رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


النواب في بلجيكا يصوتون على معاهدة مثيرة للجدل لتبادل سجناء مع إيران

20-7-2022 | 11:30


البرلمان

دار الهلال

دعي النواب البلجيكيون الأربعاء إلى إقرار مشروع معاهدة يثير جدلا حول التسليم المتبادل لسجناء مع إيران يرى منتقدوها أنها تفتح الباب امام عملية "تبادل" بين بلجيكي يعمل في المجال الإنساني وعميل للنظام الإيراني.

ويتوقع أن يقر النص الذي سبق ووافقت عليه اللجان في السادس من يوليو بغالبية النواب خلال النهار في جلسة عامة أخيرة قبل عطلة الصيف النيابية.

لكن منذ الكشف عن مضمونها قبل ثلاثة أسابيع تثير هذه المعاهدة الثنائية نقاشا محتدما في البرلمان مع التعبير عن مخاوف مماثلة لتلك التي عبر عنها معارضون إيرانيون في المنفى.

ويرى هؤلاء المعارضون أن المعاهدة تفتح الباب أمام تسليم طهران بعد عفو محتمل، اسد الله أسدي الذي حكم عليه في العام 2021 في بلجيكا بالسجن 20 عاما بعد إدانته بتهم "محاولات اغتيال إرهابية". وقال نائب بليجكي معارض إن النص "مفصل" على قياس أسدي.

وأدانت محكمة انتويرب في شمال بلجيكا الإيراني البالغ 50 عاما بتهمة التخطيط لعملية إرهابية احبطت في اللحظة الأخيرة في 30 يونيو 2018 عندما أوقفت الشرطة البلجيكية قرب بروكسل زوجين بلجيكيين من أصول إيرانية وبحوزتهما متفجرات.

وكان الزوجان في طريقهما إلى فرنسا حيث كان من المخطط تنفيذ هجوم قرب باريس في ذلك اليوم يستهدف التجمع السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض للنظام الإيراني ويضم في صفوفه حركة مجاهدي الشعب.

ورأى القضاة في انتويرب أن أسدي خطط للهجوم لحساب الاستخبارات الإيرانية تحت غطاء دبلوماسي. فعندما كان موظفا في سفارة بلاده في فيينا أوقف في الأول من يوليو 2018 في ألمانيا وسلم إلى بلجيكا بعد ثلاثة أشهر. وقد أثارت المحاكمة غضب طهران التي تواصل المطالبة بـ"الافراج عنه من دون شروط".

وفي مطلع يوليو واجه وزير العدل البلجيكي فينسان فان كيكينبورن صعوبة لدى عرضه المعاهدة على النواب، في تهدئة المخاوف وفي فصل هذا النص عن قضية أسدي.

ولفت الوزير إلى ان "مصالح" بلجيكا في إيران ورعاياها المئتين في هذا البلد باتوا اهدافا محتملة لإجراءات رد منذ توقيف "الدبلوماسي المزعوم"... وأكد "منذ اليوم الأول شعرنا بضغوط من جانب إيران وقد تدهور الوضع الأمني لمصالحنا بشكل منهجي".

وفي دليل على جدية هذه التهديدات أوقف في 24 فبراير الماضي البلجيكي اوليفيه فانديكاستيل العامل في المجال الإنساني من دون أي سبب في طهران ما يبرر بنظر السلطة التنفيذية البلجيكية الاقرار السريع للمعاهدة التي وقعت في 11 مارس في بروكسل.

وأكد وزير العدل البلجيكي الثلاثاء بعد نقاش استمر ساعات في البرلمان أن "إيران دولة مارقة لكن لا يمكننا أن نختار إلى من نتحدث".

وكان لرئيس الوزراء الكسندر دي كرو الموقف نفسه وقد شدد لهجته حيال نواب نددوا بحصول "ابتزاز" من جانب إيران بشأن البلجيكي المعتقل البالغ 41 عاما.

وقال دي كرو في 14 يوليو "ما عسانا نقول لعائلته إننا سندعه يقبع في زنزانته؟ بلجيكا لا تتخلى عن مواطنيها".

وفي رسالة مصورة في 11 يوليو ناشدت عائلة فانديكاستيل السلطات "بذل كل المستطاع" للافراج عنه.

وقال النائب الوسطي المعارض فرنسوا دو سميت "نحن أمام لعبة غريبة حيث لا يمكن للحكومة القول إن ثمة تبادلا مع أن هذا ما نتفاوض" بشأنه.

وقد أعربت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها أيضا وقالت إن النص "يجب ألا يمنح إفلاتا من العقاب" إلى العملاء الإيرانيين الذين يرتكبون جرائم في اوروبا.