قال الدكتور وليد جاب الله خبير اقتصادي، إن هناك مرضًا مشهورًا يصيب الرأسمالية في أنها تمر بدورة اقتصادية وتتعرض لأزمة كل فترة وتتعرض لتصحيح ثم تجدد نفسها، وفقًا لبعض الآليات الإضافية الموجودة فيها، لكن هذا النموذج أصيب في مقتل خلال عام 2008، وهو النموذج النيوليبرالي، ويعاني من أزمات متلاحقة.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج في المساء مع قصواء على قناة cbc، أن هذا النموذج ضعيف أمام التحديات، إذ أن النموذج الاقتصادي التي تقودها أمريكا لم يعد قادرًا على الاستمرار وفقًا لقواعده: "ربما أضع عنوانًا مفاده أن الولايات المتحدة ربما تكون سعيدة بإنهاك العالم حتى تستطيع الاستمرار في قيادته".
وتابع الخبير الاقتصادي: "في أزمة كورونا، قدمت دول العالم حزم مساعدة، وكانت أمريكا الأكبر بواقع 3 تريليون وكلها دولارات مطبوعة، وكنا ننتظر أن يكون التضخم تضخما قياسيا في أمريكا وأن تكون أكبر دولة في العالم تعاني منه، ولكن لما حدث التعافي النزاع الاوكراني الروسي، التزمت أمريكا بالمزيد من التصعيد والانهاك الروس، وتجاوز الأمر انهاك الروس إلى انهاك أوروبا بصورة كبيرة، إذ أن الدول الأوروبية صناعية وتصدر للعالم، وبالتالي فإن زيادة التضخم في أوروبا يعني تصديره في العالم، والواقع أننا أمام تضخم عالمي بسبب التعافي من تداعيات كورونا، والمواطن في العالم متعطش بصورة كبيرة للاستهلاك، والجهاز الإنتاجي لايستطيع تلبية احتياجات المواطنين في العالم، بالإضافة إلى الحرب الاوكرانية والعقوبات التي تسببت في زيادة التضخم".
وأكد، أن التضخم ترتب عليه انخفاض في العملات العالمية عدا الدولار، حيث يتصاعد التضخم والدولار في ظاهرة فريدة، والأكثر غرابة، أن الفيدرالي الأمريكي عندما يرفع الفائدة يزداد التضخم، رغم أن رفع الفائدة يستهدف السيطرة على التضخم، ولكن ما يحدث أن رفع الفائدة يعني جذب المزيد من رؤوس الأموال من الخارج، ما يسبب مشكلات كبيرة لدول العالم.