن المصالح المتبادلة، وإذا لم يكن لديك ما تقدمه للعالم، فلن ينظر إليك أحد، كما أن ميزان القوة والثقل والدور والمكانة وتأثير مصر في كافة الملفات الإقليمية والدولية، ودورها الفاعل هو محل الاهتمام الدولي بالقاهرةـ والعمل على عقد شراكات مهمة تضمن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسطـ خاصة وأن مصر هي ركيزة هذا الاستقرار، بالإضافة إلى دورها البارز أو الأبرز في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وإنجازاتها في مجال توفير الحياة الكريمة لمواطنيها، وقدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، ونجاحها في ترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والاعتدال والمواطنة وإخماد نيران الفتن التي حاول الإخوان المجرمون إشعالها خلال العقود الماضية، وأصبح الوطن ملكًا للجميع.

وتابع توفيق أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا بدعوة من المستشار الألماني أولاف شولتز؛ للمشاركة والرئاسة المشتركة لحوار بيترسبرج للمناخ، الذي عقد بالأمس، ثم لقاء الرئيس الألماني والمستشار الألماني، هي بكل المقاييس نموذج للعلاقات بين دول العالم، فعلى مدار 70 عامًا هي عمر العلاقات بين القاهرة وبرلين، وفي القلب منها السنوات الـ8 الماضية شهدت العلاقات زخمًا وتعاونًا وشراكة استراتيجية بالمعنى الحقيقي للكلمة، في ظل وجود الشركات الألمانية في المشروعات القومية العملاقة في كافة ربوع البلاد والاستفادة أيضا من القدرات والإمكانيات والخبرات والتقدم الألماني في مجال البناء والتكنولوجيا والتقدم.

واعتبر توفيق أن العلاقات المصرية- الألمانية هي نموذج فريد للاستثمار في العلاقات الدولية التي ترتكز على الشراكة، وأجدني مهتمًا بنجاح مصر بشكل متفرد في استثمار العلاقات الدولية بما يعود بالنفع والمصالح على كافة الأطراف، فمن المؤكد أن الصدق والشرف والالتزام والثوابت وراء نجاح هذا الاستثمار، فهذا الاستقبال والحفاوة التي قوبل بها الرئيس السيسي من الرئيس الألماني والمستشار الألماني، تجسد عمق علاقات البلدين في ظل فترة حرجة يمر بها العالم، وتحدث الزعماء الثلاثة عن نجاحات وإنجازات مصر في مجال البناء والتنمية ومدى التغيير الكبير الذي طرأ على وجه الحياة في مصر، خاصة في مجال البنية التحتية التي تهيئ فرصًا عظيمة لجذب الاستثمارات الألمانية، ولعل المساهمات الألمانية في المشروعات القومية العملاقة في مصر تبرز وتجسد أيضًا عمق العلاقات والشراكة بين القاهرة وبرلين.

ولفت الكاتب إلى أن العلاقات المصرية الدولية مع قوى العالم المختلفة بدأت من الصفر، وقبل 8 سنوات كانت تواجه منعطفات وتحديات جسامًا بسبب مفاهيم مغلوطة، لكن الرئيس السيسي نجح باقتدار من خلال دبلوماسية رئاسية رشيدة وحكيمة في بناء علاقات دولية قوية ترتكز على صداقات وشراكات دولية مع دول وزعماء العالم، خلقت آفاقًا رحبة في تجربة مصر للبناء والتنمية والتقدم، وعكست استثمارًا فريدًا من نوعه جلب المنافع والعوائد ودعم التجربة المصرية بمقومات عصرية.

وفي صحيفة «الأهرام»، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن أوروبا تعيش الآن على وقع موجة هائلة من الحرائق في العديد من الدول بها.

وأوضح سلامة - في مقاله بعنوان «الحرائق تلتهم أوروبا» - أن الحرائق منتشرة في دول جنوب غرب أوروبا (اليونان- البرتغال - فرنسا - إسبانيا)، حيث نشبت الحرائق هناك بعد أن شهدت تلك الدول ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، مما أدى إلى اشتعال الحرائق في الكثير من الغابات بها، وامتدت إلى بعض المناطق السكنية الملاصقة لها.

ونبَّه سلامة إلى أن الاحتباس الحراري لم يعد كلاما، وتحول إلى أفعال، وخسائر على أرض الواقع في كل قارات العالم بعد أن امتدت موجات الجفاف إلى الكثير من الدول، وارتفعت درجات الحرارة إلى أرقام قياسية غير معهودة.

وأشار سلامة إلى أن أرقام الضحايا ضخمة في الخسائر البشرية، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 200 قتيل في إسبانيا، والبرتغال، وتم إجلاء آلاف الأسر في الدول المنكوبة، كما دمرت الحرائق مساحات هائلة من الغابات، والحدائق، والمزارع.

ورأى الكاتب عبد المحسن سلامة أن المشكلة الآن تكمن في «الانتكاسة» التي حدثت بعد وقوع الحرب الروسية - الأوكرانية، واتجاه بعض الدول مرة أخرى إلى استخدام الوقود الأحفوري كمصدر من مصادر تشغيل محطات الطاقة بديلا للغاز.

وأضاف سلامة أن الموضوع لا يحتمل التأجيل، ومن هنا جاءت أهمية الجلسة رفيعة المستوى لحوار «بيترسبرج للمناخ»، التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في ألمانيا، وألقى كلمة بها أكد فيها أهمية التشاور، والتنسيق بين الدول لحل أزمة تغير المناخ.

وتابع سلامة أن مصر تستضيف القمة «27» للمناخ، وهي القمة الأهم في هذا المجال، لأنها قمة إنقاذ العالم؛ إذا كانت الدول جادة في هذا المجال.

واعتبر سلامة أن قمة شرم الشيخ هي قمة الفرصة الأخيرة التي يجب أن يقتنصها العالم، ومصر تضع كل إمكاناتها من أجل نجاح القمة، والتوصل إلى رؤية عالمية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، قبل أن تتفاقم الأزمة، وتخرج عن السيطرة.
وفي صحيفة «الأخبار»، قال الكاتب محمد بركات إن القول بعدم نجاح القمة العربية الأمريكية التي عقدت في مدينة «جدة» بالمملكة العربية السعودية، في تحقيق أهدافها على الجانبين العربي والأمريكي، هو قول غير دقيق وفيه تجاوز للواقع ومخالفة ليست بالقليلة، قياسا على ما جرى وما تم خلال الاجتماعات الرئيسية والجانبية.

وأوضح بركات - في مقاله بعنوان «أمريكا.. والعرب «3»» - أن النجاح الأكبر لهذه القمة، وما جرى خلالها وحولها من لقاءات ومحادثات مجمعة وثنائية، هو أنها فتحت الطريق وأتاحت الفرصة أمام الطرفين العربي والأمريكي، للرؤية والمعرفة الواقعية من جانب كل طرف للطرف الآخر، والتعرف على حقيقة المواقف والرؤى لكل طرف تجاه القضايا الأساسية، على المستويين الدولي والإقليمي.

وأضاف بركات أن هذه مسألة بالغة الأهمية نظرا للمتغيرات الجسيمة والعديدة التي طرأت على المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، وموجات التحديث والإصلاح والتنمية التي جرت فيها، وما نجم عنها من انعكاسات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة، في ظل وجود جيل جديد من القيادات في مواقع المسئولية، وبروز دور كبير ومساهمة فاعلة للشباب والمرأة في المسيرة الوطنية لهذه الدول.

وأشار الكاتب محمد بركات إلى أنه وفي هذا الإطار، يمكن القول دون مبالغة على الإطلاق، بأن الولايات المتحدة الأمريكية على وجه العموم، والرئيس «جو بايدن» ومسئولي إدارته على وجه الخصوص، وجدوا أنفسهم خلال هذه الزيارة أمام منطقة عربية وشرق أوسطية مختلفة، عما ألفوه من قبل طوال السنوات الخمسين الماضية.

وتابع بركات أنهم وجدوا أنفسهم أيضا أمام نوعية مختلفة من الزعماء والمسئولين لدول المنطقة، لديهم منطق مختلف ورؤية مختلفة، تضع في اعتبارها متطلبات العصر ولغته مع وعى كامل بالمصالح الوطنية والقومية دون تفريط أو إذعان كما وجدوا أنفسهم كذلك وربما لأول مرة أمام رؤية عربية واحدة، متفق عليها في كل القضايا والمسائل المطروحة للبحث والنقاش أمام القمة.