مصر لديها ثروة قومية هائلة تستطيع أن تستفيد منها أكبر استفادة على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي..
هذه الثروة القومية عبارة عن خبرات وتراكم سنين وتراكم للمعرفة لسنوات طويلة وهم العاملون في الدولة بعد سن الستين.. إحالتهم للمعاش، كأنك زرعت شجرة أو زرعا ثمينا وعندما حان القطاف قطعتها، هل يعقل أن يحال مثلا د. مجدي يعقوب للمعاش، هل يعقل أن يحال د. حسام موافي للمعاش، هل يعقل أن يحال د. فاروق الباز للمعاش، هل لو كان د. أحمد زويل على قيد الحياة ويعمل في مصر كان يمكن أن يحال للمعاش ..
سن المعاش وهو 60 سنة رقم تراجعت فيه دول كثيرة، هذه السن تعتبر حصادًا لعمر وتجارب ثمينة يجب ألا نهدرها بالإحالة للمعاش.. ليصابوا بالإحباط والأمراض في قمة عطائهم .. أنا لا أقول أن يستمروا في مناصبهم وكأنهم يغلقون الباب أمام الأجيال الشابة الواعدة التي لديها نظرة للمستقبل، ولكن أعتقد أنه آن الآوان أن يكون هناك هيئة أو مجلس للحكماء يستطيع أن يستفيد من هذه الثروة .. وليست وزارة التضامن والتأمينات الاجتماعية .. لأنها تتعامل مع أصحاب المعاشات على أنهم يحتاجون إلي المعاش أو إلى الإعانة المادية وإلي الرعاية الصحية، ولكن الموضوع أعمق من ذلك بكثير.
نحتاج أن تكون هناك وزارة لجمع هذه الخبرات الثمينة تضع خططا للتطوير في مصر كي تشارك في التدريب والتدريس وتعليم الأجيال القادمة بخبراتها المتراكمة
يقومون بتدريب الشباب وتعليمهم كيفية توظيف المهارات والقدرات، واستثمار الطاقات، وقيم وعلاقات العمل وكيفية التصرف في مواقف بعينها طبقا للسوابق التي حدثت في الماضي، أعتقد أن عددهم حوالي 7 ملايين شخص هم ثروة حقيقية، يتمتع كل منهم برصيد هائل من الخبرة، والحكمة، والمهارة وفن الإدارة، منهم المدير والأستاذ والصحفي والمهندس والمحاسب، وحتى الموظف، كلهم أفنوا سنين طوال من أعمارهم يقدمون كل جهودهم وأفكارهم، سواء في القطاع الخاص أو العام تعبوا وسهروا وعملوا بجد وإخلاص في كل المجالات، تراكمت خبراتهم ومهاراتهم وأصبحوا أكثر تألقا وعطاء .. ثم توقفوا عن العمل أو أحيلوا عن وظائفهم بالتقاعد رغم قدرتهم على العطاء والإنتاج!
نحتاج أن نعيد النظر في هذه الثروة القومية والخبرات المتراكمة خصوصا أنه بعد التطور الطبي أغلبهم في حالة صحية جيدة وفي حالة ذهنية متألقة وإهدار هذه الثروة بهذا الشكل يحتاج إعادة نظر.